لا تزال أيامك تغرق في بحر البؤس والكآبة لأنك أنت مازلت تبحث عمن يدخل حياتك ويمد لك يده ويرفعك، يعطيك الفرح والسعادة، إنه من عاش أيامه كالزهرة التي تقف وحيدة وسط الأراضي البعيدة فاتحة صدرها عارية مشرعة أبوابها للرياح العاتية لا تخف أن يقترب منها الموت وينتزعها ويقطع جذورها ويخلعها، لا تخف من أن تظلم الدنيا من حولها لأنها تعرف أنه ظلام الليل كان يزحف نحوها من أن أشرقت عند الفجر شمسها. إنها الزهرة الصغيرة الرقيقة تقف على أرض بعيدة غريبة لا تخف من الصعوبات بل هي تنثر بتلاتها في الهواء لتحط في كل اتجاه أينما نبتت وفي أي أرض أزهرت تخرج منها زهرات جديدات، حتى ولو لم تسكنها الحياة إلا لبضعِ لحظات أو ساعات، لا فرق لأن الوقت في هكذا سياق إنما هو خارج الحسابات، ولكنها وقفت بنفسها وعاشت وقتها، قد عاشت فعلاً فكانت حية حقاً تحاور الريح وتناجي الشمس كل صباح تتوجه بأنظارها إلى ما وراء السحاب، تفعل كل هذا والفرحة تغمرها والشغف يحضنها. لا تنتظر من هو في حياتك يسعدك ومن الصعوبات من يخلصك وتظل في حيرة وهيام تنظر في كل اتجاه، فالذي أنت تنتظره لتبدأ الرحلة وتسير على الطريق، هو ليس إلا الذي يجلس في داخلك وينظر من خلال عينيك ويبتسم من خلال شفتيك، ينتظرا أن تتعرف عليه وتمد له يديك، لأنك لن تعرف اتجاه الطريق حتى تعرفه.علي العرادياختصاصي تنمية بشرية
لا يوجد هناك من تنتظره
24 يناير 2016