انطلاقاً من الرعاية الملكية السامية لمسيرة التربية والتعليم وما تحمله من معان تربوية سامية، تابعنا أخبار الاستقبال الملكي من قبل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى لعدد من منسوبي وزارة التربية والتعليم تقدمهم د.ماجد النعيمي وزير التربية والتعليم وفي معيته فرق العمل التي عملت على تنظيم مهرجاني البحرين أولاً وذكرى ميثاق العمل الوطني.إنه مما لا ريب فيه أن يشكل الاستقبال لحظة تاريخية مميزة في مسيرة التربية والتعليم، إذ يعكس حرص الوالد القائد على الاحتفاء بنخبة من منتسبي الميدان التربوي الذين أسهموا في تقديم احتفالات وطنية متميزة. كما أن هذا الاستقبال الملكي يأتي ضمن سلسلة الرعاية الأبوية السامية لقطاع التربية والتعليم إذ تضمنت كلمات جلالته السامية في العديد من المناسبات الوطنية مضامين حول توجيه القائمين على المسيرة التربوية في تنفيذ العديد من المشاريع التطويرية مثل مشروع التمكين الرقمي وتنشيط العمل بمكتبة الملك حمد. إن كلمة جلالته السامية في اللقاء الأخير حملت دلائل تربوية تعكس فكراً نيراً يرسخ التنشئة القويمة لأجيال من أبناء وبنات الوطن. الخوض في مضامين الكلمة السامية لجلالته يفتح المجال للتبحر والبحث في مجال التربية والتعليم لكنني سوف أقتبس بعضاً مما جاء فيها حين قال جلالته: «كما تابعنا بكثير من التقدير المساهمات الطلابية وما حملته من مضامين وطنية أصيلة، أوصلت لنا طبيعة المساعي التي تبذلها مؤسساتنا التربوية في تشكيل ثقافة الانتماء الوطني». إذن الانتماء للوطن يمثل ثقافة بكل ما تحمله كلمة ثقافة من معان شاملة للتربية والتعليم والتعلم مدى الحياة، كما تقف بنا عند فخر واعتزاز الإنسان بما فيهم الطلبة بلغتهم العربية وعاداتهم وتقاليدهم المتوارثة عبر الأجيال وذلك في إطار مجتمع بحريني متوحد تظلل جميع أبنائه وبناته المواطنة المتساوية. كما لا يفوتنا أن نستذكر الدور التنويري للمؤسسة التربوية في تشكيل ثقافة الانتماء الوطني لأجيال الحاضر والمستقبل كما كان دورها في الماضي. فالمؤسسة التربوية تمثل القاعدة الصلبة التي سوف ترفد كافة القطاعات الأخرى بأجيال من أبناء وبنات الوطن بحيث يكونوا مساهمين في مسيرة التنمية الشاملة للوطن حاضراً ومستقبلاً.أما الاقتباس الآخر من كلمة جلالته السامية يتمثل في «ونود هنا التشديد على حجم وجسامة المسؤولية التي تتولاها الكوادر التعليمية والتربوية في حمل رسالة العلم ونقلها بأمانة وطنية خالصة». إننا نستشعر حرص جلالته السامي على مسيرة التربية والتعليم في وطننا العزيز، فقد وقف جلالته عند حجم وجسامة المسؤولية الملقاة على عاتق كافة منسوبي الميدان التربوي في حمل رسالة العلم بأمانة وإخلاص.إذن نستلهم من كلمة جلالته السامية «حمل رسالة العلم» جيلاً بعد جيل مستندين على مناهج دراسية ترسخ قيم الدين والتربية للمواطنة، كما تتكامل التنشئة القويمة مع أنشطة طلابية متنوعة تفتح آفاق الإبداع في إبراز المعارف والمهارات ضمن مجتمع تربوي متحاب.استمرارية الرعاية الملكية السامية لكل مناسبة وطنية باتت تشكل لحظات عزيزة على قلوب الجميع من طلبة وتربويين، ونبراساً نستلهم من كلمات جلالته السامية آفاق مستقبلنا الزاهر.جاسم التميمي