أكد وزير خارجية اليمن السابق د.رياض ياسين أن عاصفة الحزم وقفت في طريق المشروع الإمبريالي لإيران، الذي يسعى إلى بسط النفوذ الفارسي في منطقة الخليج العربي.وأشار، خلال المحاضرة التي نظمها مركز عيسى الثقافي بعنوان «اليمن: صعوبات.. تحديات.. تدخلات»، إلى أنه بعد فشل المخطط الإيراني في البحرين، لجأت لدعم جماعات الحوثيين في اليمن لتحقيق أهدافها الخفية، على اعتبار أن اليمن يشغل موقعاً استراتيجياً في منطقة الخليج العربي.وتناول د.رياض ياسين محاور عديدة حول الصعوبات والعراقيل على مختلف الأصعدة الأمنية والتنموية والمعيشية، والتحديات التي تواجه الداخل اليمني والخارج الإقليمي والدولي، مشدداً على أن ما يجري على أرض اليمن هو نتاج تحالف ثلاثي بين ميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدلله صالح بالإضافة إلى التدخلات الإيرانية السافرة في الشؤون اليمنية التي جاءت عن طريق تدريب المقاتلين الحوثيين ودعمهم بالمال والسلاح.كما بين أن الدعم الأخوي المستمر من السعودية والإمارات والبحرين والكويت وبقية دول التحالف العربي، ساهم في إنجاح الكثير من مبادرات حل الأزمة خصوصاً ما تحقق من عاصفة «الحزم والأمل» في سبيل إيجاد الحل السلمي المستدام، وبناء اليمن ومؤسساته على أساس مدني ومؤسسي يتجنب الإخفاقات الكارثية والاختراقات المبنية على استخدام القوة والعنف والسلاح والنفوذ والطموحات، مستعرضا نقاط مهمة حول المكانة الفريدة والمتميزة لمدينة عدن وأهميتها الإستراتيجية باعتبارها مفتاحا لبداية الحل. وشدد د.ياسين على أن أي حزب في اليمن يريد إثارة النعرات في اليمن سيتم التصدي له وقال أن هناك ثلاثية تتكون من الحوثيين ومليشيات عبدالله صالح وإيران الذين اشتركوا في انقلاب على مؤسسات الدولة وتدمير المدن اليمنية، وضمن أهداف تحقيق طموح إيران بالسيطرة على اليمن وباب المندب وإكمال كماشة العراق وسوريا ولبنان بهدف تهديد أمن المنطقة، مؤكداً أن البحرين لديها قائمة طويلة من التدخلات الإيرانية على مر العصور.ولفت وزير الخارجية اليمني السابق إلى أن انطلاق عاصفة الحزم قد جاء في الوقت المناسب وفي ظروف استثنائية مع ما يحدث في العراق وسوريا وليبيا حيث كانت اليمن مرشحة لتكون مسرحاً آخر للفوضى.ويسعى مركز عيسى الثقافي من خلال المحاضرة نحو توسيع مدركات المجتمع وثقافته حول واقع العلاقات الدولية التي تعيشها المنطقة العربية مع إيران وحلفائها، والتحديات التي تواجهها هذه العلاقات في ظل الأزمة السياسية في اليمن، وضرورة خلق وعي عام لدى المجتمع لأسس العلاقات الدولية الاستراتيجية وفهم أهمية توازن القوى السياسية، وذلك بالانطلاق من أطروحات المختصين.