يشكل التراث العالمي والتاريخ الشخصي عنصر المفاجأة في نسخة العام الجاري من معرض الدوحة للمجوهرات والساعات، الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة وتنفذه مجموعة إعلان. وبرهن العديد من العارضين أنهم من هواة جمع المجوهرات حباً بها وليس فقط لأهداف ربحية. وتزهو عشرات القطع المعروضة في نسخة 2016 من المعرض بخلفيات رائعة بالإضافة إلى مظهرها الذي يحبس الأنفاس.وقال الرئيس التنفيذي للعمليات الترفيهية لمجموعة «إعلان» أحمد الملا: «ترتبط بهذه المجوهرات أحداث ملفتة، وإلى جانب تقديم الندوات التثقيفية وورش العمل الناجحة في معرض الدوحة للمجوهرات والساعات، يسرنا أن يتطور المعرض ليصبح أكثر من مجرد فعالية فاخرة كبيرة، فهو أيضاً فرصة ثقافية وجولة تاريخية حول العالم».وتعرض مجوهرات Veschetti الإيطالية مشبك دقيق الصنع من الفضة والذهب والماس واللؤلؤ المستخرج من المياه المالحة على شكل عنقود عنب طبيعي، كان ينتمي إلى عائلة فيكتور إيمانويل الثاني، ملك إيطاليا «1820-1878» وأول ملك لإيطاليا الموحدة منذ القرن السادس.ويروي Veschetti: «إنها قطعة من المجوهرات الملكية، ومن المرجح أنها صنعت بتكليف من إحدى سيدات البلاط الملكي. ويعتبر هذا النمط من العمل نموذجي جداً لـ Buccellati Mario، أحد أهم صائغي المجوهرات في تلك الفترة، رغم أنه لم يوقّع عليها». وتتراص حبات العنب في مشبك من اللؤلؤ والماس، بينما تبرز ورقتي عنب من الفضة الخالص في أعلى القطعة. وافتقرت هذه الحقبة من الزمن للذهب الأبيض، لذا استخدم الفضة في المجوهرات لإعطاء اللون الأبيض للقطع الثمينة. لكن Buccellati صنع أوراق الكرم من الذهب الأصفر أيضاً، ويمكن العثور على المزيد من هذه الأمثلة لدى الصائغ الإيطاليLa Piramide. ويعرض La Piramide تصميما مبهراً لقلادة من الذهب المرصع بالألماس على شكل دوامات تحيط بحبتين كبيرتين من اللؤلؤ الأصفر المميز «ميلو».ويقول المصمم Roberto Sciaguato: «كنت في خليج ها لونج في تايلند، أغوص بحثاً عن نوع خاص من اللؤلؤ الذي يُستخرج من صدفة تدعى ميلو تحت الماء، وفي مكان عميق، وجدت صدفة كبيرة وواعدة. عندما رفعتها، من الأسفل اندفعت نحوي سمكة مانتا راي كانت مختبئة هناك، وأجفلتني. لكنني نجحت في أخذ الصدفة، التي وجدت داخلها لؤلؤة صفراء كبيرة وجميلة. وهكذا استوحيت تصميم هذه القلادة، حيث تدل على لؤلؤة في المياه، شبه مغلفة بال «مانتا». ويمتلك La Piramide أيضاً لؤلؤة عملاقة نادرة من مجموعة إمبراطور فيتنام السابق، وزمردة منحوتة «حالياً في إيطاليا» بتكليف من الإمبراطور نابليون لتصوير حبيبته. وللحجر الأخضر الإمبراطوري قصة أخرى في Glenn Spiro. يبعد إيان روز، المدير الإداري، جانبا ورقة تحمي قلادة البيريل، ويبرز نهراً مستعراً من الوميض الأخضر الذي ينتهي عند بلورة بلون أخضر شاحب مضيء بحجم قبضة الطفل. واشترى Glenn Spiro البيريل «حجر كريمة من فصيلة الزمرد» كقطعة حجر منفردة من سيدة ورثتها من والدتها التي ورثتها بدورها من والدتها أيضاً. وكسيّدة شابة، عاشت الجدّة في حقبة العشرينات في باريس، حيث اعتمد المجتمع المعاصر حينئذ أسلوب حياة من البذخ والترف. وقال روز: «لم تكن السيدات في ذلك الوقت يرتدين قلادة واحدة، فقد أحيت الملكة ماري في إنجلترا، آخر صيحات موضة أيام الملوك الهنود حيث ارتدت السيدات أربعة أو خمسة قلادات في وقت واحد بأطوال مختلفة، ووصلت الأساور إلى الذراعين. كان ذلك في عصر تميز بأسلوب البذخ». وتقوم مجوهرات Amrapali من جايبور بإعادة إحياء أيام ملوك الهند، بروائع ملونة بوفرة، تعكس الأشكال التقليدية للثقافة الهندية الملكية. واحدة من القطع المميزة لديه هو طوق من الذهب ولؤلؤ بحر الجنوب، والماس المنقسم مجتمعة بشكل مستدير مع تسعة أحجار كريمة ضخمة، عين القطة، الياقوت الأصفر، الزمرد، الياقوت الأزرق، الياقوت، الماس، اللؤلؤ، المرجان الأحمر والهيسونايت الأسود، التي تمثل تسعة تأثيرات كوكبية. ويقول مدير العمليات في المملكة المتحدة سمير ليلاني: «باستثناء الماس واللؤلؤ، فإن جميع الأحجار الكريمة محفورة بنقش زهرة اللوتس. كل حجر له خصائص فيزيائية مختلفة، ويتم نحته باستخدام تقنيات وأدوات مختلفة، لكن يجب أن تبدو كلها متشابهة. لذا بدأ حفار الزمرد أولاً ثم أرسل الزمرد النهائي إلى خبير الحجر الثابت الذي استخدمه كنموذج لنحت الياقوتة وحجري الياقوت الأزرق. ثم تكررت العملية مع ثلاثة خبراء آخرون للحجارة الباقية. لقد استغرق فريق النحت وحدة حوالي 250 ساعة. وقد بذل الكثير من الجهد ليبدو العمل بسيطاً!».ويقول ليلاني: «رغم أن هذا الأمر ليس اعتيادي لكن لدينا عميلة اشترت قلادة رائعة بخلفية مطلية لترتديها في زفاف ابنتها. وقالت لنا إنها ارتدته مرة واحدة بوجهه إلى الأمام، في حفل الزفاف، ولكن مائة مرة بظهره إلى الأمام لأنها تحب الطلاء كثيراً». وكشفت Moussaieff النقاب عن تحفة من الأحجار النادرة تعرض لمرة واحدة في المعرض، هي قلادة من الياقوت الوردي- الأرجواني متغير الألوان، وتحتوي على 151 قيراطاً من الياقوت الأزرق، و53 قيراطأً من الماس.
معرض الدوحة للمجوهرات يزخر بتراث ثقافي عالمي
28 فبراير 2016