عواصم - (وكالات): ذكرت مصادر إيرانية أن 3 ضباط في الحرس الثوري الإيراني قتلوا في معارك سوريا، ما يرفع عدد العسكريين الإيرانيين الذين قتلوا في سوريا خلال 5 أيام إلى 36، بينهم ضباط كبار، فيما اتهم محققو الأمم المتحدة حول سوريا في تقرير أمس نظام الرئيس بشار الأسد بـ «إبادة» معتقلين مؤكدين أن وفاة محتجزين في السجون «على نطاق واسع» شكلت تطبيقاً لـ «سياسة الدولة»، بينما أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن نحو 30 ألف مدني سوري يحتشدون على الحدود التركية - أمام معبر باب السلامة - التي لا تزال مغلقة بعدما هربوا من الهجوم الذي تشنه قوات الأسد والميليشيات التابعة لها منذ أسبوع في محيط مدينة حلب. ووفق وسائل إعلام إيرانية، فقد لقي 3 ضباط من الحرس الثوري مصارعهم في معارك شمال سوريا، وذلك خلال «قيامهم بمهامهم كمستشارين عسكريين».وكانت وكالة أنباء فارس قد ذكرت أن العميد في الحرس الثوري حسين رضائي قتل خلال معارك شمال سوريا، بالإضافة إلى اثنين من عناصر قوات التعبئة المعروفة باسم «الباسيج»، وذلك خلال المعارك التي شهدتها أطراف بلدتي نبّل والزهراء في ريف حلب شمال سوريا. ومع سقوط القتلى الثلاثة أمس، يرتفع عدد العسكريين الإيرانيين الذين قتلوا في سوريا خلال 5 أيام إلى 36، بينهم ضباط كبار برتبة عميد وعقيد. وقبل يومين، قال قائد الحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري، خلال تشييع مجموعة من العسكريين الذين قتلوا في سوريا، إن القتال في سوريا للدفاع عن جبهة «المقاومة الإسلامية». ونقل عن مرشد الثورة علي خامنئي قوله «لولا هذا الدفاع لوصلت التهديدات إلى أراضينا».من ناحية أخرى، اتهم محققو الأمم المتحدة حول سوريا في تقرير دمشق بـ «إبادة» معتقلين مؤكدين أن وفاة محتجزين في السجون «على نطاق واسع» شكلت تطبيقاً ل»سياسة الدولة». وفي أحدث تقرير لها قالت لجنة التحقيق الدولية انه على مدى 4 سنوات ونصف سنة قتل آلاف المعتقلين اثناء احتجازهم من قبل مختلف أطراف النزاع في سوريا، مشيرة إلى توثيق وفيات أثناء الحجز لدى مجموعات مسلحة معارضة. ورسم التقرير صورة قاتمة عن اوضاع السجون ومراكز الاحتجاز التي تديرها السلطات السورية. وكتب الخبراء المكلفون من قبل مجلس حقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة في تقريرهم الأخير أن معتقلين تعرضوا للضرب حتى الموت أو قضوا متأثرين بإصاباتهم أو بسبب التعذيب. وقالوا «هناك أسباب معقولة تدعو إلى الاعتقاد بأن السلوك الموصوف يصل إلى حد الإبادة كجريمة ضد الإنسانية». وجاء في التقرير «يبدو واضحاً أن السلطات الحكومية التي تدير السجون ومراكز الاحتجاز كانت على دراية بحدوث وفيات على نطاق واسع». وأضاف «وقد حدثت الوفيات المتراكمة أثناء الاحتجاز بسبب فرض ظروف معيشية مع وجود إدراك متعمد لدى هذه السلطات بأن هــذه الظروف ستفضي طبيعياً إلى وفاة المحتجزين على نطاق واسع». وأضاف التقرير «ترى اللجنة كذلك أن الحكومة مسـؤولة عـــن جـــرائم ضـــد الإنســـانية تتمثـــل في القتـــل والاغتصـــاب أو غيره من أشـــكال العنـــف الجنســـي والتعـــذيب والســـجن أو غير ذلك من أشكال الحرمان الشديد من الحرية الجسدية، ما يشكل انتهاكـــاً للقواعد الأساسية في القانون الدولي، والاختفاء القسري وغير ذلك من الأفعال اللاإنسانية». من جهة أخرى، ما زالت الحدود التركية مغلقة أمام عشرات آلاف المدنيين السوريين النازحين جراء مواجهات الجيش السوري والمعارضة في حلب، تزامناً مع زيارة المستشارة الألمانية انغيلا ميركل إلى أنقرة لحثها على فعل المزيد لإبطاء توافد المهاجرين إلى أوروبا.وبعد أسبوع على بدء هجوم القوات النظامية بدعم جوي، ينتظر أكثر من 30 ألف شخص منذ أيام على مركز اونجو بينار الحدودي التركي وسط الصقيع وظروف «تدعو إلى اليأس» بحسب منظمة أطباء بلا حدود.وذكر الاتحاد الأوروبي الحكومة الإسلامية المحافظة التركية بواجبها لاستقبال اللاجئين السوريين بعد رفضها فتح الحدود حتى الآن، مكتفية بالإعلان أنها على استعداد لذلك «إن كان ذلك ضرورياً».ومع وجود 2.7 ملايين سوري حالي على الراضي التركية اعتبر نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموش أن «تركيا بلغت أقصى إمكاناتها في استقبال اللاجئين. لكن في نهاية المطاف ليس لهؤلاء الأشخاص أي مكان آخر يلجأون اليه. أما سيموتون تحت القنابل وإما سنفتح حدودنا».ميدانياً تحاول السلطات التركية حالياً مساعدة النازحين قدر الإمكان على الأراضي السورية.ويواصل كل من الجيش وألاكراد تقدمهم في الشمال السوري ويقتربون من معاقل الفصائل المقاتلة في ريف حلب الشمالي كما من الحدود التركية، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.ويتقدم الجيش السوري باتجاه مدينة تل رفعت أحدى أهم معاقل الفصائل المقاتلة في ريف حلب الشمالي التي تبعد مسافة 20 كلم عن الحدود التركية. وسيطر الجيش السوري على قرية بكفين التي تبعد 5 كيلومترات عن تل رفعت.وقد تشكل معركة حلب منعطفاً في الحرب السورية. فسقوط ثاني كبرى المدن السورية المقسومة منذ 2012 سيوجه ضربة قاسية الى الفصائل المقاتلة التي تعاني من صعوبات على جبهات اخرى.وباتت الفصائل المقاتلة في محافظة حلب بين فكي كماشة قوات النظام والمقاتلين الاكراد الذين حققوا تقدماً ميدانيا سريعا في المنطقة الحدودية مع تركيا، وحيث لتنظيم الدولة «داعش» نفوذه أيضاً.
معارك سوريا تحصد 36 عسكرياً إيرانياً في 5 أيام
09 فبراير 2016