أكد وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة توافق الجانبين البحريني والروسي فيما يتعلق بالمباحثات بين صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى وأخيه وصديقه الرئيس فلاديمير بوتين، لافتا إلي أن جلالة الملك المفدى كان يتطلع إلى اللقاء الذي جاءت نتائج مباحثاته هامة جدا وأوضحت أن الموقف بين البلدين يتطابق على مختلف الأمور، سواء فيما يتعلق بالعلاقات الثنائية المتنامية بين البلدين أو من خلال قضايا المنطقة، ومحاربة الإرهاب.وأضاف، خلال مؤتمر صحفي مع وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف، عقب اجتماع جلالة الملك المفدى، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن من ينظر إلى تطور العلاقات بين البلدين من إقامة العلاقات الدبلوماسية فسيجد أننا قطعنا شوطاً كبيراً وقياسياً في مستوى العلاقات بين الدول وتطورها المنتظم.ولفت إلى انه كما ذكر وزير الخارجية الروسي أن هناك الكثير من اللجان بين البلدين، سواء اللجنة الحكومية للعمل بين البلدين ولجنة للتعاون العسكري والفني للنظر في التعاون في هذا المجال وتبادل الخبرات والتدريب، ومشتريات السلاح وأيضاً في المجال الاقتصادي والاستثماري ومجلس رجال الأعمال.ونوه إلى التعاون المشترك في العديد من المجالات الأخرى ومنها المجال الرياضي، حيث تمنى جلالة الملك لروسيا كل النجاح في تنظيم كأس العالم 2018.وتابع وزير الخارجية أنه فيما يتعلق بالأوضاع بالمنطقة فكانت المباحثات هامة جداً وكان هناك اتفاق في الرأي، وموقف موحد بين الدولتين في مسالة محاربة الإرهاب، والحلول السلمية للخلافات وعدم السماح بتفكيك الدول وإسقاطها.وبين أنه كما نعلم أن كثير من الدول التي دخلت في هذه المشاكل وأصبح لديها مشاكل طائفية، مما أدى لتهجير ولجوء مئات الآلاف إلى الدول الأخرى، مما سبب إلى مشكلة عالمية وسببها ضعف وإضعاف هذه الدول.وفيما يتعلق بالوضع في سوريا، قال وزير الخارجية إن جلالة الملك المفدى يقدر كثيراً دور الرئيس فلاديمير بوتين وحكومته في مساعدة سوريا للخروج من المحنة الصعبة، ويرى جلالته أنه دور مهم جداً وعلى جميع دول العالم وخاصة الدول الكبرى والمؤثرة أن تتعاون مع روسيا لتثبيت الأمن والاستقرار في سوريا.وأعرب وزير الخارجية عن تطلعه للتعاون مع روسيا في إطار من الحوار الاستراتيجي مع مجلس التعاون، مرحباً كما حدث سابقا مع زيارة جلالة الملك السابقة في 2008 بالنظرة الروسية في الأمن والاستقرار بالمنطقة، مضيفاً أننا ننظر بعين الاعتبار والتأييد إلى النظرة الروسية المحدثة للأمن والاستقرار بالمنطقة.ونوه الوزير إلى أن جلالة الملك كان شاكراً جداً لأخيه الرئيس الرئيس، كما تطلع جلالته إلى زيارته للبحرين الفترة المقبلة.وتوجه وزير الخارجية بالشكر إلى وزير الخارجية الروسي، معرباً عن تطلعه للعمل سوياً بمختلف أنحاء العالم.وفي بداية المؤتمر، أكد لافروف أن المباحثات بين الجانبين سادتها أجواء من الثقة والصداقة، وتم مناقشة تعزيز العلاقات في كافة المجالات.وأضاف أن الرئيس بوتين وجلالة الملك مصممان على مواصلة تعزيز هذه العلاقات، قائلا إنه لدينا رغبة في مواصلة الحوار السياسي على المستويين الأعلى والعالي وكذلك نحن مصممون على إقامة التعاون بين البرلمانات، وكذلك نعير اهتماماً كبيراً بالتعاون العسكري والتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.وقال إن إنشاء اللجنة الحكومية المشتركة يسهم في تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين، كما يسهم في تعزيز التعاون في العديد من المجالات مثل الطاقة والصناعة والنقل والبنية.وأضاف أن هناك اتفاقاً مبدئياً في هذا الخصوص، والآن يتم صياغة مشروع الاتفاقية الحكومية بهذا الشأن، مشيرا إلى أن الأوساط الحكومية وأوساط الأعمال في البلدين لا تنتظر القرار الرسمي وتمضي قدماً في تعزيز العلاقات بمختلف المجالات.