واشنطن - (أ ف ب): من فوز إلى آخر تماماً كما وعد، حصد المرشح الجمهوري الأمريكي للرئاسة دونالد ترامب حتى الآن أصوات الكتل الأكثر تشدداً وأكثرية المعسكر الجمهوري، مستنداً إلى تأييد حشد كبير من الناخبين الغاضبين قد يكسبه ترشيح حزبه في يوليو المقبل. وقال ترامب بعد فوزه في المجالس الانتخابية في نيفادا «فزنا بالإنجيليين، فزنا بالشباب، فزنا بالشيوخ، فزنا بذوي التعليم العالي، وفزنا بالقليلي التعليم. أنا أحب القليلي التعليم» مكرراً خلاصات استطلاعات الدخول. وأضاف «بالطبع، إذا استمعتم للمحللين، لم يكن متوقعاً أن نفوز بالكثير، والآن ها نحن نفوز ونفوز بالبلاد. وقريباً ستبدأ البلاد بالفوز مرة تلو الأخرى». وتحسنت فرص ترامب في تحقيق ذلك بعدما أثبت أنه ليس مرشح مجموعة واحدة. فقد فاز في الانتخابات التمهيدية في 3 ولايات مختلفة جداً، في نيوهامشير حيث يصف أكثر من ربع الناخبين أنفسهم بأنهم «معتدلون»، وكارولاينا الجنوبية التي يشكل المسيحيون الانجيليون 75% من ناخبيها ونيفادا حيث 15% من الناخبين من «غير البيض» وهي النسبة الأعلى من الأقليات في الانتخابات التمهيدية. كما تبدو فرص فوزه كبيرة في الولايات الـ11 التي تصوت في استحقاق الثلاثاء التمهيدي، ومنها تكساس وجزء كبير من ولايات الجنوب. ويتعلق استحقاق «الثلاثاء الكبير» بربع المندوبين المرشحين لمؤتمر التعيين الجمهوري. ومع تعزز ثقة ترامب بالفوز والبلبلة في صفوف خصومه انتقل الحديث إلى من سيختار ليرافقه على بطاقة الترشح لمنصب نائب الرئيس. ففيما أشار إلى أن الوقت مبكر لإعلان أسماء، أكد في جلسة أسئلة وأجوبة في جامعة فرجينيا أنه يريد «شخصية ضالعة في السياسة» تعرف واشنطن وليست دخيلة على عالم السياسة مثل ترامب. في الوقت نفسه يتواجه السيناتوران ماركو روبيو وتيد كروز على المرتبة الثانية فيما يصعب على حاكم اوهايو جون كاسيك والجراح المتقاعد بين كارسون إحراز تقدم.وسيقف المرشحون الخمسة على المسرح في مناظرتهم الأخيرة قبل انتخابات «الثلاثاء الكبير»، وسط تساؤلات المراقبين إن كانت ستشهد هجوماً عنيفاً على ترامب. ومع النجاح الكاسح لترامب نشرت صحيفة «واشنطن بوست» افتتاحية مثيرة للذهول طلبت فيما من القادة الجمهوريين الاتفاق على تجنب حدوث «المستحيل». وقالت «لن ينظر التاريخ برحمة إلى قادة الحزب الجمهوري الذين لا يبذلون كل ما في وسعهم لئلا يصبح محرضاً متنمراً حامل رايتهم». وفي كل من الولايات التي بدأت الانتخاب مبكراً سألت مؤسسات الاستطلاعات عينات من الناخبين الجمهوريين إن كانوا «غاضبين» أو «غير راضين» على الحكومة الفيدرالية، فرد 90% بالإيجاب. وهذا الاستياء الواسع هو تماماً ما تمكن ترامب من استغلاله بنجاح أكبر مقارنة بسابقيه. وتحدث أستاذ العلوم السياسية في جامعة ايوا كاري كوفينغتن عن وجود رابط بين المناخ الحالي وحركة «القانون والنظام» في ستينات القرن الماضي وديموقراطيي «الرئيس الراحل» رونالد ريغن في الثمانينيات وحتى «الأكثرية الأخلاقية» في التسعينيات. ويوضح أن النقطة المشتركة تكمن في أن هؤلاء الناخبين، إضافة إلى خيبتهم إزاء ما يرونه فشل الحزب الجمهوري في الإيفاء بوعوده المحافظة، فقدوا حماسهم وثقتهم. وتابع «يبرز توجه مستمر وواسع النطاق إلى حد مذهل تكراراً في السنوات الـ30 أو 40 الأخيرة، وهو التآكل المتواصل لثقة الأمريكيين في مؤسساتهم السياسية». وأوضح أن «المياه معكرة بالنسبة إلى الحزب الجمهوري، أياً كان مرشحه، إذا كان شخصية مرتبطة بالجهاز التقليدي للحزب وكذب أمامهم مرة بعد الأخرى فلن يكون مقبولاً». وبدا مرشح الحزب السابق ميت رومني متحمساً على انتقاد ترامب. وقال إن تصريح ضريبة الدخل لترامب ينطوي على «قنبلة» قد تطيح بآماله للفوز بالانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري. وسارع ترامب إلى الرد على رومني بأسلوبه الساخر المعتاد، متهماً إياه في تغريدة على تويتر بأنه «يشعر بالغيرة من ترامب» وبأنه خسر في عام 2012 أمام الرئيس باراك أوباما انتخابات ما كان أي مرشح جمهوري ليخسرها.ونظرياً كان يفترض بدعم الجمهوريين لترامب أن يبلغ سقفاً محدداً لكنه تجاوزه في نيفادا حيث أحرز 46% أي أكثر بكثير من الـ30% التي أحرزها في استطلاعات سابقة. كما أشارت استطلاعات لناخبين من أصول لاتينية الذين شكلوا 8% من الجمهوريين في نيفادا أبدى 46% منهم الدعم للثري. بالتالي يبدو أن خطاب ترامب الذي اتهم المهاجرين المكسيكيين بأنهم مجرمون ومغتصبون لم يحل دون تأييدهم له.
الجمهوري ترامب.. مرشح اليمين والوسط
26 فبراير 2016