شارسادا - (أ ف ب): كرمت باكستان أمس ضحايا الاعتداء الذي نفذه فصيل من حركة طالبان على جامعة باشا خان شمال غرب البلاد وأسفر عن 21 قتيلاً، وطرحت تساؤلات حول إخفاقات الحملة العسكرية على المتطرفين. وأعلنت الشرطة أنها أوقفت 50 شخصاً خلال عمليات بحث في ضواحي جامعة باشا خان في شارسادا. وتم تعطيل قنبلة جديدة صباح أمس في محطة مكتظة في بيشاور المجاورة، كما ذكرت الشرطة، مما أدى إلى موجة قلق جديدة في بلد لايزال تحت صدمة هجوم أمس الأول. وقد انتشر عناصر من الشرطة حتى على سطوح حرم الجامعة التي اقتحمها أمس الأول 4 مسلحين ببنادق هجومية، مستفيدين من الضباب. وقتلوا 20 شخصاً معظمهم من الطلبة، قبل أن تقتلهم قوات الأمن. وذكرت مصادر طبية أن طالباً في الجيولوجيا أصيب خلال الهجوم قد توفي خلال الليل. وشارك ألف شخص في قرية قريبة في تشييع جنازة حارس للجامعة قتل خلال الهجوم. وقال والده شاه حسين إنه «فخور» به. وأضاف «أريد أن أقول للإرهابيين أنهم لن يستطيعوا أن يربحوا. سيخسرون، سنربح، نحن أنصار السلام». وقد دفن معظم الضحايا الآخرين، وفق الشريعة الإسلامية. ولايزال 7 من الجرحى الآخرين يتلقون العلاج في مستشفيات محلية. وأصرت السلطات في إقليم خيبر باختونخوا حيث توجد شارسادا على استمرار الدروس في المدارس باستثناء جامعة باشا خان وجامعة أخرى في ماردان. وقال الوزير الإقليمي للتعليم عارف خان أن «المتمردين يريدون أن تقفل». وأضاف «اردنا إرسال إشارة إلى أن التعليم سيستمر». ونكست الأعلام فوق كل المباني الحكومية في كل الأنحاء وأقيمت الصلوات. ونظم طلبة من عرقية البشتون الأكثرية في خيبر باختونخوا، تظاهرة في إسلام آباد حيث من المقرر تنظيم حفل تأبين. واحتشد 200 رياضي ومسؤول من الاتحاد الباكستاني للرياضة في أحد الملاعب الرياضية في إسلام آباد صباح أمس. وقال مديره اختر نواز «نحن مصممون على أن لا ينحني الجيل الجديد في باكستان أمام الإرهابيين». وأعاد الهجوم إلى الأذهان المجزرة التي وقعت عام 2014 في مدرسة يديرها الجيش في بيشاور القريبة والتي أثارت صدمة في البلاد ودفعت بالجيش إلى شن هجوم واسع النطاق على متطرفي طالبان. وقد أسفرت تلك المجزرة عن مقتل أكثر من 150 شخصاً معظمهم من الأطفال. كما يلقي الضوء على حصيلة أداء القوات الأمنية في وقت تعطي السلطات أمن البلاد الأولوية القصوى. وكتبت صحيفة «داون» الأبرز في البلاد «في وقت ظن الجميع أن باكستان هزمت وحش الإرهاب، يبدو أن الإرهاب يطل مجدداً برأسه الشنيع». وأضافت «خلال 20 يوماً منذ مطلع السنة، سقط 60 قتيلاً في هجمات إرهابية في البلاد». وبعد الهجوم على مدرسة بيشاور أواخر 2014، ساهم هجوم عسكري وحملة حكومية لمكافحة التطرف في جعل 2015 السنة الأقل دموية منذ بروز حركة طالبان الباكستانية في 2007. لكن هجوم طالبان على الجامعة كشف عن ثغرات الحملة. ودعت لجنة حقوق الإنسان في باكستان، وهي هيئة مستقلة إلى إجراء «إعادة تقييم نقدي» للهجوم العسكري، مشيرة إلى أن خطة التحرك الوطني لمكافحة التطرف لا يمكن أن تنجح «من دون تدابير قمعية ضد الهيئات والمجموعات التي تدرب الإرهابيين وتساعدهم». وتبنى الهجوم فصيل من حركة طالبان الباكستانية لكن سرعان ما وصفته قيادة الحركة بأنه «مخالف للإسلام» متوعدة أيضاً بملاحقة المسؤولين عنه.