الجزائر - (وكالات): قالت صحيفة «التايمز» البريطانية إن الحكومة البريطانية ووزارة الدفاع الأمريكية تجريان محادثات لإقناع ليبيا بقبول ألف جندي بريطاني لتعزيز قواتها في قتال تنظيم الدولة «داعش»، الذي يبعد معقله الساحلي نحو 300 كلم فقط عن أوروبا، فيما أصر رئيس بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر في الجزائر على ضرورة أن تكون طرابلس مقر الحكومة الليبية المزمع تشكيلها وليس أي مكان آخر.وذكرت الصحيفة أن مسؤولين عسكريين أمريكيين وبريطانيين ودبلوماسيين وفرق قوات خاصة يقومون برحلات متكررة إلى ليبيا لتحديد الحلفاء ذوي التأثير بين خليط الميليشيات المتناحرة في البلاد وتشجيعهم على التركيز على طرد نحو 3000 مقاتل للتنظيم.وتأتي هذه الاستعدادات في الوقت الذي حذر فيه وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان من أن «الشبكة الإرهابية» كانت تتمدد في ليبيا، وأنها سيطرت بالفعل على ساحل البحر المتوسط في البلاد. وقال لو دريان «هناك خطر من أن مقاتلي التنظيم يمكن أن يعبروا السواحل بالاختلاط مع اللاجئين».وألمحت الصحيفة إلى وجود إجماع متزايد بين واشنطن ولندن وباريس على ضرورة القيام بعمل عسكري قبل أن يصير التنظيم سمة دائمة في ليبيا تقدم المقاتلين كخلافة بديلة إذا ما استمرت الضربات الجوية للتحالف بقيادة الولايات المتحدة في تدمير طموحاتهم الطويلة الأجل في سوريا.وقال مسؤول استخبارات أمريكي إن تحرك التنظيم إلى ليبيا لم يكن بالضرورة بسبب تكبده انتكاسات في سوريا والعراق، وإن توجهه إليها كان في ذروة «الخلافة». وأضاف أن نشطاء التنظيم في ليبيا لأن الإرهابيين لديهم إمكانية الوصول إلى الفراغ غير المحكوم والأسلحة ومصادر الدخل الجديدة المحتملة والمقاتلين الذين هم على استعداد للانضمام للتنظيم.من جهة أخرى، أصر رئيس بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر في الجزائر على ضرورة أن تكون طرابلس مقر الحكومة الليبية المزمع تشكيلها وليس أي مكان آخر. وقال المبعوث الأممي الذي وصل إلى الجزائر بعد أسبوع من رفض البرلمان الليبي المعترف به دولياً تشكيلة حكومة الوحدة الوطنية، «من الضروري التقدم في المسار السياسي وتنصيب الحكومة في طرابلس وليس في أماكن أخرى»، موضحاً أن «الحكومة يجب أن تكون في خدمة الشعب وعليها أن تكون على الأرض مع إدارتها»، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الجزائرية. وأضاف «لذلك من المهم تعزيز موقع رئيس الوزراء والذهاب إلى طرابلس». وذكر كوبلر أن ليبيا تربطها حدود طويلة مع جيرانها تنجم عنها مشاكل أمنية و»وضع غير مستقر» نتيجة «الفراغ السياسي والعسكري»، مؤكداً أن «البلد يعاني من خطر تنامي «داعش» الإرهابي». وتشهد ليبيا منذ أكثر من سنة ونصف سنة نزاعاً على الحكم بين سلطتين أغرق البلاد في فوضى أمنية وسياسية سمحت لجماعات متطرفة على رأسها تنظيم «داعش» السيطرة على مدينة سرت شرق طرابلس ومحاولة التوسع نحو مناطق أخرى. وتحاول الأمم المتحدة توحيد السلطتين في حكومة وفاق وطني بموجب اتفاق سلام وقعه برلمانيون وشخصيات وسياسية وممثلون للمجتمع المدني في المغرب منتصف ديسمبر الماضي. ورفض البرلمان المعترف به دولياً شرق البلاد تشكيلة وزارية لحكومة الوفاق تضم 32 حقيبة وزارية، وأمهل فايز السراج، رجل الأعمال الذي سمي لتشكيل الحكومة، 10 أيام لتقديم تشكيلة حكومية جديدة مصغرة.