زهراء حبيبخفضت محكمة الاستئناف العليا أمس عقوبة الخليجي المدان بقتل صديق العمر بالسكين بالسجن 7 سنوات بدلاً عن المؤبد بعد تعديل القيد والوصف إلى الضرب المفضي إلى الموت، وهي قضية أعيدت من محكمة التمييز إلى المحكمة الاستئناف العليا.واستمرت الدعوى في أروقة المحاكم طوال 3 سنوات ونصف السنة، إذ بدأت محكمة أول درجة بنظر أولى جلساتها في 18 أكتوبر 2012، والتي قضت بالسجن المؤبد، و6 أشهر لزوج الابنة عن تهمة المساعدة في إخفاء الجثة برميها في سيارة بالمنامة، وقد أخذت المحكمة المتهم بقسط من الرأفة وأيدت محكمة الاستئناف العليا ذات الحكم ومصادرة أداة الجريمة. وقالت المحامية فاطمة الحواج على صفحتها بـ«تويتر»، إن محكمة الاستئناف عدلت القيد والوصف من القتل العمد إلى الضرب المفضي إلى الموت.واعترف المتهم أمام النيابة العامة بأنه حضر إلى البحرين مع المجني عليه «صديق منذ 40 عاماً»، لقضاء يوم واحد في العيد معاً، ولكن المجني عليه أعجبه الأمر وأخذ يؤجل العودة يوماً بعد يوم حتى جاء اليوم الرابع. وشعر بالغضب لارتباطه بضرورة السفر إلى مكان آخر، وبعد عودتهما من السهرة مع بعض الأصدقاء عادا إلى الشقة المفروشة التي يستأجرانها داخل المنامة، ونام المتهم قليلاً وعند استيقاظه فوجئ بأن المجني عليه مازال يحتسي المشروبات المسكرة، ما أغضبه فذهب ليعاتبه لأنه بهذه الطريقة لن يستطيع قيادة السيارة، فتركه المتهم لينام قليلاً حتى يتمكن من السفر.وأخذ المتهم يتناول الطعام في الصالة وتوجه إلى غرفة المجني عليه وكان ذلك قرب الفجر، وقام بإيقاظه ومعاتبته، وبسرعة تصاعد الأمر فقام المتهم بطعن المجني عليه طعنة أدت إلى استقرار السكين أعلى الجهة اليمنى للصدر.وطلب المتهم من زوج ابنته في بلده الحضور إليه في المنامة على الفور لأنه في ورطة، وبعد ساعات قليلة كان المتهم الثاني حضر وصعد إلى الشقة، وكان المتهم أزال الدماء حول المجني عليه الذي كان قد فارق الحياة بالفعل، وقرر الاثنان التخلص من الجثة خارج الشقة حتى لا ينكشف الأمر، فألبساه ثوبه النظيف وقررا نقله إلى السيارة، لكنهما لم يتمكنا من حمله.واشترى المتهم كرسياً من صيدلية قريبة وقاما بإجلاس المجني عليه على الكرسي وغطياه بملاءة ليبدو وكأنه مريض أمام موظفي الاستقبال، وبالفعل تمكنا من إخراجه من المبنى ووضعه في الكرسي الخلفي لسيارته، وانطلقا به ليوقفا السيارة في موقف للسيارات قرب وزارة البلديات.وعثرت الشرطة على جثة شبه متحللة في السيارة وأن التحريات تبين وجود شبهة جنائية، ومن خلال رقم السيارة تم التوصل لاسم صاحبها وتاريخ دخوله إلى البحرين، واسم الشقة التي أقام بها في المنامة، واسم الشخص الذي كان معه، والذي تبين أنه غادر البحرين فثارت الشكوك حول هذا الشخص ووضع اسمه على قوائم ترقب الوصول، هو وشخص آخر غادر معه وتبين فيما بعد أنه المتهم الثاني.وبعد فترة اتصلت السفارة التي يتبعون لها بالزوجة لتخبرها أن زوجها في السلمانية في حالة خطرة، وعليهم أن يحضروا لرؤيته. وتوقع المتهم أن صديقه ربما لم يمت، وقرر التوجه إلى البحرين بسرعة للاطمئنان عليه واصطحب معه نفس القريب، وبمجرد وصولهما إلى الجسر وجدا الشرطة في انتظارهما، حيث تم القبض عليهما وأحيلا إلى النيابة.