تنظم هيئة البحرين للثقافة والآثار عرضاً مميزاً للصوت والضوء لإبراز جماليات موقع قلعة البحرين وإظهار مضمونه التاريخي والثقافي عبر عرض يهدف لإعطاء الزائر لمحاتٍ مرّت على ذاكرة موقع قلعة البحرين بدءاً من حضارة دلمون وصولاً إلى يومنا هذا، كواحدةٍ من أهم المواقع الأثرية في الخليج العربي. هذه القلعة الضخمة المشادة على تلٍّ تبلغ مساحته 17.5 هكتار، وتشهد طبقاته الأثرية المتراكمة على ارتفاع 8 أمتار على تاريخٍ طويل ممتد منذ الإقامة الأولى للإنسان فيه نحو 2200 ق.م وحتى هجران الموقع تدريجياً نحو القرن 17 من عصرنا هذا. وبفضل قناة عبور بحرية طبيعية فقد بقي الموقع ولعدة آلاف من السنين المرفأ الرئيس للجزيرة. وكان أيضاً مركز عاصمة بلاد دلمون التي تعتبر أهم حضارة في الخليج القديم، وذلك من نهاية الألف الثالث إلى منتصف الألف الأول ق. م. وكان الموقع محطة تبادل تجاري أساسية تربط الشرق بالغرب. وحافظ الموقع على أهميته الاستراتيجية والتجارية في الفترة الهلنيستية حيث أصبح أحد أهم مدن الجزيرة. وفي العصور الإسلامية، صار موقعه المحصن موضع تنافس دولي شديد، تشهد على ذلك التعديلات المتعاقبة التي أُدخلت على القلعة التي تتوّج الموقع اليوم وتستقطب عشرات الآلاف من الزوار سنوياً. ولم يكتفِ الموقع الجميل باختطاف أنظار زوّاره، بل تجاوز المحليّةَ ليصل باعترافٍ دولي إلى العالمية حيث تم تسجيل الموقع على قائمة التراث العالمي لليونيسكو عام 2005 لتدخل بذلك البحرين التاريخ من أعتقِ أبوابه. ونظراً لما يتسم به عمل هيئة البحرين للثقافة والآثار من ديناميكية وحركة مستمرة فإن تشييد متحف قلعة البحرين عام 2008م بدعم من بنك أركابيتا جاء ليعطي عمقاً إضافياً لقيمة الموقع وموثقاً لتاريخه الطويل. كما هو الحال في حملات التنقيب المتواصلة في الموقع للبحث عن أسرارٍ تبوح تلك الأرض ببعضها كل حين، ولعل آخرها في مارس 2015 حيث أسفرت عملية التنقيب عن اكتشافات مهمة أعلن عنها في مؤتمرٍ صحافي، حيث تم الإعلان عن لقى أثرية قيمة أبرزها لوحة طينية مسمارية تعود إلى العام 503 - 504 قبل الميلاد، إضافة إلى اكتشاف إناءٍ خزفي مع غطائه، يحوي بداخله على بعض الرمل وقطعة ذهبية عليها صورة امرأة.ولأن الشعوب تعتز بإرثها الحضاري، فإن هيئة البحرين للثقافة والآثار تتعامل بعنايةٍ واهتمام بالمواقع الأثرية التي تفخر بها مملكة البحرين إضافة إلى تراثها الأصيل المادي وغير المادي وذلك بالتنسيق الكامل مع المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي والتابع لليونسكو والذي مركزه المنامة ويخدم منها كافة الدول العربية، وعبر استحداث فعاليات تسلط الضوء على قيمة المكان كعرض «الصوت والضوء» الذي تعمل عليه حالياً.
«قلعة البحرين» تكشف أسرارها في عرض للصوت والضوء
10 مارس 2016