عواصم - (وكالات): في محاولة للتنصل من مسؤوليتها كحكومة ونظام عن أمن السفارات، وعن الهجوم الأخير الذي طال السفارة السعودية في طهران، والقنصلية السعودية في مشهد، أعلن النائب في مجلس الشورى الإيراني وعضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية، محمد رضا محسني ثاني، أن السلطات ألقت القبض على العقل المدبر لعملية اقتحام السفارة السعودية ويدعى حسن كرد ميهن، الذي كان يقاتل في صفوف الحرس الثوري في سوريا». فيما أعلن مصدر قضائي أن السلطات اعتقلت نحو 100 شخص على خلفية الهجوم على السفارة السعودية الذي دفع الرياض إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران. ونقلت وكالة «إيلنا» عن محسني ثاني، قوله إن «ميهن اعتقل فور دخوله إيران في المطار»، بينما صرح مساعد شؤون الاستخبارات في وزارة الداخلية الإيرانية اللواء حسين ذو الفقار في وقت سابق أن «ميهن اعتقل خارج البلد وتم جلبه إلى الداخل وهو يخضع للتحقيق».وبحسب الوكالة، يترأس كرد ميهن ميليشيات «أنصار حزب الله» بمدينة كرج، جنوب غرب طهران، ثم أسس مجموعة أخرى جنوب العاصمة، وكان من منظمي الحملة الانتخابية للواء محمد باقر قاليباف، عمدة طهران الحالي، الذي رشح نفسه للانتخابات الرئاسية عام 2013. وتضيف الوكالة أن هناك أشخاصاً آخرين تم اعتقالهم بتهمة التورط في اقتحام سفارة السعودية، من بينهم صديقه المقرب، سيد أمير حسيني. وتشير تقارير إلى أن كرد ميهن، كان يرأس أيضاً مؤسسة باسم «نور معرفت» و9 مؤسسات أخرى مقربة من شخصيات متنفذة في النظام الإيراني. كما أنه كان مدرباً لرياضة «الجودو» وله صور منشورة أثناء تدريبات مشتركة بين فريقين، إيراني وسوري.بالإضافة إلى ذلك يظهر ميهن خطيباً في المساجد والحسينيات، كما أن هناك موقعاً إلكترونياً شخصياً باسم «كرد ميهن»، تم حجبه من قبل السلطات على ما يبدو.وكان كرد ميهن يحظى بالدعم المالي واللوجستي، كما تحظى بذلك سائر مجاميع «أنصار حزب الله» والتي تأسست عام 1995 وهي مجاميع من المتطرفين تحصل على التمويل والدعم من قبل بعض قادة الحرس الثوري ومسؤولين كبار في النظام الإيراني. يذكر أن أغلب أعضاء «أنصار حزب الله» من ميليشيات الباسيج أو محاربين قدامى خلال الحرب الإيرانية العراقية، ولديهم تدريبات عسكرية مستمرة. واشتهرت جماعة أنصار حزب الله بمهاجمة المحتجين في المظاهرات المناهضة للحكومة، خاصة قمع المظاهرات الطلابية في جامعة طهران وسائر جامعات إيران في يوليو 1999. كما لعبت دوراً أساسياً في قمع الانتفاضة الخضراء عام 2009 التي جاءت احتجاجاً على ما قيل إنه تزوير في نتائج الانتخابات الرئاسية التي أدت إلى فوز الرئيس أحمدي نجاد لولاية ثانية. وكان مساعد شؤون الاستخبارات في وزارة الداخلية الإيرانية، اللواء حسين ذو الفقاري، قد أعلن اعتقال «العقل المدبر» لعملية اقتحام السفارة السعودية في طهران، دون الكشف عن اسمه، مؤكداً أنها «عملية مدبرة تم التخطيط لها مسبقاً من قبل مجموعة تعرف بنشاطاتها الدينية».ولم يوضح ذوالفقاري كيف اعتقل كرد ميهن، «خارج البلد من قبل أجهزة الأمن الإيرانية»، مما يعني أنه استدعي من سوريا ليتم تقديمه «كبش فداء» في هذه العملية، حسب محللين. من جهة أخرى، رفض المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي، في كلمته، توجيه أصابع الاتهام إلى من وصفهم بـ«أبناء الثورة وشباب حزب الله المؤمن» السائرين على نهجه، في التورط باقتحام السفارة السعودية في طهران، في محاولة لإبعاد الشبهة عن «أنصار حزب الله»، مما يعني ذلك إفلات المتورطين الحقيقيين من العقاب، حسب مراقبين. وكانت وسائل إعلام ناطقة بالفارسية، أكدت أن «حسن كرد ميهن»، رجل دين مقرب من «جماعة الشيرازي»، نسبة إلى المرجع الديني المتطرف، صادق الشيرازي، الذي يدعم الحركات الشيعية المتطرفة في الدول العربية. وكان كرد ميهن، قد دافع في تصريحات له بشدة، عن عملية اقتحام وحرق السفارة السعودية، معتبراً العملية بأنها «عملية ثورية قام بها شباب ثوريون».ومازال «التخبط» سيد الموقف الرسمي الإيراني حول قضية الاعتداء على السفارة السعودية، خاصة بعد موجة الإدانات الدولية والمقاطعة الدبلوماسية العربية مع طهران والضغوط المتواصلة عليها، حيث زعمت الحكومة الإيرانية أنها اعتقلت 154 شخصاً من المتورطين، من بينهم 3 أشخاص محرضين، دون الكشف عن هوية المعتقلين والجهات التي تقف وراءهم أو اتخاذ خطوات ملموسة تثبت مصداقيتها. من جهة أخرى، نقلت وكالة «إرنا» الرسمية للأنباء عن المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية غلام حسين محسني ايجائي قوله «منذ الهجوم تم اعتقال نحو 100 شخص أفرج عن بعضهم». وأضاف أن «جميع السلطات دانت الهجوم على السفارة واتخذت إجراءات عاجلة وجدية»، لافتاً إلى أن شخصاً اعتقل «في الخارج» وأعيد إلى إيران. وأشار إلى أن ذلك الشخص «أصدر أوامر إلى أفراد معينين بدخول السفارة».