أكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى أن الميثاق شكّل محطة مضيئة وبارزة في تاريخنا المعاصر لمواصلة العطاء والبناء على نهج الآباء والأجداد؛ الذين قدموا التضحيات من أجل سيادة الوطن وعزته.وقال جلالته، خلال لقائه بقصر الصخير أمس، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، كبار أفراد العائلة المالكة الكريمة، بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لميثاق العمل الوطني، إن احتفالنا بذكرى الميثاق هو احتفال بنجاح مسيرتنا الوطنية التي أسهم فيها أبناء شعبنا العزيز، والتي جاءت بفضل وعي أهل البحرين وحضارتهم والذي شكل الأساس للإنجازات الوطنية التي نفتخر بها.وأضاف جلالته أننا في هذا اليوم؛ ونحن نحتفل بالذكرى الخامسة عشرة لإقرار ما تضمنه ميثاق العمل الوطني؛ نستذكر مع شعبنا الكريم وقفته الوطنية الصادقة والمعبرة عن إرادته وتوافقه على ثوابت العمل الوطني، والتي أردناها ان تكون بداية لمرحلة جديدة من مسيرة العمل الوطني والنهضة الشاملة وفق رؤية تعتمد النهج الديمقراطي خياراً لتعزيز المشاركة الشعبية في مجالات العمل العام، مما مكننا بحمد الله من فتح آفاق المستقبل وبناء الحاضر.وشدد جلالته على أن ميثاق العمل الوطني جاء بإعادة الحقوق السياسية للمرأة وأتى بنظام المجلسين واستكمل المؤسسات الدستورية والقانونية ورسخ الثوابت الوطنية التي توافق عليها شعب البحرين. كما نود أن نوجه شكرنا لمؤسساتنا الوطنية وما قدمته من عطاء مستمر، مشيدين بالدور الوطني الفاعل للسلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية، بفضل التعاون والتنسيق في توجيه القرارات والسياسات لما فيه خدمة الوطن والمواطن ورقيه، والتي دعمت بجهودها مسيرة الإصلاح الوطني الذي أردناه لمملكة البحرين وبفضلها وصلت المملكة إلى مستوى متقدم، ونالت التقدير من دول العالم المحبة للسلام والساعية إلى احترام كرامة الإنسان وحريته، وقد سعينا لتمكين المرأة من أخذ دورها في مجالات العمل الوطني، بعد أن وصلت إلى مستوى متقدم من امتلاك المعرفة والقدرة على أداء ما عليها من واجبات ومسؤوليات حققت بفضل الله نجاحات هي مصدر الفخر والاعتزاز.كما أضاف جلالة الملك المفدى، قائلاً: إننا في هذه المناسبة نشيد بدور رجال قواتنا المسلحة البواسل ووقوفهم صفاً واحداً مع إخوانهم ضمن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة حمايةً لأوطاننا وأمتنا العربية ولدعم الشرعية في الجمهورية اليمنية الشقيقة انطلاقاً من قرارات الأمم المتحدة، كما نشيد بالتضحيات الكبيرة التي قدمها رجال الأمن العام والحرس الوطني وجهودهم المتواصلة في حفظ الأمن والنظام العام والاستقرار الداخلي، مستذكرين تضحيات شهدائنا الأبرار الذين قدموا دماءهم الزكية دفاعاً عن دينهم ووطنهم على مر العهود.ونوه جلالته إلى أن هذا اليوم هو انطلاقة جديدة نحو المزيد من التطوير والإصلاح بعد أن استقر التوافق على ثوابتنا الوطنية وخياراتنا الديمقراطية، وإننا بحمد الله سنكون مع شعبنا لتحقيق مشروعنا الوطني وفق خطوات طموحة لتلبية تطلعاتنا في الحياة الآمنة والتقدم والازدهار، مؤكدين على أهمية الالتفاف الوطني في هذه المرحلة بين الجميع، سائلين المولى أن يحفظ البحرين وأهلها، ويقوي من وحدة صفوف أبنائها ويديم علينا نعمة الأمان والمحبة والسلام، وأن يوفق الجميع لما فيه خير الوطن وصالح المواطن.ورفع الحضور إلى جلالته أسمى آيات التهاني والتبريك بهذه المناسبة الوطنية العزيزة، مشيدين بما حققته البحرين من إنجازات حضارية وتنموية في كافة المجالات وما تحظى به من مكانة متميزة على المستويات الإقليمية والعربية والدولية في ظل قيادة جلالة الملك المفدى وبفضل نهجه الحكيم.وثمنوا عالياً بكل التقدير والاعتزاز الجهود الكبيرة لجلالة الملك المفدى وخطواته الرائدة من أجل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية الطيبة بين البحرين وسائر الدول الشقيقة والصديقة وترسيخ مواقف المملكة المشرفة في مختلف المحافل وتعزيز مكانتها ودورها في المحيط العربي والدولي، سائلين الباري في هذه الذكرى الغالية أن يحفظ جلالة العاهل المفدى ويرعاه ويسدد خطاه ويحقق لمملكة البحرين وشعبها الكريم في عهد جلالته الزاهر ما تصبو إليه من عزة وتقدم ورقي وازدهار.وبدأ الاحتفال بتلاوة آي من الذكر الحكيم ، وشاركت العرضة البحرينية في الحفل حيث تم تقديم شيلة عرضة من ألحان وأداء الفنان نزار عبدالله مع العرضة البحرينية.