حذيفة إبراهيممنذ دخولي جامعة البحرين قبل عدة سنوات؛ اكتشفت أن معظم ما درسته خلال 12عاماً لم يدخل ضمن مناهج الجامعة، كما أني لم أستفد منه في حياتي العملية، بل ووجدت أنني جئت متأخراً كون الجيل السابق وصل إلى تلك الحقيقة قبلي.التعليم في الدول العربية بشكل عام أصبح للحصول على شهادة ورقية يعلقها على حائط منزله أو مكتبه في حال حصوله على وظيفة واستطاع أن يصل إلى مركز مرموق بها.كما أصبح للشهادة استخدامات أخرى كالحصول على مقعد في صدارة أحد المجالس، أو واسطة لإكمال نصف دين الشخص، فضلاً عن الحصول على ترقية في وظيفة هناك من هو أكثر استحقاقاً لها ولكن دون شهادة.أما الدول الغربية فقد سبقتنا إلى كون حملة الشهادات العليا قلة، والأهم من ذلك هو الخبرة العملية التي يكتسبها الشخص طوال سنوات حياته، والتي هي وحدها من تحكم بمستوى دخله السنوي.ونرى قادة كبار الشركات قادة الصناعة في العالم لم يحصلوا على درجات الماجستير أو الدكتوراه إلا أنهم يقودون العالم ويمتلكون ثروات طائلة لم تحققها شهاداتهم وإنما أفكارهم وعملهم عليها.أما العمالة في تلك الشركات والمصانع فهي الأخرى لم تتحصل على الشهادات العليا.وبالعودة لعالمنا العربي نرى أن حملة الشهادات العليا، جلهم، لا يمتلكون لمسة الإبداع، وارتكنوا إلى العلم المتحصل عن طريق الكتب فقط، وهو على أهميته، إلا أن التفكير خارج الصندوق هو المطلوب.كما إن التعليم في العديد من الجامعات، يسير بعيداً عن خط الإنتاج، فيتخرج الطالب وهو بحاجة للتدريب العملي، ليعاود اكتشاف أن ما تحصل عليه من علم يبعد مسافات كبيرة عن عمله.عقدة تلك الشهادات يجب أن يتخلص منها سكان الشرق الأوسط، وأن يركزوا بشكل أكبر على الريادة والابتكار، وتحقيق الذات بطرق أخرى دون إهمال تحصيل الشهادات بكل تأكيد.
شهادة ولكن..!
09 يناير 2016