بيروت - (وكالات): في ساعات قليلة خلطت كافة الأوراق السياسية في لبنان على صعيد الملف الرئاسي، فبعد تبني سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية «حليف سعد الحريري المسيحي الرئيسي» ترشيح العماد ميشال عون «حليف «حزب الله»» لسدة الرئاسة، عاشت الساحة السياسية اللبنانية ما يشبه «الضعضعة» في الفريقين السياسيين الرئيسيين في البلاد «14 آذر، و»8 آذار»، إلا أن المفاجأة الأكبر أتت من قبل النائب سليمان فرنجية.فبعد أن زار رئيس تيار «المردة» الصرح البطريركي في بكركي، والتقى البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، أكد استمراره في الترشح للرئاسة، وقال «أنا ما زلت مرشحاً، ومن يريدني يعرف عنوان منزلي».كما غرّد حليف «حزب الله» وعون على السواء على حسابه على «تويتر» قائلاً «أنا مستمر في ترشحي للرئاسة». فرنجية الذي كان أعلن مراراً قبل طرح اسمه من قبل الحريري للرئاسة أن خياره الأول لرئاسة الجمهورية هو دعم ميشال عون، وجه ضربة قوية بتمسكه بالترشح إلى حليفه عون، راداً الصاع صاعين. ولا شك في أن موقف فرنجية هذا سيطبع المرحلة القادمة في لبنان إن لم يكن بتحالفات جديدة، فبعراقيل جديدة لم تكن في حسبان أي من الفريقين السياسيين في لبنان. وإلى حين تبلور المشهد السياسي بشكل أوضح، ينتظر المراقبون موقف «حزب الله» حليف الرجلين معاً عون وفرنجية، الذي لا شك أنه مع تلك المعطيات سيواجه تصدعاً لا يمكن التغاضي عنه. وفي وقت سابق، أعلن جعجع في مؤتمر صحفي مشترك في مقر إقامته في معراب بجبل لبنان وكان عون إلى جانبه إن خطوة ترشحه الأخير لرئاسة لبنان تهدف إلى إنقاذ البلاد من الأزمة السياسية. وأضاف «طال الشغور في سدة رئاسة الجمهورية واستحكم الفراغ فضرب شلل شبه تام المؤسسات الدستورية كافة ومست ارتداداته السيادة الوطنية وهددت وجود الدولة بالذات في وقت تعيش المنطقة أكثر أيامها سوءاً وتفجراً وتعقيداً. لقد بتنا نعيش وضعاً أمنياً هشاً في لبنان وأزمة لاجئين خانقة ووضعا اقتصاديا متدهوراً وضياعاً شاملاً على المستويات كافة». وتابع قوله «لقد بتنا قاب قوسين أو أدنى من الهاوية فكان لا بد من عملية إنقاذ غير اعتياديه - حيث لا يجرؤ الآخرون - مهما كان ثمنها نضع فيها كل إقدامنا وجرأتنا ونكراننا للذات». وقد تؤدي خطوة ترشيح عون إلى القضاء على مبادرة الحريري والتي كانت تطرح ترشيح الزعيم الماروني سليمان فرنجية في اتفاق على تقاسم السلطة من شأنه أن يجعل منه رئيساً للوزراء. ويعارض عون وجعجع اللذان يرأسان أكبر حزبين مسيحيين في لبنان مبادرة الحريري التي تم تداولها في ديسمبر الماضي. وكان جعجع المرشح الرئاسي الرسمي لتحالف «14 آذار»، عندما طرح الحريري فرنجية وهو جزء من تحالف «8 آذار» كبديل. وعلى الرغم من أن فرنجية لديه علاقات وثيقة مع «حزب الله» إلا أن الحزب تمسك بدعم عون.
فرنجية يخلط «أوراق الرئاسة» وحلف «حزب الله» يتصدع
20 يناير 2016