طرابلس - (أ ف ب): تخوض 4 قوى ليبية مسلحة، كل على حدة، مواجهات مع تنظيم الدولة «داعش» في مناطق مختلفة من ليبيا، في محاولة لوقف تمدد الجماعة المتطرفة التي تستغل الفوضى الأمنية لبناء قاعدة رئيسية لها في هذا البلد. وتتبع اثنان من هذه القوى السلطتين السياسيتين المتنازعتين على الحكم، بينما تعمل القوتان الأخريان اللتان تسيطران على مدينة وموانئ نفطية، بشكل منفرد وبمعزل عن هاتين السلطتين، على النحو التالي:* قوات الحكومة المعترف بها: قوات خاصة أنشأها الفريق أول المثير للجدل خليفة حفتر وضباط سابقون من شرق البلاد انشقوا في بداية الانتفاضة على نظام معمر القذافي في 2011. وكان سلاح الجو بما يملكه من عدد قليل من مقاتلات ميغ 23 وميغ 21، ووحدات القوات الخاصة بقيادة ونيس بوخمادة، القوات الرئيسة التي انضمت إلى تحالف حفتر لمكافحة «الإرهاب» بدعم من الحكومة المعترف بها من المجتمع الدولي ومقرها شرق ليبيا. وتخوض القوات مواجهات في بنغازي مع عناصر «داعش»، الذي يسيطر على أحياء في المدينة الساحلية التي شهدت تفجيرات انتحارية وعمليات اغتيال تبناها التنظيم المتطرف. وحققت القوات تقدما كبيرا الشهر الماضي اثر عملية عسكرية نجحت خلالها في استعادة حي الليثي، اهم معاقل «داعش» وجماعات مسلحة متشددة أخرى، لكنها لم تتمكن من طرد التنظيم من كل المدينة بعد. * قوات «فجر ليبيا»: تحالف جماعات مسلحة بعضها إسلامية يضم في أساسه مجموعات من مدينة مصراتة شرق طرابلس، الأفضل تسليحاً في البلاد، ونشأ التحالف في يوليو 2014. وتسيطر قوات «فجر ليبيا» الموالية سياسياً لحكومة لا تحظى باعتراف المجتمع الدولي ومقرها طرابلس، على كل المدن الساحلية تقريباً، من مصراتة، إلى الحدود التونسية مروراً بالعاصمة. وخاض تحالف «فجر ليبيا» مواجهات مع «داعش» في مدينة صبراتة شرق طرابلس وفي محيطها الأسبوع الماضي بعدما تمكن نحو 200 عنصر من التنظيم من السيطرة على وسط المدينة لساعات. وقبل ذلك، خاضت قوات «فجر ليبيا» معارك مع «داعش» في مدينة سرت شرق طرابلس وفي مناطق محيطها بها في منتصف العام الماضي، لكنها سرعان ما انسحبت ما أدى إلى سيطرة التنظيم على المدينة وعلى مناطق قريبة منها. وأعلنت قوى «فجر ليبيا» مرات عدة «الحرب» على التنظيم، لكنها لم تتقدم بعد نحو مدينة سرت الساحلية.* قوات برقة: تحالف معاد للإسلاميين من قبائل محلية شرق ليبيا بقيادة إبراهيم الجدران، يدعو إلى الفيدرالية ويطالب بحكم ذاتي للمنطقة، ويسيطر على موانئ نفطية رئيسية بينها لراس لانوف والسدرة. ولم تعلن هذه القوة بشكل واضح انضمامها إلى الفريق أول حفتر، أو ولاءها للحكومة المعترف بها في الشرق، لكنها معادية لقوات «فجر ليبيا». وخاضت هذه القوات معارك عنيفة مع «داعش» في يناير الماضي إثر محاولة عناصر من التنظيم التقدم نحو منطقة الهلال النفطي ودخول السدرة وراس لانوف، وهو ما لم يتمكنوا من تحقيقه.* مجلس شورى ثوار درنة: تحالف جماعات مسلحة محلية في درنة القريبة من بنغازي، يحكم المدينة منذ طرده «داعش» منها في يوليو الماضي. ويقدم التحالف نفسه على أنه مستقل، رغم أن تحالف «فجر ليبيا» أعلن دعمه له خاصة في حربه ضد التنظيم المتطرف. ويرفض قياديو مجلس شورى ثوار درنة ربطهم بأي من الجماعات المتطرفة في ليبيا، مثل جماعة أنصار الشريعة الموالية لتنظيم القاعدة والتي لها حضور في درنة، وفي بنغازي، وفي صبراتة. ويعارض التحالف بشكل خاص قائد قوات السلطات المعترف بها خليفة حفتر الذي غالباً ما تشن قواته غارات تستهدف مواقع مجلس شورى مجاهدي درنة في المدينة. ومنذ طرده «داعش» منذ درنة، يخوض التحالف المسلح مواجهات مع التنظيم المتطرف عند أطراف المدينة في محاولة لمنعه من دخولها مجدداً.