عواصم - (وكالات): وصلت 4 طائرات سعودية مطاردة «أف 15» إلى قاعدة إنجيرليك التركية للمشاركة في الحملة الجوية على تنظيم الدولة «داعش» قبل ساعات على سريان وقف لإطلاق النار في سوريا، حسبما أعلنت وكالة أنباء الأناضول. ووصلت الطائرات إلى قاعدة إنجرليك الكبرى جنوب تركيا التي تتمركز فيها طائرات أمريكية وبريطانية وفرنسية تشارك في الغارات على مواقع التنظيم، كما أكدت الأناضول. من ناحية أخرى، نقلت وكالة «رويترز» عن وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان قوله إنه «إذا واصلت إيران دعم جماعات مسلحة في سوريا فسيؤدي هذا لمشكلات».من جهته، رأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تسوية سلمية للنزاع في سوريا ستكون «صعبة» لكن لا حل سواها، وذلك قبل ساعات من دخول وقف إطلاق نار حيز التنفيذ بين النظام والمعارضة في هذا البلد، فيما تواصلت الغارات في سوريا. من جهة أخرى أعلنت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية، عن التزام نحو 100 فصيل مقاتل باتفاق وقف لإطلاق النار الذي أقر برعاية موسكو وواشنطن ويفترض أنه دخل حيز التنفيذ منتصف ليل الجمعة السبت في سوريا.وإذ أكد بوتين خلال اجتماع مع قادة أجهزة الاستخبارات الروسية «إننا نفهم وندرك تماماً أنها ستكون عملية صعبة بل حتى متناقضة ربما، لكن لا بديل عن السير في اتجاه تسوية سلمية»، أشار إلى أن وقف إطلاق النار يهدف إلى «الدفع في اتجاه تسوية سياسية للنزاع وتوفير الظروف من أجل أن تبدأ مثل هذه الآلية».وفي المقابل أكد عزمه على مواصلة ضرب متطرفي تنظيم الدولة «داعش» و«جبهة النصرة»، فرع القاعدة في سوريا، و«منظمات إرهابية أخرى» يصنفها مجلس الأمن الدولي كذلك، «بلا هوادة»، علماً بأن التنظيمين المذكورين مستبعدان من اتفاق وقف إطلاق النار.وشن الطيران الروسي ضربات مكثفة على معاقل الفصائل المقاتلة في سوريا وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن «نفذ الطيران السوري ضربات مكثفة أكثر من العادة وبخاصة في الغوطة الشرقية شرق العاصمة دمشق وفي ريف حمص الشمالي وفي ريف حلب الغربي».وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أكد أن الأيام القادمة ستكون «حاسمة» بالنسبة لسوريا محذراً النظام السوري وحليفته روسيا من أن العالم سيراقب بانتباه احترام تعهداتهما بشأن وقف إطلاق النار.وأعلنت الهيئة العليا للمفاوضات أنها «أكدت موافقة فصائل الجيش الحر والمعارضة المسلحة على الالتزام بهدنة مؤقتة (...) تستمر مدة أسبوعين».غير أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انتقد عدم التزام الفصائل المقاتلة بوقف إطلاق النار «سوى لأسبوعين» مشيراً إلى أن «المبادرة الروسية الأمريكية لا تنص على شروط مسبقة أو بنود» من هذا النوع.كما انتقد لافروف إعلان أوباما أن الأسد يجب أن يتنحى في حال التوصل إلى سلام دائم.وطالب واشنطن وحلفاءها بالامتناع عن الكلام «عما يشبه خطة بديلة لسوريا أو الإعداد لعملية برية وإقامة ما يشبه مناطق عازلة غير مجدية» في حال فشل وقف إطلاق النار.وشككت الرئاسة التركية بصمود وقف إطلاق النار وقال المتحدث باسم الرئاسة إبراهيم كالين «إننا قلقون جداً بشأن مستقبل هذه الهدنة بسبب استمرار القصف الروسي وهجمات قوات الأسد على الأرض»، مشيراً إلى «أحداث وقعت في الماضي» حين استخدم نظام الأسد اتفاقات هدنة سابقة مماثلة «لكسب الوقت».وسبق أن أبدت تركيا شكوكاً حول نجاح وقف إطلاق النار ودعت إلى استثناء حزب الاتحاد الديمقراطي، أبرز حزب كردي سوري، ووحدات حماية الشعب، ذراعه المسلحة، من الهدنة لتصنيفهما على أنهما «من المنظمات الإرهابية»، على غرار تنظيم الدولة وجبهة النصرة.وتدعم الولايات المتحدة، حليفة تركيا الوحدات الكردية في سوريا، وتقدم لها السلاح والتمويل، وتعتبرها الطرف الأكثر فاعلية في سوريا في مواجهة «داعش». وطلبت واشنطن من أنقرة وقف قصفها.ويطرح استثناء «داعش» وجبهة النصرة من اتفاق وقف إطلاق النار تساؤلات جمة حول سبل وضع الاتفاق موضع التنفيذ، في ظل سيطرة التنظيم على مناطق واسعة في البلاد، وتواجد جبهة النصرة في محافظات عدة، غالباً في تحالفات مع فصائل مقاتلة معظمها إسلامية.وأعلنت «جبهة النصرة» جناح تنظيم القاعدة في سوريا رفضها لاتفاق وقف الأعمال القتالية المقرر سريانه عند منتصف الليل وطالبت المسلحين بتكثيف الهجمات على القوات الحكومية وحلفائها. وقال زعيم الجبهة أبو محمد الجولاني في رسالة صوتية أذاعتها قناة أورينت التلفزيونية «إن لم يكن في الشام حسم لهذه المعركة فستطال تبعاتها أهل السنة في المنطقة المحيطة» بما في ذلك شبه الجزيرة العربية.وسيعقد «فريق عمل لوقف إطلاق النار» يضم ممثلين عن الدول الـ17 المشاركة في المجموعة الدولية لدعم سوريا بقيادة واشنطن وموسكو، اجتماعاً للبحث في تدابير وقف إطلاق النار.وبعد ذلك يعقد الموفد الدولي إلى سوريا ستافان دي ميستورا اجتماعاً عبر الفيديو مع مجلس الأمن الدولي يقرر بعده إن كانت الظروف متوافرة لاستئناف مفاوضات جنيف بين وفدي الحكومة والمعارضة السوريتين الهادفة إلى إيجاد تسوية سياسية للنزاع، وذلك بعد تعثرها في يناير الماضي.وفي تطور آخر، غادرت حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول الخليج مع طائراتها الـ 26 المشاركة في محاربة تنظيم الدولة في سوريا والعراق، وسلمت قيادة القوة البحرية للتحالف الدولي إلى الولايات المتحدة.
طائرات حربية سعودية تصل تركيا لضرب «داعش» في سوريا
27 فبراير 2016