«المشاريع الكبيرة تحدث في أصعب الظروف» من أقوال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. مقولة جداً جميلة تستحق التأمل، هل فعلاً المشاريع الكبيرة تحدث في أصعب الظروف؟ وهل هنالك أناس يستطيعون إدارة الأزمات بشكل سليم ؟ ما هي المهارات الذي يحتاجها الفرد كي يدير الظروف المحيطة به التي يعتقد الكثير بأنها صعبة؟ مع الظروف الراهنة وهبوط سعر النفط يعتقد البعض بأن الحياة أصبحت قاسية والظروف باتت صعبة والكثير يتنبأ بالأسوأ ويتخذ الإجراءات اللازمة كي يديروا الأزمة ويخرجوا منها بسلام، لكن يا ترى هل فعلاً الوضع الراهن بهذا السوء؟عزيزي القارئ أريد منك الآن أن تراقب نفسك ( شهيقاً و زفيراً)، هل هذا الأوكسجين الداخل إلى دماغك تدفع مقابله شيئاً ؟ من الذي يمدك بالأوكسجين الآن ؟ إنه الله سبحانه وتعالى هو الرازق، هو الذي بيديه مفاتيح فرحك وحزنك، فلم التنبؤ بالأسوأ؟ لماذا استشعار مشاعر الخوف والألم؟ عندما استشعرت بالخوف هل تحسن حالك؟ هل حصلت على مبلغاً مالياً ؟ هل انحلت أزمة ارتفاع الأسعار ؟ عزيزي القارئ إذا فكرت بالنعم التي أنعمها الله عليك بالمال والبنون والأشخاص القريبين منك فإن طاقتك ترتفع وستشعر بأنك قوي وأن الله قريب منك يستجيب لك . هذه هي المهارة الوحيدة التي تحتاجها لإدارة الأزمات ! أولاً عليك أن تعرف بأن التنبؤات ومشكلة ارتفاع الأسعار هي عبارة عن أفكار وليست أنت. ثانياً بدل كلمة مشكلة بكلمة تحدٍ كي يستطيع العقل استيعاب الفكرة. بعدها راقب مشاعرك اتجاه هذه الأفكار وانتقل من الشيء الذي لا تريد حدوثه إلى الشيء الذي تريد حدوثه، يعني يجب عليك بالتفكير في حل المشكلة وليست بالمشكلة نفسها ولكن بمشاعر مريحة. بعدها توكل على الله هو وحده سبحانه القادر على تغير حالك.الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في عيد اتحاد الإمارات الأربعين سنة 2011، كانت فترة الربيع العربي والثورات التي حدثت في عدة مناطق، خرج الشيخ محمد بن راشد بمشاعر هادية وتكلم في محاضرة عن تاريخ الإمارات. نقل تركيز شعبه من التحدي إلى طريقة التغلب على التحدي بشكل غير مباشر ! أولاً قال «بأنه لا يوجد كلمة مستحيل في قاموس الإمارات، بدل كلمة مستحيل وضع تحدي» . بعدها تحدث عن أحلامه في بناء إمارة دبي وكيفية التدرج في وضع رؤيته للوصول إلى القمة واستشعار النجاح والإنجاز في كل خطوة يخطوها، ثم قال «أنا وشعبي نحب المركز الأول». وعندما سأل عن سبب نجاح الإمارات قال « كلنا سر نجاح الإمارات، كلنا نعمل كفريق واحد «. فقد ركز على الكل ولم يركز على نفسه، غرز في قلوبهم حب الوطن والانتماء، وتابع «النفط وسيلة من أحد وسائل لكن في أشياء كثيرة ممكن ترفع من الدولة مثل الإخلاص والعمل وحب الوطن»، وهنالك كلمات بسيطة تحمل مشاعر حب وإنجازات كبيرة يمكن أن تغير حياتك من الجيد إلى الممتاز. أود أن أختم مقالتي المتواضعة برسالة إيجابية أقدمها باسم فريق البحرين للإعلام التطوعي، لعلها تساعدكم بالشعور بالأمان والإيجابية: ردد معي: «أنا الآن أنتقل في تركيزي مما لا أريد إلى ما أريد».مريم عصام عبدالله فريق البحرين للإعلام التطوعي
المشاريع الكبيرة تحدث في أصعب الظروف
13 فبراير 2016