عواصم - (العربية نت، وكالات): رغم إعلان رفع العقوبات عن طهران عقب الاتفاق النووي مع الغرب فإن البنوك العالمية خاصة الأوروبية أعربت عن خوفها من التعامل مع إيران، بسبب اتهامات بدعم الإرهاب، خصوصاً الشركات المرتبطة بمؤسسة الحرس الثوري الذي يسيطر على الجزء الأكبر من الاقتصاد الإيراني. وفي حين لا تتوقف إيران عن محاولاتها إغراق الدول العربية بالمخدرات، تعود إلى الأذهان برقيات دبلوماسية سربها موقع «ويكيليكس» من أن إيران تعتبر أحد أكبر مهربي المخدرات في العالم. من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إن مصر تدعم السعودية ضد التدخلات الإيرانية في المنطقة.ونشر موقع «دويتشه فيله» الألماني تقريراً قال فيه إن تخوف البنوك الأوروبية يتعلق بالمبادلات المالية مع الشركات التي يديرها الحرس الثوري خفية، رغم أن هذه البنوك لاتزال تنتظر تفاصيل قرار رفع العقوبات الذي دخل حيز التنفيذ في17 يناير الحالي.وبعد أن أعلن «منتدى البنوك الألمانية» «BdB» بعد أيام قليلة من قرار الاتفاق أنه ينتظر خروج تفاصيل أكثر حول قرار رفع العقوبات، أشار مسؤولون في المؤسسات المالية إلى أنهم يتعاملون بحذر مع إيران. وذكر تقرير الوكالة الألمانية أن العقوبات المرتبطة بدعم إيران للإرهاب لاتزال سارية وإن قرار الرفع لم يشملها.كما إن المؤسسات المالية الأوروبية تتخوف من أن يتم تجديد الإجراءات العقابية ضد إيران في حال لم تنفذ طهران بشكل صحيح شروط الاتفاق النووي مع الغرب وهذا ما أكده متحدث «منتدى البنوك الألمانية»، بقوله إن «التعامل مع إيران لم يخلُ من الخطورة حتى وإن رفعت العقوبات بشكل كامل».يذكر أنه بعد حصار تعرضت له إيران لمدة عقد ونيف بسبب برنامجها النووي المثير للجدل، أعلنت دول العالم الكبرى رفعها للعقوبات شرط تنفيذ شروط الاتفاق النووي. هذا في حين تتخوف البنوك العالمية من العودة إلى إيران، حيث سبق أن تعرضت إلى غرامات مالية كبيرة بسبب انتهاكها العقوبات المفروضة.من جهة أخرى، في حين لا تتوقف إيران عن محاولاتها إغراق الدول العربية بالمخدرات، تعود إلى الأذهان برقيات دبلوماسية سربها موقع «ويكيليكس» من أن إيران تعتبر أحد أكبر مهربي المخدرات في العالم.تلك البرقيات تؤكد أن مسؤولين في الحرس الثوري متورطون في التهريب. فقد نقلت برقية سرية بتاريخ 12 يونيو 2009، صدرت عن السفارة الأمريكية في باكو، أن كميات الهيروين التي مصدرها إيران، والمصدرة إلى أذربيجان، ارتفعت من 20 ألف كلغ في 2006، إلى 59 ألف كلغ في الربع الأول من 2009 وحده.وذكرت البرقية التي تستند إلى تقارير سرية لمحققي الأمم المتحدة المكلفين بالملف، أن أذربيجان من الطرق الرئيسة لتصدير الهيروين المنتجة بالأفيون الأفغاني نحو أوروبا والغرب.وتعتبر إيران أكبر مشترٍ للأفيون الأفغاني وأحد أكبر منتجي الهيروين في العالم، كما أضاف الدبلوماسيون الأمريكيون، أن 95% من الهيروين في أذربيجان من إيران، بينما تصدر الكمية نفسها من أذربيجان إلى السوق الأوروبية، كما أفادت برقية دبلوماسية أخرى بتاريخ 26 سبتمبر 2009.واستندت برقية بتاريخ 15 أكتوبر 2009 مصنفة «سرية» إلى تصريحات لخلف خلفوف، الذي كان وزير خارجية أذربيجان، حيث قال: «إن عمليات التهريب بين أيدي أجهزة الأمن الإيرانية (..) عندما تعتقل السلطات الأذرية مهربين إيرانيين وترحلهم إلى بلادهم كي يقضوا فيها أحكاماً بالسجن، يطلق سراحهم بسرعة».وكانت السلطات الأفغانية قد أبلغت نظيرتها الأذرية بأن قوات الأمن الإيرانية تتعاون مع مهربي المخدرات الأفغان. كما يبدو أن عمليات تنصت أذرية أثبتت أن مسؤولين في قوات الأمن الإيرانية متورطون مباشرة في بيع وتحويل الأفيون إلى هيروين بحسب البرقيات التي سربتها «ويكيليكس».من جانب آخر، قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إن مصر تدعم السعودية ضد التدخلات الإيرانية في المنطقة.وأكدت الخارجية المصرية أن اجتماع وزراء الخارجية العرب في الإمارات سيصدر عنه موقف عربي موحد لمتابعة التدخلات الإيرانية في الشأن العربي، بينما صرح المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن وزير الخارجية المصري شارك صباح أمس خلال زيارته إلى الإمارات، في اجتماع المجموعة الوزارية العربية المشكلة بموجب قرار مجلس وزراء الخارجية العرب المنعقد في 10 يناير الحالي لمتابعة تطورات الأزمة السعودية الإيرانية، والمكلفة ببحث موضوع التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية ورفع توصيات في هذا الشأن للدورة القادمة للمجلس. وأوضح المتحدث باسم الخارجية، أن اللقاء ضم أمين عام جامعة الدول العربية ووزراء خارجية كل من مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة، وتم الاتفاق خلاله على خطوات محددة يتم متابعتها مع باقي الدول العربية، تمهيداً لصياغة موقف عربي موحد ومشترك للتعامل مع موضوع التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية.من جهة ثانية، وصل الرئيس الإيراني حسن روحاني طهران الاثنين إلى إيطاليا في أول زيارة رسمية إلى أوروبا، تتمحور بشكل كبير حول الاقتصاد مع رغبة شركات عدة في العودة أو افتتاح مكاتب لها في إيران بعد رفع العقوبات.