عواصم - (وكالات): اتهمت منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية «هيومن رايتس ووتش» المتمردين الحوثيين في اليمن بمصادرة مواد أساسية تتضمن أغذية في طريقها إلى مدينة تعز التي يحاصرونها منذ أشهر جنوب غرب البلاد، مرتكبين بذلك «انتهاكات جسيمة» للقانون الدولي، فيما كشفت مصادر مطلعة في صنعاء عن مغادرة قيادات حوثية مع عائلاتها العاصمة اليمنية باتجاه طهران وبيروت، من بينها أقارب لزعيم المتمردين عبدالملك الحوثي. وأشارت «هيومن رايتس ووتش» في تقرير أصدرته أمس، إلى تسجيل «16 واقعة خلال أقل من شهر، منع فيها حراس حوثيون في حواجز أمنية المدنيين من إدخال مواد مختلفة إلى المدينة، ومنها فواكه وخضراوات وغاز للطهي وتحصينات للأطفال وعبوات لغسيل الكلى وأسطوانات أوكسيجين، وصادروا بعض هذه المواد». ودعت المنظمة المتمردين الحوثيين، إلى أن «ينهوا فوراً أعمال المصادرة غير القانونية للسلع الموجهة للسكان المدنيين، وأن يسمحوا بحرية حركة منظمات الإغاثة» إلى داخل ثالث كبرى مدن اليمن، والتي يقطن فيها مئات الآلاف من المدنيين. واعتبرت المنظمة مصادرة المواد «انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني». وقال نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة «يمنع الحوثيون مواد ضرورية عن سكان تعز لمجرد أنهم يعيشون في مناطق تخضع لسيطرة قوات المعارضة لهم، مصادرة الممتلكات من المدنيين أمر غير قانوني، لكن أخذ طعامهم وإمداداتهم الطبية قسوة بالغة».وفي تطور آخر، كشفت مصادر مطلعة في صنعاء عن مغادرة قيادات حوثية مع عائلاتها العاصمة اليمنية باتجاه طهران وبيروت، من بينها أقارب لزعيم المتمردين عبدالملك الحوثي. وقبل أيام قليلة من مرور سنة على الإعلان الرسمي للانقلاب ضد السلطة الشرعية وإصدار ما يسمى «الإعلان الدستوري» في 6 فبراير 2015، أوضحت المصادر أن الـ48 ساعة الماضية شهدت مغادرة 8 من قياداتهم البارزة بشكل «سري» من صنعاء إلى طهران، من بينهم نجل زعيم جماعة الحوثي ويدعى جبريل، وذلك على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية، بينما توجه بعض القياديين إلى بيروت.وأضافت المصادر أن معظم القيادات الحوثية فرت من صنعاء خلال الأسابيع القليلة الماضية، ورحلت عائلاتها إلى خارج البلاد أو إلى المناطق الجبلية البعيدة عن المواجهات، وذلك مع تضييق التحالف الخناق على الانقلابيين واقترابه من صنعاء. من جهة اخرى، قال فريق الخبراء التابع للجنة العقوبات الدولية الخاصة باليمن إنه تمكن من تحديد شبكتين ماليتين تابعتين للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح ونجله أحمد تستخدمان للالتفاف على العقوبات الدولية. وأكد الفريق في تقريره النهائي المرفوع إلى لجنة العقوبات أنه تتبع أصولاً مالية قيمتها نحو 50 مليون دولار تابعة لعلي صالح ونجله. وتمكن فريق الخبراء من تحديد مصادر الدخل التي يستخدمها الرئيس المخلوع وجماعة الحوثي في تمويل عملياتهما العسكرية في اليمن.وقال الفريق إنه تحقق من شحنة أسلحة تشمل صواريخ مضادة للدبابات ضبطت على متن مركب شراعي قبالة سواحل عمان، كما شاهد أسلحة صنعت في إيران مشابهة للأسلحة التي تظهر في وسائل الإعلام بحوزة الحوثيين. ميدانيا، سيطرت المقاومة الشعبية على مواقع جبلية إستراتيجية شرق العاصمة صنعاء بعد اشتباكات مع الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع، في وقت أسفرت المواجهات بمحافظة البيضاء عن سقوط قتلى وجرحى من قوات الحوثيين وصالح. في غضون ذلك، عثر امس في خور مكسر بعدن جنوب اليمن على جثة الشيخ سمحان عبد العزيز الراوي أحد أبرز قياديي المقاومة الشعبية والمعروف باسم الشيخ راوي. وفي السعودية، صرح المتحدث الإعلامي للدفاع المدني بمنطقة نجران، المقدم علي الشهراني، أنه عصر أمس باشر رجال الدفاع المدني بلاغاً عن سقوط قذيفة عسكرية من داخل الأراضي اليمنية على منزل مواطن بمدينة نجران. ونتج عنه استشهاد طفل يبلغ من العمر 11 عاماً، وإصابة 9 من أفراد عائلته تم نقلهم للمستشفى لتلقي العلاج.
قيادات حوثية تغادر مع عائلاتها لطهران وبيروت
01 فبراير 2016