ثم تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى فقام بزيارة إلى صرح ميثاق العمل الوطني، حيث كان في استقبال جلالته وزير التربية والتعليم د.ماجد النعيمي، وكبار المسؤولين في الوزارة ورؤساء الجامعات وعدد كبير من الطلبة وأعضاء الهيئات الإدارية والتعليمية بالمؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة والجامعات.وبدأ الحفل بعزف السلام الملكي، ثم قصيدة وقع بقلبك للطالب سيد ناصر القصاب كلمات الشاعر عقيل جعفر من المعهد الديني الجعفري ومعزوفة موسيقية أداء فرقة الأوركسترا السيمفونية الطلابية وأوبريت غنائي أداء مجموعة من الطالبات، وأوبريت غنائي وطني بعنوان ميثاق حمد كلمات علي الشرقاوي والحان جاسم محمد بن حربان، أداء الفنان محمد الكعبي والفنان محمد عبد الرحيم والفنان جابر تركي، بمشاركة عدد من طلبة مدارس البحرين الحكومية والخاصة الذين تغنوا بالمعاني الوطنية وبالفخر والاعتزاز بالبحرين وبقيادتها وبذكرى الميثاق الوطني ومعانيها العزيزة في وجدان كل مواطن وفي، إلى جانب قيام فرقة الأوركسترا الطلابية بوزارة التربية والتعليم بتقديم عدد من المقطوعات الموسيقية البحرينية والعالمية. وأعرب جلالة الملك المفدى عن سعادته بمشاركة الطلبة هذا الاحتفال بذكرى ميثاق العمل الوطني الذي جسد تلاحم شعب البحرين الوفي مع قيادته كما جسد أيضاً وحدة الصف الوطني الذي عبر عنها التصويت التاريخي على ميثاق العمل الوطني بنسبة 98.4% والذي كان حدثاً تاريخياً نعتز به جميعاً.كما أعرب جلالته عن تقديره لوزير التربية والتعليم ومنتسبي الوزارة والجامعات بكافة مستوياتها لما أبدوه في هذا الاحتفال من شعور صادق تجاه وطنهم العزيز مؤكدين من خلال هذا الاحتفال اعتزازهم بميثاقهم الوطني الذي كان وسيبقى رمزاً لوحدة شعبنا العزيز .كذلك أعرب جلالة الملك المفدى عن شكره وتقديره للطلبة والطالبات والهيئة التعليمية على هذا الاستقبال متمنياً لهم جلالته استمرار التوفيق والنجاح.ومن جانبه، عبر وزير التربية والتعليم باسمه وباسم جميع منتسبي الوزارة عن خالص الشكر والتقدير والامتنان لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، على اللفتة الكريمة التي تفضل بها جلالته بمشاركة أبنائه الطلبة فرحتهم واحتفالهم بالميثاق الوطني، تأكيداً من جلالته على ما يوليه للأجيال الشابة من أبناء البحرين من كريم العناية والرعاية باعتبارهم أجيال المستقبل، وحصن الوطن الحصين.وقال الوزير إن الاحتفال الذي تشرفنا فيه بهذه اللفتة الملكية السامية جاء كتعبير عن اعتزاز وزارة التربية والتعليم ومنتسبيها بهذه الذكرى الوطنية، بما جاء به الميثاق من قيم ومعان كبيرة، وما جسده من ثوابت جامعة لأبناء البحرين، وما غرسه في عقول ونفوس الأجيال الجديدة من قيم الولاء للوطن والوفاء القيادة، والتمسك بالثوابت الوطنية الجامعة.وأكد أن وزارة التربية والتعليم عملت ومازالت على تفعيل القيم التي جاء بها الميثاق الوطني، وجسدتها في المناهج الدراسية والأنشطة التربوية، والعديد من الإنجازات النوعية التي نفخر بها ونعتز اليوم، كتطوير البنية التشريعية للتعليم وتطوير كادر المعلمين والتحول إلى التعلم الإلكتروني من خلال مشروع جلالة الملك لمدارس المستقبل، وتطوير المناهج الدراسية واستحداث المناهج الرقمية وتنفيذ العديد من البرامج والمشروعات ضمن مبادرات المشروع الوطني لتطوير التعليم والتدريب التي أسهمت في الارتقاء بجودة التعليم ومخرجاته على كافة الأصعدة، سائلاً الله لبلدنا المزيد من الرقي والازدهار في ظل القيادة.ونظمت الوزارة احتفالاً كبيراً في صرح الميثاق الوطني استمر من التاسعة صباحاً وحتى الخامسة مساء، شاركت فيه المدارس الحكومية والخاصة وطلبة جامعة البحرين والجامعات الخاصة ومعهد البحرين للتدريب، ومركز رعاية الطلبة الموهوبين، حيث بلغ عدد الطلبة حوالي ستة آلاف طالب وطالبة، وتضمن الاحتفال عدداً كبيراً من الفعاليات الوطنية، الفعاليات ساهمت في إعدادها إدارات الخدمات والتربية الرياضية والكشفية والمرشدات وإدارة التربية الخاصة والإدارات التعليمية المختلفة ومركز رعاية الطلبة الموهوبين، من خلال تنظيم معرض شامل للإنجازات التعليمية والتربوية التي تحققت في ظل ميثاق العمل الوطني بفضل الدعم والرعاية التي تحظى بها التربية والتعليم في ظل القيادة الحكيمة، إضافة إلى تنظيم معرض للعادات والتقاليد البحرينية الشعبية، وسوق عكاظ للمسابقات الشعرية بين الطلبة الذين تغنوا بالوطن بذكرى الميثاق.
الملك: الميثاق محطة مضيئة في تاريخنا المعاصر لمواصلة العطاء والبناء
15 فبراير 2016