أوصت دراسة إعلامية في جامعة البحرين برفع سقف حرية التعبير عن المواضيع الجدية التي تلامس القطاعات المختلفة في «بريد القراء» بالصحف المحلية، من أجل تحقيق التنوع والجدية في الطرح. كما دعت لزيادة جرعة الشكاوى في صفحة بريد القراء، لتكون منبراً لحل مشاكل المواطنين. وبحثت الإعلامية سماح علام القائد، في دراسة تمت مناقشتها مؤخراً بعنوان «بريد القرّاء في الصحافة البحرينية» زاوية جديدة في توصيف الدراسات الصحفية المحلية، إذ سلطت الضوء على اهتمامات القرّاء وتوجهاتهم عبر رسائلهم التي تُبعث للنشر، بوصفها»منبراً مفتوحاً لجمهور الصحيفة».وطالبت القائد أيضاً، الصحف المحلية أن تكون أكثر جرأة في طرح الرسائل المتعلقة بالجهات المختلفة، ولاسيما القطاع الخاص، مؤكدة أن «طرح النماذج الجيدة ونقد مواطن القصور أو الاستغلال أمر يصب في صالح المجتمع من جهة، ويعزز دور بريد القرّاء باعتباره منبراً للتعبير من جهة أخرى». وفي سياق التوصيات التي انتهت إليها الدراسة، دعت الباحثة إلى وضع حدٍّ فاصل بين شكاوى القرّاء وبين السلطة الإعلانية، مؤكدة أنه يتعين أن تذكر الشكاوى مع المصدر، ليكون الهدف حل المشكلة لا تمويهها.كما دعت إلى تنويع وسائل التواصل وعدم اقتصارها على البريد الإلكتروني والفاكس، مؤكدة إمكانية إدخال وسائل التواصل الاجتماعية مثل: (الواتس أب أو الإنستغرام أو تويتر) من أجل توفير بوابات جديدة لدخول القرّاء إلى عالم البريد في الصحافة المقروءة.وطالبت الباحثة في حزمة من التوصيات بأن يتم العمل على ثبات صفحة بريد القرّاء، من أجل إعطاء شخصية اعتبارية للصفحة، وزيادة متوسط عدد المواد المنشورة في الصفحة، لافتة إلى أن «نشر عدد قليل من الرسائل قد لا يخدم فكرة تنوعها».وأوصت كذلك بـ»تطوير قانون الصحافة من أجل أن ينص على حق الحصول على رد مكتوب من الجهات المختلفة على رسائل بريد القرّاء المنشورة».واقترحت إيجاد صيغة لاستقطاب المزيد من القرّاء من جهة وتكريم المتعاونين من أصدقاء البريد المتميزين.وخلصت الدراسة إلى نتائج توضح أنَّ المواضيع الاجتماعية قد حلَّت في المرتبة الأولى من اهتمامات رسائل القرّاء، تلتها المواضيع الخدمية، ثمَّ السياسية. ووجدت الدراسة أيضاً أنَّ «أغلب المواضيع المنشورة في بريد القرّاء عبارة عن مقالات ثمَّ شكاوى، وكانت تتجه كلها في الغالب تجاه قضايا الشأن العام لا الخاص كما أنها تطرح قضايا محلية وعربية على الأكثر».وأظهرت النتائج أيضاً أن «القرّاء يوجهون رسائلهم إلى كبار المسؤولين في الوزارات المختلفة، ثمَّ إلى شخص صاحب السمو رئيس الوزراء الموقر». وأشارت الدراسة إلى أن «الرجال هم أغلبية القرّاء المتفاعلين مع صفحة بريد القرّاء».وركزت محاور البحث الذي تناول صحيفة «أخبار الخليج» بوصفها نموذجاً، المواضيع الأكثر تفاعلاً، ومضمون ما يطرح في صفحة بريد القراء، والكيفية التي يتم من خلالها نشر الرسائل، والفئات التي تكتب في هذه الصفحة، والموضوعات التي يكتبونها أيضاً، وكيفية تطوير هذا الباب.وقالت الباحثة القائد: «الدراسة وجدت ضعفاً كبيراً في ردود الجهات المختلفة على رسائل بريد القرّاء، على عكس ما جاء في مبادئ دستور مملكة البحرين الذي يحفظ حرية التعبير وإبداء الرأي، فتوجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، تأتي موجهة وداعمة للالتزام بسياسة الباب المفتوح، والتواصل مع الجمهور، والتفاعل الإيجابي مع قضاياهم المختلفة».وتألفت لجنة المناقشة من الأستاذ المشارك في قسم الإعلام والسياحة والفنون د.شعيب الغباشي ممتحناً داخلياً، وأستاذ الإعلام التطبيقي د.فهد الطياش من جامعة الملك سعود ممتحناً خارجياً، وأشرف على الدراسة الأستاذ المشارك في قسم الإعلام والسياحة والفنون بجامعة البحرين د.رضا المثناني.