بنا - قال الأستاذ بقسم الإعلام والسياحة والفنون بكلية الآداب جامعة البحرين الدكتور حابس سماوي، إن قطاع السياحة شهد طفرة كبيرة في عام 2015، حيث بلغ عدد السياح الذي جابوا العالم حوالي 1184 مليون سائح، وقدرت السياحة الداخلية بـ 4000 مليون سائح، كما بلغ الدخل المتأتي من السياحة حوالي 1500 بليون دولار، ووفر قطاع السياحة 250 مليون فرصة عمل.وبين الدكتور سماوي في محاضرة نظمها مركز عبدالرحمن كانو الثقافي بعنوان «التوعية والثقافة السياحية» أن 70% من الحركة السياحية مصدرها الدول المتقدمة التي لا يتجاوز عدد سكانها 1000 مليون نسمة، في حين أن بقية سكان العالم البالغ عددهم 6000 مليون يسيطرون فقط على 30% من السياحة العالمية.وأوضح سماوي أن نجاح قطاع السياحة يعتمد على إرضاء السائح وتلبية احتياجاته، وبطبيعة الحال إشباع حاجة ورغبات العاملين في القطاع السياحي أي أن يكون راضي عن عمله والعائد المادي الذي يتلقاه ليكون مرتاحاً ويستطيع أن يعطي المزيد للسياحة، كما أن السياحة حساسة جداً للظروف والأزمات التي قد تمر بأي بلد فإما تزدهر وإما تصبح عاجزة عن استقطاب السياح، حيث تعد المفاهيم الجوهرية في صناعة السياحة هي الأمن والأمان وحسن التعامل والصدق، بالإضافة إلى ضرورة توعية المجتمعات المحلية بأهمية ودور السياحة ليساهموا في ازدهارها، وتعد السياحة من الموضوعات التي يستطيع أي شخص الإفتاء بها عن طريق تبادل الحديث عن الرحلات السياحية التي قام بها الشخص إلى أسرته وأصدقائه، كما من الممكن إشراك أكبر قدر من العمالة المحلية للعمل في قطاع السياحة والمنتجات المحلية الصنع في الترويج للسياحية في البلد.وأضاف: «أن السياحة أنها ليست مفتوحة لجميع الناس وإنما لمن يمتلكون المال والثروة لذلك فالدول المتقدمة التي يبلغ عدد سكانها نحو 20% من مجموع السكان يشكلون نحو 70% من السياحة العالمية، كما أن السياحة ليست من أولويات الإنسان ولكن تأتي الأولويات المعيشية قبلها، وعليه فالسياحة تعتبر سلعة غير مادية بمعنى أنه عندما يعود السائح من زيارته لا يحمل معه سوى ذكريات الرحلة سواء كانت إيجابية أوسلبية، مؤكداً أن السياحة قد تتعرض للعديد من المشاكل كتعرض المنطقة السياحية لأزمة ما فيقل عدد السياح ويجدون بدائل سياحية أخرى عديدة أمامهم، حيث إن أمن وحياة وصحة السائح هو من أهم مطالب السياحة، لذلك نرى السياح لا يمانعون من دفع مبالغ إضافية من أجل الحصول على فنادق صحية أو طعام صحي أو القيام بالرحلات المختلفة كالطيران أو السقوط الحر والباراشوت وتجربة كل ما هو جديد في قطاع الترفيه والتسلية كالرحلات البحرية بمختلف أنشطتها وبرامجها».وذكر أن هناك عدة عناصر وخصائص للسياحة يمكن الاستفادة منها عن طريق تأهيل الكوادر المحلية في المجال السياحي ليستطيعوا تأدية دورهم على أكمل وجه ، والتوعية المجتمعية بأهمية السياحة في تنمية القطاع الاقتصادي في البلد، وتغيير المفهوم الخاطئ الذي ارتبط بالسياحة وهذا يأتي من خلال استراتيجية جديدة ورسالة إعلامية وسياحية جديدة، بالإضافة إلى وضع خطة لتطوير التعليم السياحي والفندقي من مراحل تعليمية مبكرة كالمرحلة المتوسطة والثانوية وصولاً إلى الجامعة لتستطيع أي بلد تأسيس كوادر بشرية محلية قادرة على المساهمة بشكل فعال في تنمية السياحة.