في مكتبة الملك عبد العزيز بالرياض أرشيف نادر، يضم خرائط ومخطوطات وأكثر من 6 آلاف صورة قديمة للسعودية، وأقدمها للحرمين الشريفين في مكة والمدينة وللحج ومراحله هو ما التقطه عسكري مصري كان برتبة تعادل لواء حاليا، واستخدم كاميرا لا نرى مثلها إلا في متاحف متخصصة، وبها التقط "الأميرالاي أركان حرب محمد صادق بك" أقدم صور الأرشيف.والاسم الشائع أكثر لأول من صور السعودية هو محمد صادق بيه، المتوفي في 1902 بعمر 70 سنة، وهو درس الهندسة الحربية والتصوير في باريس وحصل من إحدى كلياتها على دبلوم، ثم التحق بالجيش المصري، وبعدها زار المملكة 3 مرات بين 1860 و1880 والتقط فيها صورا متنوعة، كما وضع خرائط من رسمه وكتابات لتسهيل الطريق إلى الحج.وألف محمد صادق بيه 4 كتب عن رحلاته، أهمها "مشعل المحمل" من 60 صفحة وطبع في 1867 وثانية في 1881 بمطبعة وادي النيل في القاهرة، وعثرت "العربية.نت" على أصله مصورا "أون لاين" وفيه ذكر أحداث كل يوم بالتاريخ الهجري والميلادي، ونشر خريطة من رسمه للسير من القاهرة إلى مكة والمدينة، مع العودة منهما، كما ذكر أسماء المحطات الشهيرة والبلدات والقرى على الطريقوأول صور محمد صادق بيه كانت للحرم النبوي الشريف وللكعبة في 1880 أثناء رحلته التي انطلقت "من ميدان محمد علي في الساعة الثالثة بحضور ذي العز والطبع الشفيق جناب الخديوي الأعظم محمد باشا توفيق واستلم سعادة أمير الحاج اللواء عاكف باشا زمام جمل المحمل كالعادة من اليد الشريفة الخديوية بحضور النظار (يقصد الوزراء) العظام وقاضي أفندي وشيخ الإسلام وجميع الذوات الفخام والأمراء وسار في موكب عظيم.." بحسب روايته في الكتاب.ومما عثرت عليه "العربية.نت" عن مجموعة محمد صادق بيه أن بعضها "كان بانوراميا للحرم المكي من أعلى جبل أبي قبيس، كما من داخل صحن الكعبة، وصور للمدينة المنورة من خارج السور من ناحية الباب الشامي التقطها من أعلى برج الطوبخانة، وأخرى لأجواء حارة المناخَة".كما أن مجموعته الأولى، وهي من 12 صورة، حصلت على الميدالية الذهبية في الدورة الثالثة لجمعية الجغرافيين الدوليين في 1881 بالبندقية.وهناك معلومة مهمة عثرت عليها "العربية.نت" وغير واردة إلا باللغة الألمانية، وفيها بعد ترجمتها أن الجيولوجي والمستكشف الألماني Wilhelm Rei? (توفي في 1908) حصل منه على الصور في أصلياتها اللوحية عندما التقى به في 1883 أثناء ترحال الاثنين في تونس، وكانت من 18 صورة ضمها رايس إلى مجموعته، ثم اختفى أي ذكر للصور إلى أن تم الإعلان بأن أحدهم اشتراها بمليونين و900 ألف دولار في 1989 بمزاد علني.