حذيفة إبراهيمحذر أطباء استشاريون في مجمع السلمانية الطبي، من خلو المجمع «أحياناً» من المختصين بسبب انتهاء ساعات المناوبة التي تم تقليصها مؤخراً، خصوصاً في فترات المساء، والإجازات الرسمية.وأشاروا إلى وقف تحويل الحالات من الطوارئ إلى المختصين بسبب النقص الحاصل بعد تقليص عدد ساعات المناوبة، مؤكدين أن المستشفى والوزارة أصبحت على»فوهة بركان».وقال الاستشاريون «تحفظوا عن ذكر أسمائهم» لـ «الوطن» إن معاينة العديد من الحالات في الطوارئ من غير المختصين، بسبب النقص الحاصل بعد اعتماد النظام الجديد، الأمر الذي يؤدي لحدوث أخطاء في التشخيص أو عدم تلقي العلاج المطلوب. وأوضحوا أن قرار تقليص بدلات المناوبة وغيرها، تم دون دراسة، وكان في الإمكان التقليص من عدد من الأمور الشكلية بدلاً عن الحيوية والمهمة. مؤكدين أن هناك صرفاً كبيراً على «الكماليات» و»الفعاليات» غير المجدية في الوزارة.وأضافوا «إن ترشيد الإنفاق يستدعي عدم نسيان المكاتب والأسقف والأثاث وغيرها من الأمور الكمالية، التي ليست بحاجة إلى تبديل، إضافة إلى اعتماد خطة مثالثة للاستفادة القصوى من الأجهزة وصيانتها بدلاً مما هو متبع حالياً ويؤدي لإهدار الميزانية». ولفتوا إلى أن «نصيب الكماليات أصبح أفضل بكثير من حظ الإنسان في السنوات الأخيرة».وفيما يختص بتقليص المناوبات وغيرها من المميزات، أكد الاستشاريون أن العديد من الأطباء قد يكونون خلف القضبان بسبب عدم قدرتهم على السداد، بعد أن أخذوا قروضاً باحتساب ما كان لديهم من مميزات، إلا أن تقليصها وبشكل مفاجئ أدى لإشكاليات عديدة للأطباء مع البنوك، مشيرين إلى أن عدداً من البنوك بدأت إعادة النظر في إقراض الأطباء. وقالوا «تم الضغط على بعض الأطباء، للعمل بساعات مطولة متجاوزين السقف الأعلى للمناوبات، على أن يتم ذلك بدون مقابل، وإلا يتم جرهم إلى التحقيق وتهديدهم».وأكدوا أن التدريب يعتبر «طامة كبرى» في الوزارة، إذ إن التدريب للأطباء الجدد غير ملزم، ولا يوجد مناوبات «جدية» وإنما مجرد «تسالي» لـ8 ساعات» ثم يذهب الطبيب الجديد إلى منزله.وأضافوا «التسيب بلغ حده الأعلى، إذ من حق الأطباء ترك العمل متى ما شاؤوا بحجة التدريب، لا توجد سياسة أو قوانين واضحة، والجميع يمشي على «هواه»، مبينين أن الأوضاع في السلمانية نحو الأسوأ، وأن التذمر أصبح حالة شائعة. وأكدوا أن الوزارة «نجحت» في إجبار الكثير من الأطباء الاستشاريين البحرينيين المرموقين ذوي الخبرات العالية المشهود لها، بالخروج من بوتقتها، خاصة من مجمع السلمانية الطبي، ورفدهم إلى العيادات والمستشفيات الخاصة بلا عودة، نظراً لاعتبارات عدة أهمها الدخل والمعاملة والنظام. وأشاروا إلى أن الوزارة تركت الأطباء البحرينيين الجدد لسنوات في منازلهم دون عمل أو تدريب أو حتى رواتب، لتلقفهم بعدها المستشفيات الخارجية، كون الأبواب مفتوحة على مصراعيها، ويمكنهم الحصول على فرص عمل بشكل أسرع. وانتقد الاستشاريون الحملات الموجهة ضدهم من قبل أطراف «داخل الوزارة»، وما يبث حولهم من هجمات في وسائل الإعلام قبل اتخاذ أي قرار لزعزعة ثقة الناس بهم، مشيرين إلى أن تلك «الطبخات» أصبحت مكشوفة.