لا يشك أي عاقل ومتابع للأحداث المتسارعة والمتغيرة، أن أمتنا العربية لاسيما خليجنا العربي يمر بمرحلة عصيبة وحرجة في ظل تكالب الأمم علينا وحياكة المؤامرات تلو المؤامرات لدولنا وأمننا واستقرارنا وذلك على كل الأصعدة، حتى أدخلونا في أتون الفتن ومعمعة الحروب المهلكة المستنزفة للأموال والأنفس والثمرات. لكن المؤلم حقاً أن يجهل المواطن تلك الظروف القاهرة التي تمر بها المنطقة ويكون سيفاً مسلطاً عليها يستهزئ (ويتمسخر) لمجرد أن الدولة تأثرت بما يدور حولها من أحداث ومنها تأثرها الاقتصادي، تارة بزيادة «كم فلس» على البنزين وتارة برفع الدعم عن اللحوم وغيرها.لا أريد أن يظن أحد أنني بهذا الكلام أحابي أو لا أعترف بالتجاوزات، إذ بلاشك أن هناك تجاوزات نعم، وهذا الشيء موجود في كل بلاد الدنيا، فلا يوجد بلد مثالي أو وطن يدور في خيال الحالمين، هذا محال.في المقابل هناك نعم كثيرة وخيرات حبانا الله بها في هذا البلد من تعليم وعلاج ورعاية صحية وأدوية واهتمام بالضعفاء من أرامل وأيتام ومطلقات، والأهم أننا مازلنا ولله الحمد يأتينا رزقنا رغداً من كل مكان وننعم بأمن وأمان وغيرها من النعم الجليلة.. فهل شكرنا الله عليها ثم شكرنا قيادتنا وحكومتنا؟! وهل كنا عوناً لحكومتنا أم تفرعنا على زيادة أسعار البنزين أو رفع الدعم عن بعض السلع!!.نقول ماذا تتوقعون يا سادة يا كرام أن يحدث في ظل تلك المدلهمات والفتن التي عصفت وتلاطمت ببلاد العرب والمسلمين؟ في الوقت الذي تبذل دولنا الغالي والنفيس لصد ذلك العدوان الغاشم وتلك المؤامرات الخبيثة الموصلة للدمار والخراب والضياع كما حدث لكثير من بلاد المسلمين. هل ننتظر رفاهية أو فائضاً في ميزانية الدول؟ بطبيعة الحال الأمور في تأزم، ولابد أن يعي المواطن ويكيف نفسه على وضعه ووضع بلده، ويراعي تلك الظروف، بل ويقول نحن مع القيادة في السراء والضراء، ونفدي أرواحنا وأبناءنا لأجل ديننا وأوطاننا.عيسى الكواري