خلصت دراسة بجامعة البحرين إلى أن من أهم وظائف الهاتف النقال غير المعلنة استخدامه كمخزن للأسرار ووسيلة للانتحال وأداة لارتكاب بعض الجرائم والمقالب وآلة للاختراق.وقال أستاذ الإعلام المشارك في قسم الإعلام والسياحة والفنون بكلية الآداب في جامعة البحرين د.أشرف عبدالمغيث، من خلال دراسة بعنوان «استخدامات الشباب العرب للهاتف النقال صندوقاً أسوداً»، إنه لفت انتباهي تمسك الكثير من الشباب بالهاتف النقال في أيديهم حتى أنهم لا يكادون يفلتونه منها، وهو الأمر الذي دعاني إلى محاولة تفسير هذه الظاهرة علمياً واستجلاء حقيقتها».وأضاف كنت أحدث نفسي بكسر الصندوق الأسود وألج إليه لأتعرف إلى أسرار هذه العلاقة الخاصة، متسائلاً: ماذا يفعل الشباب بالهاتف النقال، وماذا يخبئون داخله؟.وتابع حاولت البحث من خلال استخدام المنهج الاستقصائي في الدراسات العلمية، لكنني فشلت لأن المبحوثين لن يكونوا صادقين قطعاً ولن يكشفوا عن أسرارهم بسهولة، ولذلك اخترت الأسلوب الكيفي على الرغم من صعوبته.وبدأ د.عبدالمغيث دراسته التي استغرقت ثلاث سنوات على عينة من الشباب المصري، ثم على عينة من الشباب البحريني بسمات معينة، ضمن فئة عمرية من 18 إلى 30 سنة.وقال إن الدراسات الكيفية مثل كرة الثلج تعتمد على إمساك خيط ثم متابعته والبناء على الحقائق والمعلومات شيئاً فشيئاً، مشيراً إلى أن هذا النوع من الدراسات يتطلب إقامة علاقة وثيقة مع المبحوث ليعطيك ما تريد من المعلومات الخاصة بالدراسة.واستطاع الباحث أن يستنطق 60 فرداً من الشباب ليحدثوه عن أسرارهم المتعلقة باستخدام الهاتف النقال ليخلص إلى عدة وظائف واستخدامات غير معلنة لهذا الجهاز في أيدي الشباب العربي.وأشار إلى أن الهاتف النقال يتميز بأنه يتيح مجالات عدة للاستخدام، مثل: التصوير، والتخزين، والاتصال، وأخذ القياسات، والتسجيل، والمحادثات وغيرها من المجالات الواسعة للاستخدامات، خصوصاً في الأجهزة الذكية.وقال إن الأفق المنفرج لاستخدامات الهاتف النقال جعله وسيلة في الوقت نفسه لاستخدامات غير معلنة، مثل تخزين الأسرار على اختلافها، يخبئ فيه الشاب كل ما يرفضه الآخرون في العلن، فمثلاً قد تصور امرأة غير متزوجة نفسها بفستان الزواج وتحتفظ بالصورة في جهازها النقال.وذكر أنه من بين تلك الاستخدامات انتحال الشخصيات والصفات، فمثلاً قد ينتحل الشاب شخصية فتاة، وقد ينتحل شخصية أستاذ جامعي، ولربما استخدم الهاتف لارتكاب جرائم إلكترونية خصوصاً في المناطق التي تتيح خدمة الإنترنت اللاسلكي حيث يصعب تتبع المستخدمين، أو استخدام الهاتف لعمل مقالب تجاه الأصدقاء أو اختراق بعض حسابات.وأوضح أن الدراسة وجدت أن الاستخدامات يتعلمها الأفراد ذاتياً من خلال البحث أو التبادل الشخصي مع من يثقون بهم، لافتاً إلى أن هذا النوع من الشباب عادة ما يحبون الاستطلاع والتجربة. ونشرت الدراسة في مجلة «الإعلام الجديد والاتصال الجماهيري» الأمريكية، وأتيحت في 19 قاعدة معلومات على الشبكة العنكبوتية الإنترنت.
دراسة بجامعة البحرين: النقال وسيلة للانتحال وأداة لارتكاب الجرائم والمقالب
30 يناير 2016