واشنطن - (وكالات): أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن «بلاده رفعت العقوبات عن إيران على الورق (..) ولكنها تستخدم طرقاً التفافية لمنع الأخيرة من تحقيق أهدافها»، موضحا «لقد رفعوا العقوبات (..) ولكن في الحقيقة فإنهم يعملون على منع سريان رفع العقوبات»، مشيراً إلى أن «عودة طهران إلى الاقتصاد العالمي ستستغرق وقتاً»، وسط انتقادات القيادة والشعب الإيرانيين من بطء جني ثمار رفع العقوبات.وشدد أوباما في اجتماع للدول الكبرى خلال القمة العالمية للأمن النووي في واشنطن على «الحاجة الى المزيد من التعاون لمنع المجانين من تنظيمات مثل القاعدة وتنظيم الدولة «داعش» من امتلاك أسلحة نووية أو قنابل قذرة». وصرح أوباما أن «عودة اندماج إيران في الاقتصاد العالمي ستستغرق وقتاً، إلا أن إيران بدأت تشهد فعلاً فوائد هذا الاتفاق» الذي رفعت بموجبه مجموعة من العقوبات المفروضة على طهران مقابل خفضها نشاطاتها النووية. وفي وقت سابق من هذا الشهر اتهم المرشد الإيراني علي خامنئي واشنطن بعدم احترام شروط الاتفاق. وقال إن الولايات المتحدة رفعت العقوبات «على الورق (..) ولكنها تستخدم طرقاً التفافية لمنع إيران من تحقيق أهدافها». وأضاف «لقد رفعوا العقوبات (..) ولكن في الحقيقة فأنهم يعملون على منع سريان رفع العقوبات». كما تظهر الاستطلاعات المحدودة التي تجري في إيران تشكك الشعب الإيراني حيال الوضع الاقتصادي في البلاد بعد عقود من العقوبات. ولاتزال مجموعة من العقوبات غير المتعلقة بالملف النووي سارية على إيران وتتعلق برعاية الإرهاب وبرامج الصواريخ البالستية وقمع المتظاهرين. وبحسب استطلاع أجراه موقع إيران بول كوم ونشر أمس الأول فإن غالبية الإيرانيين يؤيدون مشاركة اقتصادية أكبر مع الغرب، بينما قال نحو 70% أنهم لا يعتقدون أن الولايات المتحدة ستفي بوعدها بموجب الاتفاق. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع بدا أن الولايات المتحدة تتخذ مزيداً من الخطوات لإنهاء عزلة ايران الاقتصادية وتمهيد الأرضية للسماح لإيران بالتجارة بالدولار. ومن شأن هذه الخطوة إزالة القيود أمام الشركات الأجنبية للتعامل مع إيران بالدولار. ويقول مسؤولون إنه حتى مع رفع العقوبات فإن الشركات الأمريكية وغير الإيرانية تتردد في التعامل مع إيران خشية الدخول في مستنقع القوانين الأمريكية. من ناحية أخرى، قال أوباما أمام قادة العالم المجتمعين في واشنطن بأن مراقبة «داعش» لعالم نووي بلجيكي، واستخدام عناصره للأسلحة الكيميائية والبيولوجية يدل على نية واضحة. وتابع «بفضل جهودنا المنسقة، لم تنجح أية مجموعة إرهابية حتى الآن في الحصول على سلاح نووي أو قنبلة قذرة تصنع بمواد إشعاعية». وتأتي قمة الأمن النووي عقب هجمات شهدتها مدينتي باريس وبروكسل وأدت إلى مقتل العشرات وكشفت عن عجز أوروبا عن إحباط هجمات أو رصد عناصر «داعش» العائدين من العراق وسوريا. وزاد المخاوف من التهديد النووي ظهور دليل على أن أشخاصاً مرتبطين بالاعتداءين صوروا بالفيديو عالماً بارزاً في منشأة نووية بلجيكية. وقال أوباما «يوجد نحو ألفي طن من المواد النووية» في أنحاء العالم. وحذر من أن مادة بحجم التفاحة يمكن أن تتسبب بدمار قد يغير شكل العالم. وقال إن «أصغر كمية من البلوتونيوم يمكن أن تؤدي إلى مقتل وإصابة مئات آلاف الأشخاص، وستتسبب في كارثة إنسانية وسياسية واقتصادية وبيئية يكون لها تداعيات عالمية على مدى عقود (..) وسيتغير العالم إلى الأبد». ومن غير الممكن التوصل إلى اتفاق كبير لخفض المخزونات النووية نظراً لمقاطعة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للقمة. وقد يكتفي أوباما بسلسلة من الإجراءات التقنية لتحسين الأمن ورصد وتقليل استخدام المواد الأشد خطورة.