لم تكن قضية إعدام نمر باقر النمر وقيام الكيان الإيراني المحتل بالتدخل في الشؤون الداخلية للسعودية هي الأولى ولن تكون الأخيرة، فالتدخل الإيراني في شؤون دول المنطقة وزعزعة أمنها واستقرارها موثق بالأدلة والبراهين، ويثبته كشف الأجهزة الأمنية في دول مجلس التعاون، وأولها البحرين، عن ضبط شحنات أسلحة وذخيرة مهربة من إيران.وبالرغم من حرص الدول المعنية على تسجيل وتوثيق كل ما يتم ضبطه من شحنات أسلحة وتقديم كل ما يثبت مصدرها، لم تتراجع إيران عن تدخلها في شؤون دول المنطقة، ولم تتوان عن دعم جماعات خارجة عن القانون بالأسلحة والأموال، كما حدث مع الحوثيين في اليمن ما تسبب في تقوية شوكتهم وانقلابهم على الشرعية.ولعل أبرز ما يذكر في هذا الإطار ما تعانيه البحرين ومنذ أعوام وتعلن عنه بين فينة وأخرى من ضبط شحنات أسلحة ومتفجرات وشبكات إرهابية على علاقة بإيران، وكان آخرها خلية «قروب البسطة» والتي أعلن عنها 6 يناير، وهي خلية مدعومة من قبل ما يسمى بالحرس الثوري الإيراني ومنظمة حزب الله الإرهابية، وتم القبض على عدد من القياديين الميدانيين والمنفذين بالتنظيم والمتورطين بارتكاب سلسلة من الجرائم الإرهابية الخطيرة.السعودية كانت هي الأخرى هدفاً لرغبات إيران لزعزعة الأمن وإثارة الفتن فيها، وهو ما يدعمه إعلان الأجهزة الأمنية السعودية في نوفمبر الماضي عن العثور على تجهيزات عسكرية، ووثائق مزورة، وعملات، بينها عملات نقدية إيرانية، وكميات كبيرة من الذخيرة الحية، في مداهمة أمنية لبلدة القديح التابعة لمحافظة القطيف. الكويت كانت أيضاً في دائرة الأهداف الإيرانية، إذ أعلنت الحكومة الكويتية في أغسطس الماضي عن ضبط شحنة كبيرة من الأسلحة هربت إليها من إيران.
إيران تاريخ حافل بالتدخل في شؤون دول المنطقة
17 يناير 2016