عواصم - (وكالات): تخيم ملامح مجاعة على معضمية الشام بريف دمشق الغربي شبيهة بما تشهده مضايا، وتنذر بتكرار مأساة المجاعة التي عانت منها المدينة نهاية عام 2013 ما لم يتم تدارك ذلك بإغاثة عاجلة.وقال المكتب الإعلامي للمدينة إن كارثة إنسانية تطرق أبواب معضمية الشام التي تعاني من حصار الجوع منذ قرابة 20 يوماً على التوالي فرضته قوات الرئيس بشار الأسد على 45 ألف مدني جلهم من الأطفال والنساء والشيوخ.وتحكم تلك القوات سيطرتها على المعبر الوحيد للمدينة، وتمنع الدخول والخروج من وإلى المدينة، كما تمنع إدخال أي مواد إغاثية، لتزداد الأوضاع الإنسانية التي يعيشها الأهالي سوءا حيث تفتقد معظم العوائل في المدينة ما يسد رمق أطفالها الجياع. وباتت أسواق معضمية الشام خاوية على عروشها، حيث أغلقت معظم المحال التجارية، فلا بيع ولا شراء، في وقت يشتكي الأهالي بشكل أساسي من انعدام حليب الأطفال، مما تسبب في إصابة العديد من الأطفال بسوء تغذية.وقال عضو المجلس المحلي التابع للمعارضة وسيم الأحمد إنه لم تدخل أي مساعدات للمدينة منذ أكثر من 3 أسابيع، موضحاً أنه «حتى في أيام الهدنة الجزئية لم يسمح بإدخال المواد الطبية بما فيها مسكنات الألم». وفي هذا السياق توفي أمس الرضيع يوسف سعدية «3 أشهر» بسبب سوء التغذية، وتوفي أمس الأول الصبي سعيد كربوج «15 عاماً» وهو من ذوي الاحتياجات، ليرتفع عدد الوفيات جراء الحصار لأربعة أطفال وشابة في الخامسة والعشرين من عمرها، وذلك بعدما تدهورت حالتهم الصحية ومنع خروجهم لتلقي العلاج. في شأن متصل، توجهت قافلة جديدة من المساعدات الإنسانية إلى بلدة مضايا في ريف دمشق، في خطوة هي الثانية من نوعها هذا الأسبوع إلى البلدة التي تؤوي أكثر من 40 ألف شخص وتحاصرها قوات النظام السوري بشكل محكم منذ 6 أشهر. ميدانياً، استعاد الجيش السوري بعد أكثر من 3 أشهر على بدء موسكو حملتها الجوية المساندة، زمام المبادرة على الأرض في مواجهة الفصائل الإسلامية والمقاتلة والمتطرفين، بعدما مني الصيف الماضي بسلسلة من الخسائر الميدانية. ومع أن الإنجازات الميدانية لاتزال محدودة، فإن قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها وبدعم من مقاتلي «حزب الله» اللبناني و«مستشارين» أيرانيين باتوا في موقع الهجوم على معظم جبهات القتال، وفقاً لمحللين.
بعد مضايا.. حصار التجويع يلتهم معضمية الشام
15 يناير 2016