ولفت إلى التعاون المكثف بين البلدين في مجال الاستثمار، حيث استثمر الصندوق البحريني ممتلكات بـ 250 مليون دولار في الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة، وهناك مشاريع قد دخلت حيز التطبيق، أو سيتم تطبيقها قريباً، تصل قيمتها الإجمالية إلى حوالي 20 مليار روبل (ما يعادل حوالي 258.8 مليون دولار، لافتاً إلى أن هناك رغبة في التعاون في مجال الغاز، حيث تجري شركة غاز بروم الاتصالات المكثفة والملموسة.وذكر أن الرئيس وصاحب الجلالة ناقشا نشاط مجلس الأعمال الروسي البحريني الذي تجري جلساته بشكل منتظم في كل من روسيا والبحرين.وأضاف أنه تم ترقية التعاون العسكري الفني بين البلدين إلى مستوى جديد في هذه السنة مع إنشاء اللجنة الحكومية المشتركة المعنية بالتعاون العسكري الفني، وتجري ضمنها مناقشة المشاريع الملموسة، متطلعاً لمواصلة وتعزيز الاتصالات بين العسكريين بالبلدين.وأشار إلى أن الجانب الروسي قدم الدعوة للجانب البحريني والعسكريين البحرينيين لحضور الألعاب الجوية اليادارت وما يسمى ببياتلون الدبابات.وبين أنه في المجال الإنساني فان روسيا مطمئنة بتطبيق برنامج التعاون الثقافي لمدة 3 سنوات من سنة 2015 إلى 2017 وبرنامج التعاون في مجال السياحة لمدة سنتين من 2015 إلى 2016 .ولفت إلى أنه تم مناقشة التطورات في عالم كرة القدم، وتم الاتفاق على مواصلة تعزيز التعاون في غضون الانتخابات المزمع إجراؤها لانتخابات الفيفا هذا الشهر، كما دعم جلالة الملك استضافة روسيا لكاس العالم في سنة 2018. ونوه إلى أن الرئيس وصاحب الجلالة ناقشا المسائل الإقليمية والدولية في سياق التطورات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مؤكداً أن الجانبين لديهما موقف موحد بأنه يجب ترتيب الأولويات من قبل المجتمع الدولي لتكون الأولويات محاربة الإرهاب دون هوادة وإيجاد حلول سلمية للأزمات في العالم وعدم السماح بتفكك الدول.وتابع أنه من هذه الزاوية تبادل الرئيس وصاحب الجلالة الآراء قبل كل شيء حول سوريا، مضيفاً أنه اتفقنا على ضرورة الدعم الكامل من المجتمع الدولي لتطبيق القرار الأممي رقم 2254 والذي ينص على ضرورة إقامة الحوار الشامل السوري الذي سيمكن السوريين بأنفسهم من تحديد مصيرهم ومستقبلهم، ونحن ندعم مواصلة الجهود في إطار المجموعة الدولية لدعم سوريا الذي ستجتمع في ميونخ في 11 الجاري.وأفـــاد بأن روسيا والبحــريــن راغبتان في أن تكون سوريا دولة مستقرة وعلمانية وذات سلامة على أراضيها وأن تكون هناك ضمانات لجميع أطياف المجتمع السوري، وهذه المبادئ التي لابد من تبنيها لحل الأزمات في كل من ليبيا واليمن والعراق وأفغانستان، ولابد من إبداء الاهتمام الخاص وتضافر الجهود الدولية من اجل حل الأزمة بين إسرائيل وفلسطين وهذا على أساس العدالة.وأكد ضرورة أن تحدد شعوب المنطقة بأنفسها مصيرها ، أما الدعم من الخارج يجب أن يكون مضبوطا ومناسبا وملائما ولابد من الأخذ في الاعتبار التقاليد الفنية والطريق الغني لشعوب المنطقة»، مضيفا أن روسيا تدافع عن هذه المبادئ بشكل منتظم وهذه المبادئ توجد في المقاربة الروسية في أمن منطقة الخليج.وتوجه وزير الخارجية الروسي بالشكر إلى الأصدقاء في البحرين على تعاطيهم الإيجابي مع النسخة المعدلة والمحدثة لهذه المقاربة الروسية للأمن في منطقة الخليج، متطلعا إلى مواصلة مناقشتها خلال الجولة المقبلة للحوار الاستراتيجي بين روسيا ومجلس التعاون وذلك في النصف الأول من السنة الجارية بموسكو.ونوه إلى أنه بتكليف من الرئيس وصاحب الجلالة يمكننا أن نعلن أن كلا الزعيمين مرتاحان للغاية من نتائج المحادثات.
وزير الخارجية: تطابق المواقف البحرينية الروسية بقضايا المنطقة ومحاربة الإرهاب
09 فبراير 2016