كرنفال من نوع آخر، بدأ مشعر منى في استقباله منذ ساعات الصباح الأولى من يوم النحر، وتحديداً بعد نفرة الحجاج من مشعر مزدلفة، حيث باتوا، إلى مشعر منى، بعدما ما أعلنت عقارب الساعة تجاوز حاجز الــ 12 من ليل الاثنين التاسع من ذي الحجة، ويتمثل هذا الكرنفال في تسليم كل حاج رأسه طواعية إلى يد حلاق يمرر "مقصه" أو "شفرته الحادة" عليه.هذا الكرنفال يعتبر في نظر الكثيرين "غير محسوس"، والسبب وراء ذلك هو صغر حجم الشعر المتساقط من رأس الحاج، حتى لو كان طويلاً، إضافة إلى سرعة تنظيف "صوالين الحلاقة" من الشعر، بغية استقبال واجتذاب المزيد من الزبائن "المسلّمين لرؤوسهم".بعض الدراسات ذهبت إلى تحديد معدل شعر رأس الإنسان العادي بحوالي 100 ألف شعرة، فيما قدرت عدد شعر الأشخاص ذوي الشعر الأحمر بــ 90 ألف شعرة، والأشخاص ذوي الشعر الأشقر بــ 140 ألف شعرة، وأخيراً أصحاب البشرة السمراء الذين قدرت كمية الشعر في رؤوسهم بما بين 90 ألف ـــ 140 ألف شعرة.وإذا ما أخذنا متوسط عدد شعر الإنسان وفق هذه الاختلافات الشكلية، فإن الرقم 110 آلاف شعرة لكل شخص قد يكون ملائماً لبدء عملية الحساب، وفي حال ضربنا هذا الرقم في عدد الحجاج الذين قدموا من خارج المملكة العربية السعودية لهذا العام فقط والمقدر بـــ "1379531"، فإن الناتج سيكون رقماً فلكياً بامتياز، وهو يساوي 151 مليار و748 مليون و410 آلاف شعرة، هذا الناتج يمكن التسليم به طبعاً، في حال أغفلنا إدخال حجاج الداخل والحجاج "غير النظاميين" إلى هذه العملية الحسابية.ووفق أولويات الحج، فإن هذا اليوم سيكون الأخير في حياة "شعر رأس" حجاج بيت الله الحرام، لأن حلق الرأس يعتبر واحداً من "محللات" الإحرام، ولذا فإن الحاج سيفقد عشرات الآلاف من شعر رأسه هذا اليوم، وسينتقل باختياره ورضاه إلى نادي "الصلع"، في حال قرر تمرير موس الحلاقة على فروة رأسه، أو سيكتفي بالتقصير، تفادياً للانضمام إلى هذا النادي، رغم تفضيل "الحلق" على "التقصير" في السنة النبوية.