قالت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة إن التاريخ الأصيل الذي يحتفظ به بيت الشيخ عيسى بن علي آل خليفة يكرس ذاكرةً ممتدة لواحدةٍ من أطول فترات الحكم في البحرين، لافتة إلى أن ثمة تاريخ عريق ستستعيده العمارة الجميلة عبر تحويل كل غرفة وكل زاوية إلى جزءٍ من عرض متحفي كامل. وأشارت إلى أن العروض المتحفية ستمثل نقلة نوعية تستعيد التأريخ والحكايات المتصلة بهذا العمران وتلك الحقبة التاريخية للعائلة الحاكمة بالبحرين. وأضافت أن الثقافة تتمسك بملامح التراث والتاريخ كونها جزءاً من هوية الوطن ومكونًا عميقًا لذاكرته وسيرته الإنسانية، لذا فالبيوتُ كانت جزءاً من اشتغالاتنا ضمن عام «وجهتك البحرين»، وبيت الشيخ عيسى بن علي هو أكبر تلك المنازل التي نسعى لإنجازها حتى تكون ضمن المشاريع المتحفية التي نطلقها ضمن احتفالات العيد الوطني لهذا العام. ولفتت إلى أن الخطة التي اعتمدتها الهيئة بدأت منذ أكثر من عام بوضع الإضاءة الخارجية للبيت كي تستكمل الهيئة عملية الترميم قبل تجهيز العروض المتحفية. وتعمل الهيئة في الوقت الحالي على ترميم العمران التاريخي والحفاظ على كافة مكوناته وعناصره الدقيقة، عبر الاستعانة بفريق مختصٍّ تحت إشراف مستشار الترميم د.علاء الحبشي.ويعمل فريق مختص بالتعاون ما بين د.نادين بقسماطي فتوح مستشارة المتاحف بهيئة البحرين للثقافة والآثار، والمهندس المعماري الهولندي آن هولتروب على تجهيز العروض المتحفية التي يستضيفها هذا المعمار، لافتتاح البيت بأنشطته وعروضه الجديدة ضمن احتفاليات البحرين بعيدها الوطني وعيد جلوس جلالة الملك المفدى، وسيكون البيت وجهةً للسياحة الثقافية، تسرد من خلال العمران والعروض المقدمة سيرة العائلة الحاكمة، والأحداث التاريخية التي شهدها هذا البيت خلال فترة حكم المغفور له بإذن الله الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، والتي امتدت منذ 1869 وحتى 1932.وتعمل سمو الشيخة نيلة بنت حمد بن محمد آل خليفة على جمع وتوثيق المادة التاريخية المتعلقة بهذا البيت، لإدراج مضمونها ضمن العروض المتحفية المعدة. ويتكون البيت التاريخي من أربعة أفنية وأبواب خشبية منحوتة على نحو رائع وألواح جص مثقوبة، بكل فناءٍ منها عدد من الغرف المرتبة التي تحتضن شواهد تعكس حياة الحكم خلال القرن التاسع عشر تحديداً. وقد خصصت هيئة الثقافة ضمن خطة عملها ستة أشهر متواصلة لينجز الفريق كافة أعمال الترميم وتهيئة وإحياء المكان، وتم إغلاق البيت لفترة مؤقتة والشروع بتنفيذ الأعمال الترميمية وفق ضوابط ومعايير حفاظية عالية.