عواصم - (وكالات): اتفقت الولايات المتحدة وروسيا على أن تضغطا باتجاه إجراء «مفاوضات مباشرة» بين حكومة الرئيس بشار الأسد والمعارضة وتحديد موعد زمني لقيام الأطراف المتنازعة في سوريا بكتابة مسودة دستور جديد للبلاد في أغسطس المقبل، فيما مني تنظيم الدولة «داعش» أمس بخسارتين فادحتين، إذ تمكن جيش الرئيس بشار الأسد من طرده من قلعة تدمر الأثرية بعد معارك عنيفة في حين أكدت واشنطن مقتل الرجل الثاني في التنظيم عبد الرحمن القادولي في غارة أمريكية بسوريا. وبعد 10 أشهر على سيطرة التنظيم المتطرف على مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي، تمكن الجيش السوري «من بسط سيطرته على قلعة تدمر الأثرية بعد تكبيد «داعش» خسائر كبيرة»، بحسب التلفزيون الرسمي السوري. وسيطر المتطرفون على قلعة تدمر، المعروفة أيضاً بقلعة فخر الدين وتعود إلى القرن الثالث عشر، في 23 مايو الماضي ورفع فوقها رايته السوداء والبيضاء. ومنذ سيطرته على تدمر، دمر التنظيم العديد من معالمها الأثرية وبينها قوس النصر الشهير ومعبدي بعل شمين وبل. ويواصل جيش الأسد، بغطاء جوي روسي، تقدمه في ضواحي المدينة. وقطع، بحسب التلفزيون الرسمي عن مصدر عسكري، الطريق الرئيسية تدمر - دير الزور المؤدية الى الحدود العراقية السورية. ويوضح مصدر ميداني سوري أن «خطة الجيش هي فرض الحصار والأطباق على المدينة من ثلاث جهات، وترك منفذ لانسحاب جهاديي التنظيم من الجهة الشرقية».ويخوض جيش الأسد والمسلحون الموالون حالياً «حرب شوارع في حي المتقاعدين وحي الجمعيات السكنيين شمال غرب المدينة»، وفق مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن. وبات الجيش السوري على بعد 600 متر من المنطقة الأثرية لمدينة تدمر من الجهة الجنوبية الغربية بعدما سيطر على «حي الفنادق والمطاعم ومنطقة وادي القبور»، وفق المدير العام للآثار والمتاحف مأمون عبد الكريم. وتأتي التطورات الميدانية، غداة اختتام جولة المفاوضات غير المباشرة بين الحكومة والمعارضة في جنيف، على أن تستؤنف اعتباراً من 9 أبريل المقبل. وبعد محادثات استمرت أكثر من 4 ساعات في الكرملين بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف من جهة ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري من جهة ثانية، اتفقت الولايات المتحدة وروسيا على أن تضغطا باتجاه إجراء «مفاوضات مباشرة» بين الحكومة والمعارضة. وقال كيري إنه اتفق مع بوتين ولافروف أيضاً «على ضرورة أن يكون هناك جدول زمني ومسودة دستور بحلول أغسطس المقبل». لكن القوتين العظميين لم تتوصلا إلى اتفاق بشأن مصير الرئيس بشار الأسد، المسألة المركزية في أي تسوية للنزاع.