أبناؤنا المراهقون كيف نكون معهم؟ كيف نتمكن من الوصول إلى مستوى التعامل مع التغير في أحاسيسهم وقدراتهم أثناء فترة التحول التي قد يخرج بعض الأطفال عن الطريق السوي إلى طريق الانحراف وممارسة العنف؟ كيف دفعت تلك التغيرات بالطفل إلى تغير سلوكياته؟ فنحن كآباء وأمهات وكمعلمين حرمنا الابن أو البنت أن نكون نحن ملجأهم، أو مصدر معلوماتهم وتلبية احتياجاتهم، هل دفعناهم إلى أن يكونوا مصدراً للعنف بالمنزل وعدم الاستقرار؟ وقد ينقلون ذلك العنف بلا شك إلى حياتهم المستقبلية عندما يكونون أزواجاً وأرباب أسر.فعلينا أن نتريث، وعلينا أن نلم بكيفية أن نكون بقربهم نرشدهم ونشاطرهم التعايش مع هذه المرحلة بالوعي الأسري والاجتماعي والتربوي، كيف نكون مع أبنائنا أكثر قرباً في مرحلة بداية المراهقة والنمو والتطور الجسماني والحركي، في بداية الحياة الانفعالية والحالة النفسية للأبناء وما فيها من تطورات وسرعة تأثر؟ فأنتم لستم وحدكم من يتأثر به الأبناء بل هناك آخرون، وعند تضارب قراراتكم بقراراتهم تكون بداية الصراعات، فإن لم يكن هناك تناغم بيننا وبين هذه التغيرات وبحكمة والتعامل معهم بآلية شد وإرخاء الحبل لتحاشي التواجه، في مرحلة المراهقة، لم يعد الفرد طفلاً وهو ليس بناضج، هو طفل مملوء بإحساس الانضمام لعالم البالغين، وعلى قاب قوسين منها، ونحن كآباء ومربين لازالت قراراتنا تتضارب فأحياناً نحاسبهم على أنهم أطفال فيحرمون من مزايا الكبار وأولها تمكينهم من اتخاذ القرار حتى لو كان بسيطاً، وأحياناً يحاسبون على أخطائهم أو تقصيرهم لأنهم لم يعودوا أطفالاً!!! فهم في حيرة، فكيف أكون قريباً من أبنائي فأحميهم وأبعدهم عن آلية ارتكاب الجرم والعنف والتسلط من ناحية والحد من أن يكون القرار هو قرارهم وباقتناعهم بأنهم ليسوا أصحاب القرار أو الخيار؟.سأنطلق معكم ومع الأبناء والتعامل معهم في عدة محاور في أكثر من لقاء بإذن الله وسنبدأ مع الأطفال من بداية التغيير في النمو الجسماني والفكري والاعتداد بالقرارات والآراء والتي تبدأ عادة في الثانية عشرة من العمر وفي هذه المرحلة يجب أن نكون أكثر تفاعلاً وأكثر إيجابية في التعامل مع الطفل المخالف في مرحلة بداية التغيير، وسنلاحظ التغيير في كل شي في النمو في التفكير في اتخاذ القرار في الاندفاع غير المبرر، وتكون مراحل نموه وتغيره سريعة متتابعة، فتكون لدى الطفل أو الطفلة الرغبة العارمة في التجربة والتعلم ووجدت أن رغبة التجربة هي العنصر الرئيس والأخطر في معظم الجرائم التي يرتكبها الأطفال أو يدفع لارتكابها من زملائه، وإن لم يفعل كما يؤمر نظروا إليه على أنه رجل قاصر غير قادر على إثبات رجولته منها بداية التدخين والتحرشات الجنسية أو السرقة وغيرها من الجرائم.أما الإناث فيرونها تجارب رائعة جميلة ورومانسية وتتصل معظمها بالعلاقات العاطفية، فيرتكب من الجرائم مالا يحمد عقباه فعلى الآباء في هذه المرحلة أن يتقبلوا التغيير بشيء من التعمق في العلاقة مع الأبناء والحذر وأن يتعاملوا معه من منطلق ثقافة التغيير بالنقاش والإرشاد والتوضيح ومشاركة لأطفال المقبلين على مرحلة المراهقة في مناقشاتهم في لعبهم والتحدث إليهم ليس كأطفال بل كبالغين وكأصدقاء أكثر من أبناء فهل نحن على استعداد لتقبل التغيير؟ هل نحن على أهبة الاستعداد لتغيير إستراتيجية تعاملنا مع الأبناء؟ إذن لنتابع في مقالاتي القادمة تفاصيل ذلك.* المحامي العام