انهارت في عطلة نهاية الأسبوع مفاوضات بدأت قبل أيام بين الجمهوريين والديمقراطيين في مجلس النواب حول أزمتين ماليتين تهدد إحداهما على الأقل الاقتصاد العالمي. وتتركز الأنظار الآن على مجلس الشيوخ الذي يحاول أعضاؤه التوصل إلى اتفاق قد يدفع مجلس النواب إلى العمل عند عودة أعضائه من دوائرهم الانتخابية بعد عطلة نهاية الأسبوع الطويلة يوم الثلاثاء. قالت عضو مجلس الشيوخ الجمهورية سوزان كولينز على محطة "سي إن إن" الأحد "رغم ما يقرأه الناس في الإعلام، فإن هناك الكثير من النقاشات البناءة التي تحدث وراء الكواليس". كولينز أعدت مسودة لاتفاق تم رفضه من قبل الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، ولأول مرة منذ أشهر اجتمع السبت مديرا الأغلبية والأقلية في مجلس الشيوخ. وتتعلق الأزمة المالية الأولى التي يحاول المشرعون حلها بالإغلاق الحكومي الذي دخل يومه الثالث عشر والذي يعود لرفض الجمهوريين تمرير موازنة وإصرارهم على ربط تمويل الحكومة بتأجيل تطبيق قانون الرعاية الصحي الديمقراطي. 50 % يلومون الجمهوريين ولكن تكتيكهم السياسي فشل حيث رفض الديمقراطيون الإذعان لمطالبهم، واستطلاعات الرأي تشير إلى أن أكثر من 50% من الأميركيين يلومون الجمهوريين على إغلاق الحكومة مقارنة مع ثلاثين بالمئة يلومون الرئيس أوباما. ويبدو أن الاستراتيجية الجمهورية تغيرت حيث لم يعد قادة الجهوريين يتحدثون عن برنامج الرعاية الصحية، حيث قال عضو مجلس الشيوخ الجمهوري ليندسي غراهام في مقابلة مع برنامج أي بي سي "ذيس ويك" الأحد "من غير الواقعي أن نتوقع أن ننجح في إلغاء برنامج الرعاية الصحي عن طريق إغلاق الحكومة". ويكمن الهدف الآن في التوصل لقانون يفتح الحكومة وبنفس الوقت يمدد سقف القروض وهي القضية المالية الأخطر التي تواجه الولايات المتحدة. السابع عشر من هذا الشهر هو الموعد التي ستصل فيه الأموال في حسابات وزارة الخزانة إلى مستوى لا يكفي لسد ديونها بسبب رفض مجلس النواب، ذي الأغلبية الجمهورية - التصويت لصالح قانون لتمديد سقف الاقتراض والسماح للحكومة ببيع المزيد من السندات بدون الحصول على تنازلات حول الصرف وقانون الرعاية الصحي. ويقول البيت الأبيض والديمقراطيون في المجلسين إنهم يرفضون التفاوض حول الميزانية أو برنامج الرعاية الصحية في الوقت الذي يضع فيه الطرف الآخر، أي الجمهوريين، وقال عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي ريتشارد ديربان في المجلس "قنبلة على الطاولة مع عداد للانفجار"، والذي فتح أبوابه يوم الأحد بصورة غير اعتيادية وأضاف ديربان "إن كان الإغلاق الحكومي سيئ فإن تخلفنا عن دفع ديوننا هو أسوأ". عواقب وخيمة من جانبها قالت كريستين لاجارد، مديرة صندوق النقد الدولي في مقابلة مع محطة "إن بي سي" الأحد إن تخلف الحكومة الأميركية عن دفع فواتيرها ستكون له "عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي". ويرى الكثير من المراقبين أن فشل تمديد سقف الاقتراض قد يؤثر على ثقة الأسواق وقد يؤدي إلى دخول الولايات المتحدة في ركود اقتصادي في الوقت الذي تشفى فيه ببطء من الركود السابق. ويقول المراقبون إن الدافع الذي قد يقنع الطرفين إلى التوصل لاتفاق سيكون الطريقة التي ستتعامل فيها الأسواق مع أخبار فشل المفاوضات، وستفتح أسواق الأسهم أبوابها الاثنين، ولكن أسواق السندات لن تفتح قبل يوم الثلاثاء. عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي تشاك شومر كانت له كلمات إيجابية على برنامج "فيس ذا نيشين" على محطة سي بي إس قائلاً "إن الإطارات التي يتفاوض حولها الطرفان ليست ببعيدة عن بعضها البعض".
Business
تأهب وأمل في واشنطن حول حل الأزمة المالية
14 أكتوبر 2013