اعتدنا أن نسمع كلمة «اللاجئين» في الأوساط العربية والأجنبية وفي أروقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن، فمن هم أولئك اللاجئون الذين تصدروا الصحف من جميع أنحاء العالم العربي والأجنبي وتطرقت إليهم وسائل التواصل الاجتماعي؟ ومن هنا قد بدأت تلك التساؤلات عن ذلك الشبح الذي أصبح ينتشر كالوباء في جميع أرجاء تلك الأوطان، فها نحن هنا نريد أن نلتمس مشاعركم ونهيج أحاسيسكم وعواطفكم تجاه معاناة كل طفل عربي من النواحي النفسية والصحية.ومع بداية هذه الأسطر الجديدة نبدأ بتعريف من هو ذلك الملقب باللاجئ، فيحيل أصل كلمة اللاجئ إلى قدسية مبدأ الحماية، فكلمة «الملجأ» تعني المكان الذي يأوي إليه الإنسان بحثاً إما عن الحماية والأمان أو الراحة، وكلمة «اللاجئ» مقتبسة من معنى «الملجأ»، فاللاجئ هو كل إنسان فقد موطنه إما جراء تلك الحروب أو جراء الكوارث إما من مصدر طبيعي أو من مصدر بشري، فأصبحت هذه الظاهرة تشكل تهديداً صامتاً لجميع دول الوطن العربي ليس تهديداً صامتاً فحسب بل أصبحت تشكل تهديداً واضحاً لأرواح باتت كل ليلة تصرخ بصمتٍ من شدة ألم الواقع البشع المليء بالدماء التي قد انسكبت في أرجاء تلك الأوطان وتلك دمى الأطفال المحشوة التي قد دفنت تحت أكوام من الصخور التي في يوم ما كانت تسمى بالمنزل وليست دماهم فقط التي دفنت بل طفولتهم أيضاً التي مزقت من وجوههم البريئة واختفاء أصوات ضحكاتهم التي كانت تعطي للحياة لوناً واستبدلت بأصوات بكاءِ أمٍ قد احترق قلبها على ابنها الذي دفن تحت تلك الرمال المشبعة بدماء أولئك الشرفاء الأعزة.ومع ابتداء تقلب صفحات تلك المواسم واستقرارها على صفحة بيضاء جداً تخفي ملامحها قسوة البرد وتسللها بكل هدوء إلى أجسادهم النحيلة التي تغطيها أقمشة رثة ممزقة يستطيع البرد أن يتخللها ويسرق منها الشعور بالدفء ومن هنا أضيفت حلقة جديدة في مسلسل معاناة اللاجئين فرضته هذه المرة قساوة الطبيعة عليهم. وما يزيد من مأساتهم ومعاناتهم قلة المساعدات الإغاثية التي فاقمت من الأوضاع المعيشية الصعبة وأيضاً نقص كبير في الأغذية التي جعلت من تلك الحياة شيئاً لا يطاق، وكذلك يمثل عدم توفر المخيمات لكثرة أعدادهم عائقاً كبيراً ولم تقف تلك المعاناة على تلك الاحتياجات فقط بالإضافة إلى ذلك تلك الأمراض التي أصبحت تنتشر وتنهش أجسادهم كحيوان مفترس يمسك بفريسته ولا يتركها حتى تفارق تلك الحياة.ومع انتهاء آخر أسطري في هذا المقال وانتهاء رحلة التعايش مع هذا الجزء من معاناتهم تلك، أترك لكم الآن فرصة لإرسال دعواتكم إلى هذه السماء الواسعة التي يملكها حاكمٌ رحيمٌ على عبادهِ وبإذن الله سوف تشق دعواتكم هذه السماء الواسعة وسوف تكون تلك الدعوات بإذن الله تعالى أقل شيء ممكن أن نقدمه إلى أولئك المظلومين، وها نحن هنا ننهي هذا المقال بدعوةٍ جميلة (اللهم إنا قد رأينا عجائب قهرك وجبروتك فأرنا عجائب رحمتك وعفوك وغفرانك يا رب).ياسمين خضر العقيدات