كركوك - (أ ف ب): بدأ عيد الأضحى في العراق بهجوم دام بعبوة ناسفة صباح أمس استهدفت مجموعة من المصلين أمام مسجد سني في كركوك شمال البلاد، فقتلت 12 منهم وأصابت 26 بعد تأديتهم صلاة العيد.وقال ضابط برتبة عميد في الشرطة إن «عبوة ناسفة انفجرت صباح أمس أمام مسجد القدس جنوب كركوك لدى مغادرة المصلين ما أدى إلى مقتل 12 منهم وإصابة 26».وأكد الطبيب أحمد خلف من مستشفى كركوك العام حصيلة ضحايا الهجوم، مشيراً إلى أن بين القتلى 3 أطفال وشرطي. ويقع المسجد جنوب كركوك، الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين العرب والأكراد، وتحديداً في حي الضباط الذي يسكنه خليط من العرب والتركمان. وبقيت جثث الضحايا لنحو 10 دقائق مرمية على الأرض أمام المسجد بسبب عجز سيارات الإسعاف عن الوصول إلى مكان الهجوم نظراً لوجود أعمال حفر قريبة من الموقع.وتمدد الجرحى بين الجثث على الأرض وهم يصرخون «لا إله إلا الله»، و»الله أكبر»، فيما هرع سكان الحي إلى الموقع وهم يصرخون بدورهم «اللهم انتقم من الظالم».ويشهد العراق أعمال عنف متواصلة باتت تستهدف كل أوجه الحياة فيه، من المساجد إلى المطاعم وأماكن الترفيه، فملاعب كرة القدم، وحتى المدارس، في ظل عجز أمني تام عن وقف دوامة العنف.وتحمل الهجمات بشكل متزايد منذ نحو 6 أشهر طابعاً طائفياً بين السنة والشيعة في بلاد عاشت حربا مذهبية دامية بين عامي 2006-2008 قتل فيها آلاف المدنيين.ومنذ بداية أكتوبر الجاري، قتل في العراق نحو 310 أشخاص في هجمات متفرقة، فيما قتل أكثر من 5 آلاف شخص منذ بداية العام. وفي كلمة متلفزة مسجلة وجهها إلى العراقيين بمناسبة عيد الأضحى، قال رئيس الوزراء نوري المالكي «نسال الله ان يبعد عن بلدنا شبح الفتنة الطائفية، والحرب الأهلية التي يصر عليها من باع للشيطان نفسه».وأضاف المالكي الذي يحكم البلاد منذ عام 2006 ويتولى منصب القائد العام للقوات المسلحة أن «منطقتنا اليوم تضربها عاصفة من العنف تحركه الطائفية والإرهابيون، وبلدنا في قلب العاصفة».وأشاد المالكي الذي يتولى أيضاً بالوكالة إدارة وزارتي الداخلية والدفاع، بالقوات المسلحة وعديدها أكثر من 800 ألف عنصر، قائلاً إنها تقاتل «الإرهابيين الذين هجموا من مختلف دول العالم لإسقاط تجربتنا السياسية».وأصدرت بعثة الأمم المتحدة في العراق بياناً ناشدت فيه «جميع العراقيين وقياداتهم السياسية والدينية والمدنية السعي إلى تحقيق الوحدة والتفاهم بينهم». وأضاف البيان أن «العمل معاً هو وحده الذي سيمكن العراقيين من التصدي لأعمال العنف التي تمزق مجتمعهم».