بعيداً عن الأصوات الزائرة لك من شتى الأماكن ومختلف الاتجاهات، بعيداً عن هذا العالم المحيط بك توقف الآن واكتس برداء الوعي الشديد الدقيق وأنت تجلس على ناصية الطريق في أي لحظة من اللحظات ناد على قلبك، لكن بدون كلمات أو مقالات، اشعر به حالاً ومقاماً لتتأكد من وجوده وحضوره، ، وحتى وإن دام لحظات معدودات، هي كفيل بأن تمنحك لمحات حقيقية، إنه هو شعور الصمت الخالي من صدى الكتابات.هي تلك اللحظات التي تعود فيها إلى بيتك العتيق، إلى لب كيانك العتيد فتقف فيه خلف الزمان متجاوزاً المكان، ستحيا عندها حالاً وجودياً لا يشبهه شكل من الأشكال ولا يقارن بغيره من الأحوال. فلا تيأس، إن لحظة تشعر حضورك وفي لحظة أخرى تبحر أفكارك بك بعيداً شواطئ الأمان. وإن هي هجرتك عن أرضك أو غربتك عن نفسك على مدار الأوقات والساعات، فلا تشعر بالحزن ولا بخيبة الأمل هكذا هي الأمور تجري في أرض النسيان لأنها عادة انغمست من انعكاسات الزمان. إن لمحت لمحة واحدة من بين تلك اللمحات، لمحات حضورك وحضرتك، فقد اقتربت ووصلت، لأن من هو الذي اهتدى إلى باب أولى اللمحات ليس بعسير عليه أن يهتدي إلى ممرها ثم إلى مقرها.علي العرادياختصاصي تنمية بشرية
لمحة من اللمحات
23 يناير 2016