من منا لم يقضِ طفولته يلعب في الحدائق العامة أو في شوارع «الفرجان»؟أذكر حين كان يأخذنا أبي إلى حديقة المحرق الكبرى، حينها كان حلمي أن يتم تطويرها لتصبح كديزني لاند، وكم كانت فرحتي كبيرة حين علمت بأن هناك خطة لإعادة بنائها وتطويرها استغلالاً لمساحتها الشاسعة ومكانها الاستراتيجي.اليوم لايزال هذا الحلم في داخلي، ومازلت أتساءل: متى سوف يتحقق حلم أبناء المحرق في وجود مرافق مشابهة؟حين قمت بالبحث حول هذا الموضوع وعلمت بأن هناك العديد من المقالات والأخبار والتصريحات التي ألقت الضوء على مشروع تطوير حديقة المحرق الكبرى، وتناولته من عدة جوانب، فهناك تصريحات لوزير الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني تقول بأن هذا المشروع قد تم طرحه في مزايدة عامة حرصاً على تكافؤ فرص المستثمرين ورجال الأعمال، وهناك أخرى تقول بأنه من المزمع تكليف مكتب خبرة لتطوير حديقة المحرق الكبرى.ويا لها من صدمة حين قرأت خبراً منشوراً قبل أسابيع يحمل تصريحاً لوزارة الأشغال محتواه: أن تطوير حديقة المحرق الكبرى يتعارض مع خطة توسعة المطار، أي أن هذا التطوير لم ولن يتم!إن وجود أرض بهذا الحجم أمام مطار دولي يحتّم على الجهات المسؤولة سرعة وضع خطط واستراتيجيات تحمل حلولاً ممكنة وسرعة تنفيذها، لكيلا تصبح الأرض هماً ثقيلاً على أبناء الوطن، ولكي لا تطوِى صفحة أحلام الطفولة بيدٍ قاسية، فتقتل أي أملٍ في عودة الخُضرة والحياة. سوسن يوسفنائب رئيس فريق البحرين للإعلام التطوعي