عواصم - (وكالات): تحول مؤتمر الدول المانحة الذي افتتح أمس في لندن وتمكن من جمع 11 مليار دولار لمساعدة 18 مليون سوري متضررين من الحرب، إلى منبر دعت منه القوى الغربية روسيا إلى وقف فوري لحملتها الجوية في سوريا كمقدمة لاستئناف مفاوضات السلام في جنيف، غداة الإعلان عن تعثرها. وتبرعت المملكة العربية السعودية، بـ100 مليون دولار إضافية لمساعدة اللاجئين السوريين. وبذلك يصبح مجموع المبلغ الجديد المتعهد به من قبل السعودية 200 مليون دولار، علماً بأنه لا يزال يتوفر 90 مليون دولار من الالتزامات السابقة وهي متاحة للصرف في الفترة المقبلة. وتكثفت التحركات الدولية وتصريحات زعماء ودبلوماسيي دول كبرى في أعقاب إعلان الأمم المتحدة تعليق المحادثات السورية التي انطلقت الجمعة الماضي بين النظام السوري والمعارضة في جنيف بسويسرا.وزير الخارجية السعودية عادل الجبير ألقى باللوم في تعليق المحادثات على رفض الحكومة السورية التعاون مع موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، وأضاف أن تكثيف العمليات العسكرية الروسية يستهدف استفزاز المعارضة السورية.من جهته، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لا جدوى من المحادثات ما دام قتل الأطفال مستمراً. أما روسيا التي واصلت عملياتها العسكرية المساندة للنظام السوري منذ بدء المفاوضات الجمعة الماضي، فقد أعربت عن «أسفها» لتعليق المفاوضات، مشيرة إلى أنها تتوقع جولة ثانية «صعبة» من المحادثات.من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنه تحدث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، وأضاف «اتفقنا على الحاجة لمناقشة سبل تنفيذ وقف إطلاق النار في سوريا». ميدانياً، قتل أكثر من 37 مدنياً في غارات روسية مكثفة على أحياء تسيطر عليها المعارضة السورية شمال حلب، وسط حديث عن تطويق جيش النظام قريباً بشكل كامل المقاتلين في حلب، وكان جيش النظام وبدعم ميليشيات أجنبية والطيران الروسي تمكن من فتح الطريق نحو بلدتي نبل والزهراء بريف المدينة الشمالي. في الوقت ذاته، نزح عشرات الآلاف من السكان شمال سوريا جراء الهجوم الذي تشنه قوات النظام مكنها من التقدم في المنطقة، حيث تستكمل عملياتها العسكرية بهدف فرض حصار مطبق على الفصائل المقاتلة في مدينة حلب. ودخلت قوات النظام الى بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين في ريف حلب الشمالي واللتين كانتا محاصرتين من الفصائل المقاتلة منذ عام 2012، بعد هجوم بدأته الاثنين الماضي بدعم جوي روسي وتمكنت خلاله من قطع طريق إمداد رئيسة لمقاتلي الفصائل يربط مدينة حلب بالريف الشمالي حتى تركيا. ودفع هجوم الجيش منذ الاثنين الماضي والذي ترافق مع غارات روسية كثيفة نحو 40 ألف شخص إلى النزوح من الريف الشمالي باتجاه مناطق إعزاز الحدودية مع تركيا وعفرين التي يسيطر عليها مقاتلون أكراد وريف حلب الغربي، وفق ما أفاد المرصد. وفي لندن، أكد رئيس الوزراء التركي أن «10 آلاف لاجئ جديد ينتظرون الآن أمام كيليس التركية جراء القصف الجوي والهجوم على حلب». وحذر من أن «70 ألف شخص موجودون في مخيمات شمال حلب يتحركون باتجاه تركيا». وأوضح داود أوغلو أن «من يساعدون نظام الأسد مذنبون بجرائم الحرب نفسها»، في إشارة إلى روسيا التي قال إنها «تقصف المدارس والمستشفيات، لا مواقع داعش». في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن لديها «أسباباً جدية للاشتباه بأن تركيا في مرحلة إعداد مكثفة لعملية عسكرية في أراضي دولة ذات سيادة هي سوريا» مشيرة إلى حشود عسكرية ومعدات، على الحدود مع سوريا ومنع طائرة استطلاع حربية روسية من التحليق فوق أراضي تركيا. وفي محاولة لتخفيف العبء الذي يشكله اللاجئون الفارون من الحرب على الدول المضيفة خاصة دول الجوار، افتتح مؤتمر الدول المانحة في لندن بوعود من بريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة بمساعدات إضافية. وأعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في مؤتمر صحافي جمع 11 مليار دولار. وقال «المؤتمر شهد جمع المبلغ الأضخم في يوم واحد من أجل مواجهة أزمة إنسانية». وغداة فشل الأمم المتحدة في إطلاق مفاوضات سلام في جنيف، من المقرر أن يستمع مجلس الأمن الدولي إلى تقرير سيقدمه دي ميستورا عن الظروف التي دفعته لتعليق المحادثات حتى 25 الشهر الحالي، بحسب دبلوماسيين. وهددت المعارضة السورية بعدم العودة إلى جنيف إلا بعد تلبية مطالبها الإنسانية المتعلقة بوقف قصف المدنيين وإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة وإطلاق المعتقلين، في حين اعتبرت دمشق أن «الشروط المسبقة» للمعارضة أفشلت المفاوضات.وقرع محتجون الطبول وهتفوا بشعارات مناهضة لوزير الخارجية الإيراني جواد ظريف المشارك في مؤتمر لندن بشأن سوريا. وانتقد متظاهرون إيران لتنفيذها أحكام إعدام وانتهاكات لحقوق الإنسان. وقالوا إنها لا يجب أن تكون مدعوة في محادثات لندن لأنها متورطة في القتال في سوريا. وفي وقت لاحق، أعلن المتحدث باسم قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن والمستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، العميد الركن أحمد عسيري، أن «السعودية على استعداد للمشاركة في أي عملية برية ضمن التحالف الدولي في سوريا».
«مؤتمر المانحين»: 11مليار دولار للشعب السوري
05 فبراير 2016