لفت انفتاح القيادة البحرينية على المواطنين وعلى امتداد واسع أنظار الخبراء والمحللين السياسيين والمهتمين الذين أكدوا أن القيادة فتحت قلبها قبل مجالسها من أجل الاستماع لقضايا وهموم المواطنين منهم مباشرة، وفي أريحية تامة تنقلها للمشاهدين بكل فخر واعتزاز الأجهزة الإعلامية المختلفة ومواقع التواصل الإلكتروني. بحسب تقرير بثته وكالة أنباء البحرين «بنا».وأشار التقرير إلى أن المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى أفرز الكثير من القيم الحضارية التي أسهمت بشكل واضح وجلي فيما وصلت إليه البحرين من تطور في المجالات المختلفة. وذكرت أن فتح الأبواب مشرعة أمام المواطنين لمقابلة القيادة هو نهج حكام البلاد الكرام منذ زمن بعيد، وفي العهد الميمون لجلالة الملك المفدى تم ترسيخ النهج حتى أصبح من العلامات البارزة في مسيرة البحرين الحديثة. ونوه التقرير إلى أن الحركة النشطة للقيادة في تواجدها مع كل مكونات المجتمع تؤكد على مصداقية المشروع الإصلاحي في البحرين الذي ابتكر طرقاً متعددة في التواصل مع المواطنين؛ من أجل تلمس احتياجاتهم، ومشاركتهم التطلعات، والاستماع لوجهات نظرهم في الكثير من الأمور التي تهم البلاد. ومن خلال التعبير عن سعادتهم بلقاءات القيادة دائماً ما يفتخر المواطنون في البحرين بهذا الأمر، وهو ما يرسخ لقيم الحوار من ناحية ويعزز الديمقراطية الشعبية في نفوس المواطنين من ناحية أخرى، وتكشف هذه الحقيقة الجوهرية عن أمر مهم وحيوي يتمثل في أنه لا حواجز تفصل بين القيادة الحكيمة والقاعدة الشعبية في البحرين، لأن جلالة الملك المفدى اعتمد في الأساس على انتهاج أسلوب الحوار لقناعته الراسخة بأنه أكثر الأساليب حضاريةً في حفظ اللحمة الوطنية بما يساهم في نمو شعور الولاء والانتماء لدى المواطنين، وخاصة عندما يرون مليكهم المفدى، فضلاً عن رئيس الوزراء وولي العهد الأمين، يلتقون بهم وبآبائهم وشيوخهم وكبار رجال الحل والعقد في المجتمع.تطور ديمقراطيوشدد التقرير على أن القيادة في البحرين تمتلك أفقاً واسعاً لعملية التطوير الديمقراطي في البلاد، وهو ما ظهر جلياً خلال عام 2015، لذلك فإنها حفظها الله كثيرة الالتقاء بالمواطنين على أسس حضارية للغاية وذات مستويات مختلفة، وتشهد البحرين حواراً متواصلاً منذ تولي جلالة الملك المفدى الحكم، وهذا الحوار والتناغم المباشر يلعب دوراً مهماً في التواصل مع المواطنين، وفي الاستماع لقضاياهم، وبشكل خاص فيما يتعلق بطموحاتهم وتطلعاتهم الحياتية والمعيشية من حيث زيادة الخدمات الإسكانية أو العمرانية أو الصحية والاجتماعية والتعليمية، وغيرها، وقد مكن هذا التواصل المباشر من تطوير التجربة الديمقراطية والمشروع الإصلاحي لجلالة العاهل المفدى، خاصة فيما يتعلق بالإلمام بكل ما يدور في الساحة من قضايا وهموم، وفيما يدور في ذهن المواطنين، ومعرفة حاجاتهم المختلفة. ولذلك ليس بغريب أن يؤكد العاهل المفدى دائماً وفي توجيهاته السديدة على أهمية وضرورة التواصل المستمر مع قيادات المجتمع في البحرين، والتحاور معهم حول القضايا المختلفة التي تهم الرأي العام، وما يتعلق بالدور الكبير الذي يقومون به تجاه مجتمعهم، كما أن هذه اللقاءات تمثل، في الحقيقة، فرصة كبيرة لرموز المجتمع وشيوخه وكوادره في أن يوصلوا لجلالة الملك رسائل المواطنين بشرائحهم المختلفة، والبحث عن أنجع السبل لتلبية رغباتهم وأحلامهم، خاصة أن العاهل المفدى يحرص من خلال هذه اللقاءات الحوارية على الإنصات لكل المقترحات التي تقدم فيها، ومناقشتها مع المسؤولين، مما يؤلف بين القلوب، ويوحد الجميع نحو الهدف الوطني في تحقيق الأمن والاستقرار.