عواصم - (وكالات): فتحت عدة دول تحقيقات في عمليات تبييض أموال بعد فضيحة «أوراق بنما» التي كشفت تورط مسؤولين سياسيين كبار من حول العالم ومشاهير من عالم المال والرياضة في عمليات تهرب ضريبي.وسرعان ما ظهرت آثار الزلزال الذي أحدثته الوثائق المسربة من مكتب المحاماة البنمي «موساك فونسيكا» والواقعة في 11.5 مليون وثيقة، من هزة سياسية في آيسلندا نتج عنها استقالة رئيس الوزراء ديفيد سيغموندور غونلوغسون، ليكون أول ضحية سياسية للفضيحة، إضافة إلى إطلاق تحقيقات في فرنسا وإسبانيا وأستراليا وصولاً إلى تنديد روسيا. وأعلن القضاء البنمي فتح تحقيق في «الوقائع التي أوردتها وسائل إعلام وطنية ودولية تحت اسم «أوراق بنما»».وأوضحت النيابة العامة أن التحقيق يرمي لتبيان ما إذا كانت الوقائع تنطوي على مخالفات قانونية وتحديد مرتكبي هذه المخالفات وما إذا كانت قد تسببت بأضرار مالية.وكشف تحقيق صحافي ضخم أطلق عليه اسم «أوراق بنما» شبكة من التعاملات المالية السرية تورط فيها عدد من النخبة العالمية من بينهم مقربون من فلاديمير بوتين والرئيس الصيني شي جينبينغ، وعدد من مشاهير الرياضة والسينما.وقد نفى الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة والفرنسي ميشال بلاتيني أي ضلوع لهما في فضيحة التهرب الضريبي.وفي موسكو كان الرد شديد اللهجة مستهدفاً الولايات المتحدة حيث أعلن الكرملين أن التحقيق أجراه عناصر سابقون في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي ايه» ومسؤولون سابقون في وزارة الخارجية. واستمر التحقيق الصحافي عاماً كاملاً وتركز على البحث في نحو 11.5 مليون وثيقة سربت من مكتب المحاماة البنمي «موساك فونسيكا» الذي يعمل في مجال الخدمات القانونية منذ 40 عاماً وله مكاتب في 35 بلداً. وكان المكتب يعمل على إنشاء شركات أوفشور لزبائنه في دول تعتبر جنات ضريبية بهدف التهرب من دفع الضرائب أو لتبييض أموال. وكشفت «أوراق بنما» عمليات مالية لأكثر من 214 ألف شركة أوفشور في أكثر من 200 دولة ومنطقة حول العالم. وفي صلب الفضيحة رئيس حكومة آيسلندا ديفيد سيغموندور غونلوغسون بعدما كشفت «أوراق بنما» أنه أسس مع زوجته شركة في الجزر العذراء البريطانية ليخفي فيها ملايين الدولارات.وأطلقت عدة حكومات تحقيقات. وأعلن رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف تشكيل لجنة للتحقيق في المزاعم التي وردت فيما يعرف بـ«أوراق بنما» التي تربط عائلته بسلسلة من شركات الأوفشور. وفتح القضاء الفرنسي تحقيقاً بتهم «تبييض تزوير ضريبي فادح». وأفادت صحيفة «لوموند» الفرنسية أن «نظام أوفشور متطور» أقيم من قبل «الدائرة الأولى من الموالين» لمارين لوبن رئيسة الجبهة الوطنية، الحزب الفرنسي اليميني المتطرف، مستندة بذلك إلى وثائق من «أوراق بنما».