عواصم - (وكالات): كشف دبلوماسي في مجلس الأمن الدولي أن «وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أبلغ دولاً عربية معنية بأن الولايات المتحدة وروسيا توصلتا إلى تفاهم على مستقبل العملية السياسية في سوريا، من ضمنه رحيل الرئيس بشار الأسد إلى دولة ثالثة»، لكنه لم يحدد إطاراً زمنياً لذلك، مشيراً إلى أن «التفاهم الأمريكي الروسي واضح في القنوات الدبلوماسية الخلفية، وفي العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة «داعش»، وهو يشمل مستقبل الأسد الذي سيرحل في مرحلة معينة إلى دولة ثالثة»، في تعبير يعني خارج سوريا، إلا أنه تابع أن «توقيت ذلك وسياقه في العملية السياسية لا يزال غير واضح للجميع حتى الآن». في المقابل، نفى المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف صحة التقرير الذي نشرته صحيفة «الحياة»، مضيفاً «تتميز روسيا وتختلف عن غيرها من الدول لأنها لا تناقش مسألة تقرير مصير دول ثالثة سواء عبر القنوات الدبلوماسية أو غيرها».وجاءت معلومات الدبلوماسي في وقت أعلن الأسد، استعداده لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في حال توفرت «الرغبة الشعبية»، وذلك للمرة الأولى منذ بدء النزاع قبل 5 سنوات، وفي وقت يشكل مصير بشار الأسد نقطة الخلاف الجوهرية في مفاوضات جنيف مع المعارضة المصرة على رحيله في أقرب وقت.وفي مقابلة مع وكالة «ريا نوفوستي» الروسية نقلتها وكالة الأنباء السورية «سانا»، قال الأسد الذي يقود سوريا منذ عام 2000 إثر وفاة والده حافظ الأسد، «هل هناك رغبة شعبية بانتخابات رئاسية مبكرة، إذا كان هناك مثل هذه الرغبة أنا لا توجد لدي مشكلة. هذا طبيعي عندما يكون استجابة لرغبة شعبية وليس استجابة لبعض القوى المعارضة». وهي المرة الأولى التي يعرب فيها الأسد عن استعداده لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وتمت آخر انتخابات رئاسية في يونيو 2014 عندما أعيد انتخابه لدورة رئاسية جديدة من 7 سنوات بحصوله على 88.7 % من الأصوات.وتنص خارطة الطريق التي تتبعها الأمم المتحدة في المفاوضات على انتقال سياسي خلال 6 أشهر، وصياغة دستور جديد، وإجراء انتخابات خلال 18 شهراً، من دون أن تحدد شكل السلطة التنفيذية التي ستدير البلاد أو تتطرق إلى مستقبل الأسد. وتصر الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية والتي تتولى التفاوض في جنيف على أولوية تشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية، بما فيها صلاحيات الرئيس، مطالبة برحيل الأسد مع بدء المرحلة الانتقالية. أما دمشق فتعتبر أن مستقبل الأسد يتحدد فقط عبر صناديق الاقتراع، وتقترح تشكيل «حكومة موسعة» من النظام والمعارضة لتسوية النزاع المستمر منذ أكثر من 5 سنوات. وأكد الأسد أن الكلام عن هيئة انتقالية «غير دستوري وغير منطقي»، وأن «الحل هو في حكومة وحدة وطنية تهيئ لدستور جديد». ورفضت كل من المعارضة وواشنطن ولندن تشكيل حكومة تضم النظام الحالي.وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إن اقتراح الأسد تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم شخصيات مستقلة ومعارضة لن يحل الصراع في سوريا.إلا أن الأسد أشار إلى أن طريقة إجراء الانتخابات لم تناقش بعد «لأن موضوع الانتخابات الرئاسية المبكرة لم يطرح بالأساس». ومن المفترض إجراء انتخابات تشريعية في سوريا في 13 أبريل. وتوقع الأسد أن تكون المشاركة فيها «غير مسبوقة»، إذ أنها تشمل «أكبر نسبة من المرشحين».من جهة أخرى، قال الأسد إن جيش الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يقاتل في سوريا، مضيفاً أن العلاقات مع تركيا ستكون طيبة إذا لم يتدخل أردوغان في الشأن السوري. ودفعت الحرب في سوريا 4.7 مليون شخص إلى الفرار من البلاد. وأدت إلى مقتل أكثر من 270 ألف شخص. ميدانياً، قتل 23 شخصاً، بينهم 13 مدنياً بينهم أطفال في قصف جوي نفذته قوات النظام على مدينة دير العصافير في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وتتواجد في دير العصافير فصائل اسلامية عدة بينها «جيش الإسلام» و»فيلق الرحمن»، فضلاً عن «جبهة النصرة، لكنها ليست الأقوى»، بحسب المرصد. وبالتوازي مع الهدنة التي اتفق عليها في 27 فبراير الماضي، يركز جيش الأسد عملياته على مناطق سيطرة «داعش»، إذ استطاع قبل أيام وبغطاء جوي روسي استعادة السيطرة على مدينة تدمر الأثرية، ما شكل ضربة للتنظيم المتطرف. وخلال مارس الماضي أيضاً، مني التنظيم المتطرف بخسائر موجعة، إذ قتل قياديان منه في غارات للتحالف الدولي. وأفاد المرصد السوري بمقتل قيادي ثالث هو أبو الهيجاء التونسي في غارة لطائرة من دون طيار يعتقد أنها للتحالف الدولي قرب مدينة الرقة، معقل التنظيم في سوريا، أثناء توجهه إلى محافظة حلب شمالاً ليشرف على المعارك ضد قوات سوريا الديمقراطية «تحالف كردي عربي» بأمر من زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.إنسانياً، أبدت الأمم المتحدة قلقها من تزايد صعوبات توصيل المساعدات لمناطق محاصرة في سوريا وتحدثت عن تعطيل القوافل أو إزالة معدات الجراحة منها على أيدي القوات الحكومية في أغلب الأحوال. ودعا رئيس مجموعة العمل للشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة يان إيجلاند، روسيا وإيران والصين والعراق إلى ممارسة المزيد من الضغط على حكومة الرئيس السوري بشار الأسد لدفعها للسماح بدخول المساعدات الغذائية والأدوية.