وجه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، بأهمية تنشيط العمل بمكتبة «الملك حمد» عبر إتاحة مقتنياتها العلمية والفكرية للباحثين والدارسين، لتكون خير رافد للإنتاج والنشاط الفكري والمعرفي على المستوى العالمي والوطني وبما ينسجم مع رؤيتنا لدورها ومكانتها.وشدد جلالة الملك المفدى في كلمته السامية، خلال استقباله في قصر الصخير أمس وزير التربية والتعليم د.ماجد النعيمي، الذي قدم لجلالته عدداً من العاملين في مهرجاني البحرين أولاً، وذكرى ميثاق العمل الوطني. على حجم وجسامة المسئولية التي تتولاها الكوادر التعليمية والتربوية في حمل رسالة العلم ونقلها بأمانة وطنية خالصة، لتحصين فكر الأبناء من التطرف والتحيّز الفكري والطائفي، وتعميق حسهم بالمسؤولية الاجتماعية، وتمكينهم من حفظ واحترام حقوق وطنهم عليهم.وأكد جلالته على أهمية مواصلة الجهود لترجمة الشعور بحب الوطن إلى سلوك مسؤول ووعي مدرك للواجبات الوطنية. مبيناً أنه لابد لهذه الجهود «أن تتواصل عبر الخطط والبرامج التربوية المتخصصة بتركيزها على التعريف بموروثنا التراثي العريق النابع من محيطنا العربي بحضارته الغنية، والتأكيد على مبادئ ديننا الحنيف الداعية للتسامح والاعتدال، وتنمية الثقافة الوطنية، وتأصيل مفاهيم المواطنة الإيجابية فكراً وتطبيقاً».من جانبه أكد وزير التربية والتعليم د.ماجد النعيمي في كلمته، أن البحرين قد أنهت الأمية الأبجدية، وبدأت العمل على برنامج محو الأمية المعلوماتية، وأصبح التعليم الأساسي والثانوي والجامعي في متناول الجميع.معلناً أن الوزارة باشرت ترجمة أمر جلالة العاهل المفدى بالعمل على تعزيز قيم المواطنة والولاء والانتماء إلى هوية البحرين العربية والإسلامية، وبناء حصون التسامح والتعايش والوحدة الوطنية ونبذ العنف والتعصب، من خلال المناهج الدراسية والأنشطة المدرسية، والبدء الفعلي في المشروع الرائد «المدارس المعززة للمواطنة وحقوق الإنسان».نص الكلمة الساميةوتفضل حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى بعد تلاوة آي من الذكر الحكيم، بإلقاء الكلمة السامية التالية:بسم الله الرحمن الرحيم«الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعينالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهنود في البدء أن نرحب بكم وأن نتوجه بالشكر والتقدير لجميع منسوبي وزارة التربية والتعليم، من مسؤولين وأساتذة كرام وطلبة وطالبات، على مبادراتهم ونشاطاتهم الهادفة والمتنوعة التي تقدموا بها للاحتفاء والاحتفال بأعيادنا الوطنية المجيدة، من خلال المهرجانات التربوية السنوية «البحرين أولاً» والاحتفالات الخاصة بذكرى «ميثاق العمل الوطني» .ولقد سعدنا كثيراً بمشاركة أبنائنا وبناتنا فرحتهم بأعياد الوطن، وبرؤية تعبيرهم الصادق لحبهم وانتمائهم وولائهم للبحرين. كما تابعنا بكثير من التقدير المساهمات الطلابية وما حملته من مضامين وطنية أصيلة، أوصلت لنا طبيعة المساعي التي تبذلها مؤسساتنا التربوية في تشكيل ثقافة الانتماء الوطني، ومساعدة أجيالنا على ترجمة الشعور بحب الوطن إلى سلوك مسؤول ووعي مدرك لواجباتهم الوطنية، وهي جهود لابد لها أن تتواصل عبر الخطط والبرامج التربوية المتخصصة بتركيزها على التعريف بموروثنا التراثي العريق النابع من محيطنا العربي بحضارته الغنية، والتأكيد على مبادئ ديننا الحنيف الداعية للتسامح والاعتدال، وتنمية الثقافة الوطنية، وتأصيل مفاهيم المواطنة الإيجابية فكراً وتطبيقاً.ونود هنا التشديد على حجم وجسامة المسؤولية التي تتولاها الكوادر التعليمية والتربوية في حمل رسالة العلم ونقلها بأمانة وطنية خالصة، لتحصين فكر الأبناء من التطرف والتحيّز الفكري والطائفي، وتعميق حسهم بالمسؤولية الاجتماعية، وتمكينهم من حفظ واحترام حقوق وطنهم عليهم، مقدرين لوزير التربية والتعليم وفريق عمله حسن تطبيقهم لتوجيهاتنا من أجل تطوير الأنظمة والمناهج التربوية، موجهين بهذه المناسبة بأهمية تنشيط العمل بمكتبة «الملك حمد» عبر إتاحة مقتنياتها العلمية والفكرية للباحثين والدارسين، لتكون خير رافد للإنتاج والنشاط الفكري والمعرفي على المستوى العالمي والوطني وبما ينسجم مع رؤيتنا لدورها ومكانتها.