عواصم - (وكالات): اتهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير روسيا ونظام الرئيس بشار الأسد بخرق اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي دخل حيز التنفيذ أمس الأول، من خلال استهداف المعارضة التي تصنف بأنها معتدلة، ملوحاً بوجود «الخطة ب» البديلة التي تحدث عنها وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، في حال لم يبد النظام السوري جديته حول الحل السياسي، فيما سجلت المعارضة 15 انتهاكاً من قوات الأسد وحلفائها لوقف إطلاق النار، بينما شن الطيران الروسي غارات على مناطق روسية تشملها الهدنة. وقال الجبير خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الدنماركي كريستيان جنسن في الرياض «ثمة اختراقات للهدنة من قبل الطيران الروسي ومن قبل طيران النظام ونحن الآن نتشاور في هذا الموضوع مع دول مجموعة دعم سوريا».وأضاف «روسيا موقفها أن هذه العمليات ضد «داعش» وجبهة النصرة - فرع تنظيم القاعدة في سوريا - وهذا تم الاتفاق عليه من قبل المجموعة الدولية لدعم سوريا»، في إشارة إلى التوافق على استثناء المجموعات المصنفة «إرهابية» من اتفاق وقف الأعمال العدائية. وتابع «يوجد خلاف على هذا الموضوع. المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا يقوم بالتواصل مع الروس والنظام السوري حول هذا الموضوع لمحاولة الخروج بتفاهم يؤدي إلى تقليص أو إيقاف العمليات العسكرية ضد المعارضة السورية المعتدلة، ويبقى التركيز على «داعش» و»النصرة»». ورأى الجبير «أن الالتزام بالهدنة مؤشر مهم بالنسبة لجدية النظام السوري بالوصول إلى حل سلمي للأزمة السورية» بموجب بيان جنيف 1 الصادر عام 2012، والقاضي بتشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية واسعة، مجدداً التأكيد أن «لا مكان لبشار الأسد» في مستقبل البلاد. إلا أن الوزير السعودي الذي تدعم بلاده المعارضة السورية، أكد أنه في حال عدم التزام النظام وحلفائه بالهدنة «فهناك خيارات أخرى». وأوضح «كما ذكر وزير خارجية الأمريكي جون كيري هناك «خطة ب»، إذا اتضح أنه لا توجد جدية لدى النظام السوري أو لدى الحلفاء فالخيار الآخر وارد وسيتم التركيز عليه». وتابع «الحل يشمل سوريا من دون الأسد. لا يوجد خلاف على هذا، ولا توجد مساومة على هذا. السؤال هل يخرج بموجب حل سلمي، والذي يعتبر الأفضل والأسرع؟ أو يخرج بموجب حل عسكري؟ الأمر يعود له، ولكن المنطق واضح وهذه الخيارات هي أمامه».في السياق ذاته، نقلت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية عن الأدميرال المتقاعد جيمس ستافريديس القائد السابق لقوات التحالف بحلف شمال الأطلسي «الناتو»، قوله إن «الخطة الاحتياطية أو الخطة «ب» التي تحدث عنها وزير الخارجية الأمريكي - في حال فشل اتفاق «وقف الأعمال العدائية» في سوريا - قد تتضمن عملاً برياً تستثنى روسيا منه».وأكد ستافريديس أن «»الخطة ب» ستكون حملة برية في سوريا دون مشاركة روسيا، وأعتقد أنها في الأغلب ستتضمن في مرحلة من المراحل إقامة منطقة حظر للطيران في منطقة آمنة يمكن فيها بناء معارضة معتدلة».وأردف قائلاً «على الأرجح ستتضمن الخطة مشاركة قوات برية أردنية، وأنا متأكد أن هذا الحديث جرى بين الرئيس الأمريكي والعاهل الأردني».وأضاف «ستكون حملة معقدة وفوضوية، ونأمل في أن نتمكن من استقطاب روسيا لجانبنا، ولكنني غير واثق من ذلك».ميدانياً، تبادلت الأطراف المعنية في اليوم الثاني لتطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية اتهامات بارتكاب خروقات مؤكدة في الوقت ذاته الاستمرار باحترام الاتفاق الأمريكي الروسي المدعوم من الأمم المتحدة. وشهدت المناطق الرئيسة المشمولة بالاتفاق، حركة نشيطة بعد ليلة هادئة خلت من دوي القصف والمعارك، فيما تعرضت بلدات شمال سوريا، تحت سيطرة الفصائل المقاتلة لغارات جوية أمس، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون محليون. وأعلن الجنرال سيرغي كورالينكو رئيس المركز الروسي للمصالحة السورية من مقره في مطار حميميم غرب سوريا أنه «خلال الساعات الأربع وعشرين الماضية تم تسجيل 9 خروقات لوقف الأعمال العدائية»، بحسب ما نقلت عنه وكالات أنباء روسية. وقال «لكن بشكل إجمالي فإن وقف إطلاق النار في سوريا يطبق». وفي الرياض، أعلن المتحدت باسم الهيئة العليا للمفاوضات، الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السورية، أن «قوات النظام ارتكبت 15 انتهاكاً لوقف إطلاق النار، بينهم اثنان من قبل «حزب الله» اللبناني في منطقة الزبداني» غرب دمشق والحدودية مع لبنان.
السعودية تتهم موسكو والأسد بانتهاك وقف إطلاق النار وتلوح بـ«الخطة ب»
29 فبراير 2016