عواصم - (وكالات): أسفرت تفجيرات هزت أمس مدينة حمص وسط سوريا ومنطقة السيدة زينب التي تضم مقاماً دينياً في ريف دمشق عن وقوع 142 قتيلاً، فيما تواصل واشنطن مساعيها لوقف إطلاق النار في هذا البلد. وتبنى تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي تفجيري حمص اللذين أوقعا 59 قتيلاً، فيما أوقعت سلسلة تفجيرات في ريف دمشق لاحقاً 83 قتيلاً. وأعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال زيارة إلى عمان أمس عن اتفاق مؤقت على بنود هدنة فيما تكثفت أعمال العنف على الأرض. وتسعى القوى الكبرى إلى وقف للقتال كان يفترض أن يدخل حيز التنفيذ الجمعة الماضي، لكن الخلاف استمر حول كيفية تطبيقه. وتصاعدت وتيرة العنف أمس مع تفجيرين بسيارتين مفخختين أوقعا 59 قتيلاً في حي الزهراء وسط مدينة حمص كما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأوضح المرصد أن من بين القتلى «39 مدنياً من ضمنهم طفلة و11 مواطنة، فيما لم يعرف إذا كان الباقون من المدنيين أم من اللجان الشعبية والمسلحين الموالين لها». ودانت الحكومة السورية التفجيرين معتبرة أن «هذه التفجيرات الإرهابية (...) تهدف لقتل إرادة العمل والعطاء والإنتاج لدى أبناء الشعب السوري». من جهته، اعتبر محافظ حمص طلال البرازي التفجيرين «استهدافاً للجبهة الداخلية في حمص التي شهدت خلال العام المنصرم حالة من التعافي وعادت الحياة الاقتصادية والاجتماعية إلى طبيعتها». ويسيطر النظام السوري على مدينة حمص بشكل شبه كامل منذ مايو 2014، بعد خروج مقاتلي المعارضة من أحياء حمص القديمة إثر حصار خانق تسبب بمجاعة ووفيات. من جانب آخر قتل 83 شخصاً وجرح العشرات في سلسلة تفجيرات أحدها بسيارة مفخخة استهدفت منطقة السيدة زينب التي تضم مقاماً دينياً في ريف دمشق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتأتي التفجيرات الأخيرة فيما تواصل القوى الكبرى مساعيها لتطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي كان يفترض أن يدخل حيز التنفيذ الجمعة الماضي. وقال كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني ناصر جودة في عمان أمس إنه تحدث مرة أخرى في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف و«توصلنا إلى اتفاق مؤقت من حيث المبدأ على شروط وقف الأعمال العدائية من الممكن أن يبدأ خلال الأيام المقبلة». وأضاف أن الاتفاق «لم ينجز بعد وأتوقع من رؤسائنا الرئيس أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين (...) أن يتحادثا في الأيام المقبلة في محاولة لإنجاز هذا الاتفاق». وكيري ولافروف هما المهندسان الرئيسان في المجموعة الدولية لدعم سوريا التي تضم 17 دولة واتفقت في ختام اجتماعها في ميونيخ في 12 فبراير الحالي على «وقف الأعمال العدائية» في سوريا بهدف إحياء مفاوضات السلام ووقف نزوح المدنيين. وكان من المفترض أن يدخل الاتفاق حيز التنفيذ في 19 فبراير الحالي لكن المعارك تواصلت في سوريا بعد انقضاء تلك الفترة. وأعلنت الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة موافقتها على هدنة شرط الحصول على ضمانات دولية بوقف العمليات العسكرية من حلفاء النظام السوري خصوصاً إيران وروسيا. من جهته، قال الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة نشرها موقع صحيفة «البايس» الإسبانية إنه مستعد للقبول بوقف إطلاق النار لكن على ألا يسمح ذلك باستغلاله من قبل «الإرهابيين». وقال إنه يريد أن يذكر بعد 10 سنوات باعتباره «من أنقذ بلاده» مقراً بأهمية المساعدة الروسية والإيرانية للجيش السوري. ويبدو أن موسكو، المهندسة الرئيسة لوقف إطلاق النار المقترح، لم تبدِ أي إشارة حتى الآن فيما يتعلق بضرباتها الجوية في سوريا دعماً لنظام الأسد. وتوعدت روسيا بمواصلة تقديم الدعم للنظام السوري لمحاربة المجموعات «الإرهابية». وأحرز الجيش السوري تقدماً في ريف حلب الشرقي ضد «داعش» بمساندة من الطيران الروسي معززاً سيطرته على طريق محورية تربط مدينة حلب بمطار كويرس العسكري. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل خمسين متطرفاً من «داعش» خلال المعارك مع الجيش السوري الذي يحرز تقدماً منذ بدء معركته في ريف حلب. وكان النزاع في سوريا دخل مرحلة جديدة مع بدء القوات التركية قبل أسبوع قصف مواقع للمقاتلين الأكراد السوريين في شمال سوريا الذين تعتبرهم «إرهابيين». ويعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن المجموعات المسلحة الكردية السورية ليست سوى منظمات «إرهابية» على غرار حزب العمال الكردستاني في تركيا الذي يخوض تمرداً مسلحاً منذ عام 1984. وأكد أردوغان أن بلاده تتصرف بموجب حقها في «الدفاع عن النفس» تجاه الأكراد السوريين الذين تتهمهم بالوقوف وراء اعتداء أنقرة الدامي وتحتفظ بحق شن «جميع أنواع العمليات» العسكرية. وانفجرت سيارة مفخخة الخميس الماضي في قلب العاصمة التركية مستهدفة آليات عسكرية فقتلت 28 شخصاً وجرحت 61. من ناحية أخرى، وصل وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أمس إلى طهران في زيارة مفاجئة حيث التقى الرئيس الإيراني حسن روحاني.وخلال اللقاء قام شويغو بنقل «رسالة خاصة» من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى روحاني، وعرض «الوضع المتعلق باستقرار المنطقة وعملية المفاوضات لإعلان وقف إطلاق نار في سوريا» كما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية نقلاً عن الرئاسة الإيرانية.