عواصم - (وكالات): قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن الانسحاب الجزئي للقوات الروسية من سوريا خطوة إيجابية للغاية وانه يأمل أن يجبر هذا رئيس النظام السوري بشار الأسد على تقديم تنازلات»، في وقت أظهرت حسابات لوكالة «رويترز» أن أقل بقليل من نصف القوة الجوية الروسية الضاربة في سوريا غادر البلاد خلال اليومين الماضيين فيما يشير إلى أن الكرملين يسرع وتيرة انسحابه الجزئي، بينما أعلن رئيس وفد الحكومة السورية إلى مفاوضات جنيف بشار الجعفري رفضه الانخراط في محادثات مباشرة مع ممثلين عن المعارضة قبل أن «يعتذر» كبير مفاوضيها محمد علوش عن تصريحات قال فيها إن المرحلة الانتقالية تبدأ برحيل الرئيس السوري أو موته، وفي وقت أعلنت فيه أحزاب كردية شمال شرق سوريا أنها تتجه إلى إعلان النظام الفيدرالي في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها لن تعترف بأي منطقة شبه مستقلة أو حكم ذاتي في سوريا، وسط تقارير تحدثت عن تأجيل إعلان إقامة الإدارة الاتحادية شمال البلاد.ومن المقرر أن يعقد للمرة الأولى لقاء بين الموفد الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا ووفد سوري معارض قريب من موسكو، في سابقة تتزامن مع بدء الانسحاب العسكري الروسي من سوريا.وقال مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري بعد اجتماعه الثاني منذ الاثنين الماضي مع دي ميستورا إن «كبير مفاوضي المعارضة ينتمي إلى فصيل إرهابي»، في إشارة إلى محمد علوش، القيادي في فصيل جيش الإسلام المقاتل.وأضاف «لا يشرفنا على الإطلاق أن ننخرط في مفاوضات مباشرة مع هذا الإرهابي بالذات. لذلك، لن تكون هناك محادثات مباشرة ما لم يعتذر هذا الإرهابي عن تصريحه ويسحبه من التداول ويحلق ذقنه». وكان علوش اعتبر في حديث مقتضب مع مجموعة صغيرة من ممثلي وسائل الإعلام أن «المرحلة الانتقالية تبدأ برحيل بشار الأسد أو بموته».وجاء موقف الجعفري من المحادثات المباشرة رداً على سؤال حول إعلان متحدث باسم الوفد المعارض استعداد هذا الوفد لبدء مفاوضات مباشرة مع الوفد الحكومي بوساطة دي ميستورا في المرحلة المقبلة إذا حققت المفاوضات تقدماً. وكرر الجعفري مطالبته بتوسيع تمثيل المعارضة في جنيف، معتبراً أنه «لا يستطيع فصيل من فصائل المعارضة أن يحتكر الصفة التمثيلية لجميع الفصائل».ويتنقل دي ميستورا بين وفدي الحكومة والمعارضة في مفاوضات غير مباشرة تجري في جنيف بهدف تقريب وجهات النظر للتوصل إلى تسوية سلمية للأزمة السورية.ويلتقي دي ميستورا اليوم وفد الهيئة العليا للمفاوضات للمرة الثانية، ويلتقي غداً كلا من الوفدين و»ربما وفودا أخرى».من جهته، أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن الانسحاب الجزئي للقوات الروسية من سوريا خطوة إيجابية للغاية وأنه يأمل أن يجبر هذا الأسد على تقديم تنازلات.ورداً على تكهنات تترد في سوق النفط عن «صفقة كبرى» تتعلق بسياسة النفط السعودية والسياسة الخارجية لروسيا نفى الجبير وجود مثل هذه الصفقة.في غضون ذلك، واصلت طائرات النقل والطائرات العسكرية مغادرة قاعدة حميميم شمال غرب سوريا حسب ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية. وكانت المجموعة الأولى غادرت أمس الأول. ويعتبر خبراء أن روسيا بسحب قواتها تريد زيادة الضغط على الأسد لتسهيل التوصل إلى حل سياسي في جنيف. إلا أن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أعلن أن الانسحاب ليس موجهاً ضد دمشق «بأي حال من الأحوال». وأظهرت حسابات لـ «رويترز» أن أقل بقليل من نصف القوة الجوية الروسية الضاربة في سوريا غادر البلاد خلال اليومين الماضيين فيما يشير إلى أن الكرملين يسرع وتيرة انسحابه الجزئي.وأمر الرئيس فلاديمير بوتين بسحب غالبية القوة العسكرية الروسية من سوريا بعد 5 شهور من الضربات الجوية وقال إن الكرملين حقق معظم أهدافه. والعدد الدقيق للطائرات الروسية التي كانت موجودة في قاعدة حميميم الجوية في محافظة اللاذقية السورية سري. لكن تحليلا لصور التقطتها الأقمار الصناعية ولقطات للضربات الجوية الروسية وبيانات وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق يشير إلى أن روسيا كانت تحتفظ بنحو 36 مقاتلة.وأظهر تحليل رويترز لقطات بثتها محطات تلفزيون رسمية أن 15 من هذه الطائرات ومن بينها مقاتلات طراز سوخوي 24 وسوخوي 25 وسوخوي 30 وسوخوي 34 غادرت في اليومين الماضيين. وفي تطور آخر، تستعد أحزاب كردية اجتمعت شمال شرق سوريا إلى إعلان النظام الفيدرالي في المناطق الواقعة تحت سيطرتها شمال سوريا. وقال سيهانوك ديبو، مستشار الرئاسة المشتركة في حزب الاتحاد الديمقراطي، الحزب الكردي الأبرز في سوريا، من داخل الاجتماع أن المشاركين «يبحثون شكل النظام في روج آفا غرب كردستان وشمال سوريا»، مؤكداً أن «جميع المقترحات الأولية تصب في خانة الفيدرالية». وبحسب ديبو، فإن «المناطق المعنية عبارة عن المقاطعات الكردية الثلاث، بالإضافة إلى تلك التي سيطرت عليها مؤخراً قوات سوريا الديمقراطية في محافظتي الحسكة شمال شرق البلاد وحلب شمالاً». والمقاطعات الثلاث هي كوباني بريف حلب الشمالي وعفرين بريف حلب الغربي والجزيرة بالحسكة».