ولفت التقرير إلى أنه عند القراءة المتعمقة للمضامين السامية لأحاديث الملك حمد في المناسبات المختلفة، لاسيما خلال عام 2015، يمكن أن نلحظ عدة نقاط مهمة من أبرزها: تأكيد ما يؤمن به العاهل المفدى من فهم عميق وإدراكٍ واعِ لتحديات المرحلة المقبلة من مسيرة التطور الديمقراطي والتنمية الشاملة التي تشهدها البلاد على الأصعدة كافة، وما تحتاج إليه من تكاتف وتعاضد جميع أبناء الوطن؛ وذلك من أجل تعظيم الاستفادة من الفرص المتاحة والتصدي للتحديات، وهو ما يتسق مع دعوات جلالته ومبادراته الدائمة التي يؤكد فيها دوماً على أهمية العمل على توحيد الصف وحماية أمن المجتمع وثوابته والتخلي عن الفرقة والاختلاف، وتظهر قناعات جلالة الملك حمد بالحوار بشكل واضح من خلال كلماته ومخاطباته للمواطنين في المناسبات التي مرت بالمملكة خلال عام 2015، حيث نجدها تعبر تعبيراً حقيقياً عن الطيبة والسماحة والقيم الجميلة التي يحملها جلالته في وجدانه، لأنها حديث الأب لأبنائه، وما فيها من روح محبة وسلام ومودة ورغبة حقيقية وصادقة في لم الشمل وفي وحدة الصف الوطني وأن يعيش أبناء هذا البلد الطيب في وئام وانسجام وتعايش سلمي.مجالس شعبية وأوضح التقرير أنه إضافة للقاءات والكلمات السامية، تأتي المجالس الشعبية لتقوم بدورها هي الأخرى في توطيد العلاقة بين القيادة وأهل البلد، وهنا لا يمكن أن نغض الطرف عن المجالس المنتظمة، اليومية منها والأسبوعية، التي يعقدها صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس وزراء وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، والتي تعبر عن الكثير من الدلالات المحورية في مسيرة التطور الديمقراطي ومشروع التحديث الشامل الذي يتبناه العاهل المفدى، ولعل من بين أهم هذه الدلالات: تعميق ثقافة الحوار وترسيخ قيمه ومفاهيمه بشكل عملي، ومن ثم دعم أواصر اللحمة الوطنية، وذلك بالنظر إلى ما تتيحه مثل هذه المجالس من فرص للمواطنين للتعبير عن آرائهم والمشاركة بأطروحاتهم في مختلف القضايا والمشكلات، ناهيك عما تشكله هذه المجالس من ساحة للحوار والتواصل بين أبناء المجتمع، خاصة أنها تفيض بالحوارات الساخنة والنقاشات المعمقة التي تتكلل بصناعة قرارات وطنية خالصة تعبر عن الناس وتطلعاتهم، علاوة على أن هذه المجالس التي تعبر في الواقع عن الديمقراطية المباشرة بأجل صورها، تعكس مدى الرعاية والاهتمام من جانب القيادة الرشيدة لمعرفة توجهات الرأي العام السائد، ومن ثم تكفل التأكد من أن العمل الوطني في كافة القطاعات والمجالات وعلى كل المستويات يسير بالشكل المطلوب وعلى خير وجه، وماهية المعوقات التي تواجهه، وكيف يمكن التعاطي معها بحضور النخب المسؤولة والمعنيين بالمشروعات الوطنية سواء تلك التي تتعلق بالبنى التحتية أو بغيرها، والتي تستهدف جميعاً رفع مستوى الحياة الكريمة التي يتمتع بها المواطنون والنهوض بها.وبين التقرير أنه لاشك أن مضامين لقاءات وكلمات القيادة، علاوة على المجالس الشعبية التي تجمع كبار المسؤولين في المملكة والمواطنين بمختلف اتجاهاتهم ومشاربهم ومجالات عملهم واهتماماتهم، تعبر بصدق عن إيمان عميق بضرورة التواصل مع الناس وجهاً لوجه والاستماع إليهم، وتثبت أن هناك مساعي جادة لفتح آفاق جديدة لتطوير التجربة البحرينية، وتوسيع هامش الحركة بها، والوصول للمكانة الكبيرة التي يتطلع إليها جموع الشعب البحريني، لتشمل بالإضافة إلى الجانب الديمقراطي التحديثي المعروف، الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والتنموية والأمنية أيضا، سيما بالنظر إلى ما تسفر عنه هذه اللقاءات والمجالس من جهود نحو مواصلة العمل الوطني وتحديد الأهداف والأولويات من أجل عيش أبناء هذا البلد المعطاء بطمأنينة واستقرار دائم.واختتم التقرير سطوره مؤكداً أن اللقاءات والحوارات والمجالس التي تدور بين القيادة والمواطنين في البحرين، إنما تكتب فاصلة تاريخية جديدة ستبقى للأجيال المقبلة في رحم الغيب تتعلم منها وتأخذ منها الدروس والعبر، ووجدت إرثاً من قيم الحوار والتواصل ما بين القيادة والقاعدة يكفيها قروناً من الزمان، لكنه حاضر بيننا نتعلم منه ما يحفظ وحدتنا وما يقوي عزيمتنا.