أكدت الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة هالة الأنصاري أن إدماج احتياجات المرأة في التنمية لم يعد مجرد خيار بالبحرين، بل أصبح قراراً ملزماً لكافة المؤسسات الرسمية، بمساندة حثيثة من المجلس، كما تعمل المؤسسات المعنية بالرقابة والتدقيق والمساءلة على تقييم الجهود الوطنية في هذا الشأن.وأوضحت، خلال ترؤسها وفد المملكة في أعمال الدورة الــ 60 للجنة وضع المرأة بالأمم المتحدة التي بدأت أعمالها بمقر الأمم المتحدة بنيويورك أمس الأول، أنه وبعد مرور خمسة عشر عاماً منذ تأسيس المجلس الأعلى للمرأة ليكون بيت خبرة في شؤون المرأة البحرينية، نفخر بالقول إننا انتقلنا بعملنا المؤسسي إلى مرحلة نهوض المرأة بنفسها، من خلال إتاحة الفرص المتكافئة أمامها، لشراكة عادلة ومستدامة. وألقت الأنصاري في جلسة اليوم كلمة أكدت فيها أن التطور النوعي للجهود الداعمة لتقدم المرأة في البحرين بدأ مع انطلاقة المشروع الإصلاحي الوطني في عام 2000، الذي كان للمرأة فيه دور فاعل ساهم في تضمين الدستور نصوص نوعية رسخت مساواة المرأة والرجل أمام القانون. وشددت على اهتمام البحرين برصد قصص النجاح وتحفيز الابتكار والنمو من خلال إطلاق المبادرات التشجيعية الهادفة الى استمرار تقدم المرأة البحرينية.وأشارت إلى حرص البحرين على وضع آليات لمعالجة التحديات التي تواجهها المرأة، عبر استثمار برنامج عمل الحكومة، لإزالة أية عقبات تحول دون الوصول إلى ما نص عليه دستور البلاد بأن: «الحرية والمساواة والأمن والطمأنينة والعلم والتضامن الاجتماعي وتكافؤ الفرص بين المواطنين دعامات للمجتمع تكفلها الدولة.وبينت أن التمكين الاقتصادي للمرأة يشكل أولوية كبرى في البرامج الوطنية عبر انشاء مركز متكامل يوفر خدمات الاحتضان والاستشارات النوعية لتقليل مخاطر دخول المرأة سوق العمل الحر، وتم تخصيص محفظة مالية لتقديم قروض ميسرة للمشاريع المتناهية الصغر برأس مال يبلغ 5 ملايين دولار أمريكي، ومحفظة أخرى لتقديم قروض بفوائد مخفضة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة برأس مال يبلغ 100 مليون دولار امريكي.كما استعرضت الأنصاري أمام لجنة وضع المرأة جهود المجلس على صعيد الاستقرار الأسري من خلال تقديم المساعدة القضائية المجانية واستشارات الصلح الزوجي وتسويات الطلاق بعيداً عن المحاكم، والعمل على متابعة طلبات المرأة المستحقة في الحصول على مختلف خدمات الدولة، والتركيز على رفع وبناء قدرات المرأة البحرينية لتمكينها من أداء دورها في الحياة العامة، مشيرة الى أحدث الإنجازات الوطنية على مستوى التشريع، وما تحقق مؤخراً على مستوى القرارات واللوائح والتعاميم الوزارية في صالح دعم وتمكين المرأة.وشددت في ختام كلمتها على أنه بالرغم من اعتزازنا بالإنجازات التي تحققت للمرأة البحرينية، إلا إننا ندرك بأنه ما زالت هناك مجالات للتطوير، كما أمامنا بعض التحديات، التي نتعامل معها بكل اهتمام ومسؤولية، ومع التأكيد على الالتزام التام بالمحافظة على سيادة الدولة ودون الاخلال بأحكام الشريعة الإسلامية، نأمل في الحصول على دعم الوكالات الأممية المتخصصة من خلال علاقاتنا الوثيقة معها، لوضع المزيد من المبادرات التي تساند ما حققناه على صعيد الأهداف الإنمائية الألفية.وخلال اجتماعات لجنة وضع المرأة، تم استعراض نتائج المؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة، والدورة الاستثنائية الثالثة والعشرين للجمعية العامة، وتحديد الأهداف التي تم بلوغها، والإنجازات التي تحققت، إلى جانب عقد اجتماعات وزارية من أجل تبادل الخبرات والممارسات الجيدة بشأن تمكين المرأة وصلته بالتنمية المستدامة، واستعراض موضوع القضاء على جميع أشكال العنف ضد النساء والفتيات ومنع وقوعها.كما تعكف لجنة وضع المرأة في دورتها الستين على دراسة ومعالجة الموضوع ذي الألوية للدورة وهو تمكين المرأة وعلاقته بالتنمية المستدامة، إضافة إلى ذلك، تقييم التقدم المنجز في تنفيذ النتائج التي تم الاتفاق عليها في الدورة السابعة والخمسين لعام 2013 حول القضاء على ومنع جميع أشكال العنف ضد النساء والفتيات.الجدير بالذكر أن لجنة وضع المرأة هي لجنة فنية تابعة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، تأسست في العام 1946 وتعد الهيئة الأساسية الرئيسة المخصصة حصراً لصنع السياسة العالمية فيما يتعلق بالمساواة ما بين الجنسين والنهوض بالمرأة . وتهدف لجنة وضع المرأة إلى إعداد التوصيات والتقارير للمجلس حول تعزيز حقوق المرأة في المجال السياسي والاقتصادي والمدني والاجتماعي والتعليمي.
الأنصاري: دمج احتياجات المرأة بالتنمية لم يعد خياراً
17 مارس 2016