عواصم - (وكالات): أبدت المعارضة السورية رفضها تصريحات الرئيس بشار الأسد حول تشكيل حكومة وحدة وطنية، معتبرة أنه لا يمكن للأخير البقاء في الحكم عند بدء الانتقال السياسي، فيما قال البيت الأبيض إن مشاركة الأسد في أي حكومة ائتلاف جديدة ستقضي على مساعي إنهاء الحرب الأهلية في سوريا، بينما أوضح الأسد أن الأضرار التي خلفتها الحرب منذ 2011 تتجاوز 200 مليار دولار، في وقت حض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الدول المتطورة على استقبال نحو نصف مليون لاجئ من البلد الذي تمزقه الحرب. وقال رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات إلى جنيف أسعد الزعبي «كل القرارات الدولية تتحدث عن انتقال سياسي وتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات بما فيها صلاحيات الرئيس» مشدداً على أنه «لا يمكن للأسد أن يبقى ولو ساعة واحدة بعد تشكيل» هذه الهيئة. وتأتي مواقف الزعبي بعد ساعات على مواقف أدلى بها الأسد في مقابلة مع وكالة ريا نوفوستي العامة الروسية قال فيها إن الانتقال السياسي «لابد أن يكون تحت الدستور الحالي» معتبراً أن الكلام عن هيئة انتقالية «غير دستوري وغير منطقي» وأن «الحل هو في حكومة وحدة وطنية تهيئ لدستور جديد». ورأى الزعبي أن «هذا الكلام يعبر عن أحلام وأحلام يقظة فقط» معتبراً أن «بشار الأسد ورموز حكمه خارج الواقع وهم يعيشون على كوكب آخر». في السياق ذاته، استبعد المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست مشاركة الأسد في حكومة جديدة بعد أن قال الأخير إنه لن يكون من الصعب الاتفاق على حكومة سورية ائتلافية جديدة تضم شخصيات من المعارضة ومستقلين وموالين. وقال إيرنست «لا أعرف ما إذا كان يتصور نفسه جزءاً من حكومة الوحدة الوطنية تلك. نرى أن هذا سينسف قطعا العملية من أساسها». وفي وقت سابق، اعتبر الأسد أن الحكومة الانتقالية يجب أن تشمل النظام الحالي والمعارضة. وقال الأسد في مقابلة نشرتها وكالة ريا نوفوستي العامة الروسية «لابد أن يكون تحت الدستور الحالي حتى يصوت الشعب السوري على دستور جديد، مبيناً أن الحديث عن هيئة انتقالية غير دستوري وغير منطقي». من جانبه، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال افتتاح مؤتمر دولي في جنيف يهدف إلى إيجاد دول مضيفة إلى تضامن دولي أكبر لمواجهة أزمة اللاجئين السوريين «نحن هنا لمواجهة أكبر أزمة لاجئين ونازحين في عصرنا».