وجه قائد الحرس الثوري الإيراني أول تحذير لمسؤول كبير في النظام إلى الرئيس حسن روحاني واصفاً اتصاله الهاتفي التاريخي مع نظيره الأمريكي باراك أوباما بـ «الخطأ التكتيكي».وهذا الانتقاد يعد أيضاً خروج على رغبات روحاني والمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي اللذين طلبا من قادة جيش النخبة في النظام الابتعاد عن السياسة.وقال قائد الحرس الثوري الجنرال محمد علي جعفري لموقع «تسنيم نيوز» الإخباري في أول انتقاد علني لهذا الاتصال التاريخي إن «الرئيس روحاني تبنى موقفاً حازماً وملائماً خلال زيارته نيويورك، وكما رفض لقاء أوباما كان حرياً به أن يرفض أيضاً التحدث إليه عبر الهاتف وأن ينتظر أفعالاً ملموسة من جانب الحكومة الأمريكية».واعتبر «أن الحكومة يمكن أن ترتكب أخطاء تكتيكية مثل الاتصال الهاتفي، لكن ذلك يمكن إصلاحه».وتابع «إذا لاحظنا أخطاء لدى المسؤولين فإن القوات الثورية ستوجه التحذيرات الضرورية».وهذا الاتصال الذي تم الجمعة الماضي في نيويورك بين الرئيسين الإيراني والأمريكي هو الأول بين البلدين اللذين قطعا علاقاتهما الدبلوماسية عام 1980.وإضافة إلى هذا الاتصال التاريخي، ضم اجتماع غير مسبوق في نيويورك وزراء خارجية مجموعة الدول الست الكبرى بما فيها الولايات المتحدة ونظيرهم الإيراني. وقد أعلنوا على إثره استئناف المفاوضات حول برنامج إيران النووي في15 و16 أكتوبر المقبل في جنيف.ويشتبه الغربيون وإسرائيل بإخفاء إيران مآرب عسكرية تحت غطاء برنامجها النووي المدني، الأمر الذي تنفيه طهران. وتواجه إيران منذ 2006 عقوبات فرضتها الأمم المتحدة ثم عززتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في 2012 بفرض حظر نفطي ومالي.واعتبر جعفري أنه للرد على «النية الطيبة» التي أبدتها إيران خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، على الولايات المتحدة أن «ترفع كل العقوبات ضد الأمة الإيرانية وترفع القيود عن الأصول الإيرانية المجمدة في الولايات المتحدة وأن توقف عدوانها على إيران وتوافق على البرنامج النووي الإيراني». وقال قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الجنرال أمير علي حاجي زاده من جهته عبر الموقع الإلكتروني للحرس الثوري إنه «لا يمكن نسيان عدوان الولايات المتحدة عبر اتصال وابتسامة لأوباما». وأضاف أن هذا العدوان «يستمر منذ نصف قرن وحتى لو كانوا يريدون تغييره لا أعتقد أن هذا الأمر سيحصل سريعاً». في المقابل، أعلن وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان تأييده لقرار روحاني، معتبراً أن الاتصال الهاتفي يؤشر إلى «قوة وعظمة» إيران. ولم يصدر أي تعليق من قبل المرشد الأعلى بشأن الاتصال بين الرئيسين الإيراني والأمريكي. وفي وقت لاحق، أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه سيكون «يقظاً» في المباحثات المقبلة مع إيران بشأن برنامجها النووي. كما حذر أوباما، الذي استقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، من أن الخيار العسكري لا يزال مطروحاً لإرغام إيران على احترام التزاماتها. من جهته، طالب نتنياهو إيران بتفكيك «برنامجها النووي العسكري»، ودعا إلى الإبقاء على العقوبات المفروضة على طهران أو تشديدها. وحث نتنياهو أوباما على إبقاء العقوبات المفروضة على إيران بل وتشديدها إذا واصلت طهران جهودها النووية. وفي شأن متصل، أشار وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى احتمال التوصل إلى اتفاق مع إيران خلال أشهر إذا ما أثبتت طهران أن برنامجها النووي لا يستخدم لإنتاج أسلحة نووية. وقال كيري «من الممكن التوصل إلى اتفاق في وقت أقرب من ذلك اعتماداً على مدى استعداد إيران للوضوح». وأضاف «يجب أن نتوصل إلى اتفاق جيد. والاتفاق الجيد يعني أن تكون إيران مستعدة تماماً للمساءلة وأن تتخذ إجراءات واضحة لضمان أن يكون هذا برنامج سلمي». في المقابل، أعلن الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في لاهاي أنه لا يمكن الحكم على صدق إيران في المسألة النووية إلا من خلال الأفعال. من جهة ثانية، مددت محكمة إسرائيلية اعتقال علي منصوري الإيراني الذي يشتبه في أنه جاسوس لثمانية أيام بعدما اعتقل في 11 سبتمبر الماضي وبحوزته صور للسفارة الأمريكية في تل أبيب.«فرانس برس - رويترز»