كشف مقطع فيديو قيام عناصر من ميليشيات حزب الله اللبناني بإعدام جرحى سوريين عقب المعارك التي جرت في مدينة القصير السورية، وانتهت بسقوط المدينة في أيدي الجيش السوري النظامي وعناصر حزب الله.ومن خلال الأصوات يتضح حديث بعض عناصر حزب الله باللهجة اللبنانية خلال تنفيذ الإعدامات الميدانية للجرحى.ويحتوي الفيديو على مشاهد قاسية جداً تظهر توسل الجرحى السوريين لعناصر حزب الله بالحفاظ على حياتهم، إلا أن ذلك يقابل بوابل من الرصاص بلا رحمة.وشهدت مدينة القصير أول إعلان رسمي عن دخول حزب الله الحرب الدائرة في سوريا إلى جانب النظام.وانسحب الجيش السوري الحر من المدينة بعد معارك طاحنة في الخامس من يونيو الماضي.وتعليقاً على الفيديو، قال الكاتب الصحافي، علي الأمين، إنه يتوقع "آثاراً سلبية لهذا المقطع على الداخل اللبناني، نظراً لما تتسم به اللقطات من وضوح".وأشار إلى أن المقطع "سيزيد من حدة العداء في الداخل اللبناني، ويعزز فكر التكفير الذي يسمح بإلغاء الآخر، وهو خطاب تمكن من فكر الكثير من الجماعات الإسلامية، ويتيح إصدار فتاوى للقتل".وقال إن "هذا المقطع ظهر منذ يوم، ولم يصدر أي تعليق من جانب حزب الله حتى الآن"، مؤكداً أن "تدخل الحزب في سوريا يفتقد المقومات الأخلاقية والتبريرات السياسية".وحول تدخل حزب الله في سوريا، أوضح الأمين أنه لم يكن في صالح بيروت على المدى البعيد، وأثار صراعات في الداخل.وذكر أن "مثل تلك المشاهد تفترض وجود العشرات مثلها التي لم تلتقط. كما أن حزب الله لم يصدر منه أي رد فعل على مقاطع مماثلة".ومن جانبه، قال المعارض السوري بسام جعارة "لا تعتبوا على السوريين إذا تطرفوا بعد مشاهدة تلك الصور".وذكر أن عناصر حزب الله هم "أجراء ومرتزقة إيران، ويحاربون في كافة مناطق سوريا، ومنها حمص وحلب واللاذقية".وقال إن "المجازر التي ارتكبها حزب الله في القصير كثيرة، وكان أولها عند دخول تلك القوات إلى المدينة".وأشار إلى "مجازر أخرى وقعت مؤخراً من جانب مقاتلي حزب الله في حلب".وأكد أن "القتل في القصير تم بأوامر عليا، فقد تحدث حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، علانية عن قتل من اعتبرهم عملاء أميركا وإسرائيل والتكفيريين".وشدد على أن "نصر الله يقود حرباً طائفية ضد الشعب السوري"، كاشفاً عن "خلاف نشب مؤخراً بين حزب الله وحركة أمل الشيعية، لدى قيام الأخيرة بسحب 200 مقاتل من عناصرها في سوريا"، بحسب ما ذكر لقناة "العربية الحدث".ومن جانبه، اعتبر الكاتب الصحافي اللبناني، لقمان سليم، أن "تدخل حزب الله في سوريا، لم يكن باسم الله، بل باسم إيران ومصالحها".واتهم حزب الله "بزج لبنان بأكمله في قلب النزاع السوري"، مشدداً على أنه "لا براءة سياسية للحزب" في هذه الخطوة.وذكر أنه "لم يكن هناك ما يشرف حزب الله في معركة القصير"، واستشهد "بالأسلاب التي باعها مقاتلو الحزب في الهرمل اللبنانية عقب المعركة".وانتقد سليم حديث نصر الله عن الحرب التي يشنها ضد من سماهم التكفيريين في سوريا، موضحاً أنه "عندما نشبت الثورة السورية في 15 مارس 2011، لم يكن هناك وجود لجبهة النصرة، ولا تنظيم دولة العراق والشام (داعش)، ورغم ذلك شاهدنا كيف انقض النظام بكل عنف على المواطنين العزل".وفي وجهة نظر أخرى، قال الكاتب الصحافي، قاسم قصير، لقناة "العربية الحدث"، إن تدخل حزب الله في سوريا حمى البلاد من تداعيات الحرب"، على حد تعبيره.وقال إن حزب الله تدخل في الحرب السورية إلى جانب قسم من الشعب ضد من سماهم "الجماعات المتطرفة".وشدد على "أهمية سوريا كممر استراتيجي لحزب الله تمر منه المساعدات".وحول مقطع الفيديو، قال إنه لا توجد تقنية يمكن أن تقطع بصحة المشاهد، وإنه لا يؤكد المقطع ولا ينفيه أيضاً.وقال إن "نصر الله شدد على مقاتليه التزام القواعد الأخلاقية في الحروب مثل الحفاظ على الأرواح ومساعدة الجرحى".وذكر أن "حزب الله ركز منذ بداية الحرب في سوريا على الإصلاح السياسي، ولم يتدخل إلا بعد مرور عام من الصراع".