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».وألقى وزير التربية والتعليم كلمة قال فيها:بغامر الاعتزاز وعميق الامتنان، يسعدني ويشرفني أن أقف بين يدي جلالتكم الكريم، في هذه اللحظة الغراء، لأعبر لكم، عن أسمى معاني الشكر والعرفان، على تفضل جلالتكم بهذا التكريم التاريخي النبيل، الذي نفتخر به جميعاً، وذلك بالأصالة عن نفسي، وبالنيابة عن منتسبي الوزارة والجامعات وطلبة المؤسسات التربوية من حكومية وخاصة. وإن تكريمكم اليوم للعاملين في مهرجاني «البحرين أولاً»، و»ذكرى ميثاق العمل الوطني «، اللذين شارك فيهما آلاف الطلاب والطالبات، بتعبيرهم العفوي الجميل عن محبتهم لجلالتكم واعتزازهم بعهدكم الزاهر، سيبقى ذكرى في القلوب فيّاضة بمعاني الحب والولاء، وتاجاً على الرؤوس مرصعاً بمعاني الفخر والاعتزاز.سيدي حضرة صاحب الجلالة،،،ماذا يعني لنا مثل هذا التكريم الغالي؟ إنه يعني في البداية دعم جلالتكم المتواصل واللامحدود للتربية والتعليم، وهو يعني أيضاً أن مسيرة التربية والتعليم في بلادنا تشغل حيزاً كبيراً من فكركم المستنير، والمشهود له محلياً وخارجياً ببعد النظر، وباستشراف المستقبل بأسلوب علمي وخبرة متجددة. وهو تكريم نفيس، يبين رعاية جلالتكم ومتابعتكم لمستقبل أجيال شعبكم الوفي، الذي تولونه كل اهتمامكم، وتسهرون على راحته، وتعملون عملاً دؤوباً أصيلاً من أجل رفعته. فنلتم بذلك محبة صغيره قبل كبيره، وما وجود مديري المدارس المتميزة في الأداء وفق تقييم الوزارة والهيئة الوطنية للمؤهلات وضمان جودة التعليم والتدريب في هذا اللقاء، إلا تعبير واضح على اهتمام جلالتكم بتقدير كل جهد يبذل لما فيه خير التعليم.ولئن سألنا يا صاحب الجلالة الذين يقفون اليوم بين يدي جلالتكم عن عميق مشاعرهم؟ فلن تجدوا سوى، الشكر والتقدير والامتنان، لما تحقق لهم ولزملائهم في عهدكم الزاهر الأغر، من إنجازات ومكتسبات شملت سائر أوجه الحياة.سيدي مليكنا المفدى..ولعل البعض يتساءل، من أين تستمد الوزارة القدرة المتجددة على الإنجاز والتطوير، إن هذا لسؤال مهم وسهل الإجابة في الوقت نفسه فنحن نسير على هدي من توجيهات جلالتكم الحكيمة الملهمة، المؤكدة على أهمية الوعي والإدراك بقوة التربية في تنمية الواقع الإنساني، وبناء المستقبل المنشود، لهذا نعمل بكل صدق وإخلاص وتفانٍ، على رسم معالم الدور الذي يمكن للتربية البحرينية أن تقوم به، في ضوء مسيرة البناء الوطني ضمن حركة التجديد التربوي والتنموي والسياسي التي تقودونها بكل حكمة واقتدار. فما نشهده اليوم من العديد من المشروعات التعليمية الحديثة، جاءت ترجمة لفكر جلالتكم الذي نستنير من قبساته، فكانت الثمار طيبة والنتائج مشرفة، رصيداً للوطن وهذا ما شهدت به التقارير الإقليمية والدولية، وازدادت في عهدكم الزاهر الأغر، المدارس والمباني والمختبرات في كافة مناطق المملكة كماً ونوعاً، لتلبي حاجات الأعداد المتزايدة من الطلبة، وذلك بمباشرة تنفيذ توجيهاتكم بإنشاء المزيد من المدارس الذكية والصديقة للبيئة، وفق أحدث معايير جودة البيئة المدرسية، من أجل الارتقاء بالخدمات المقدمة للأبناء الطلبة، مع التوسع في دمج ذوي الاحتياجات الخاصة، ورعاية المواهب الطلابية. كما تضاعفت فضاءات الأنشطة الثقافية والرياضية والكشفية وتنوعت، من أجل إعداد أبنائكم الطلبة وتمكينهم علمياً وتربوياً وقيمياً، ليسهموا في تنمية الوطن وتقدمه وازدهاره والدفاع عن هويته واستقلاله.
العاهل: تنشيط مكتبة «الملك حمد» لتكون رافد إنتاج معرفي عالمي ووطني
10 مارس 2016